المقالات

داود الفرحان وبضاعته الكاسدة

2173 19:20:00 2008-10-15

( بقلم : سيد رياض المولى )

لاشك في إن سقوط الطاغية ونظامه البائد احدث تغيرا هائلا في المفاهيم والقيم السياسية والاجتماعية وما أعقب ذلك من تغير حاد في موازين القوى في هذا البلد و لم يكن هذا التغيير مفاجئا أو طارئا بل هو نتيجة طبيعية لمخاض عسير ورد فعل للكم الهائل من المصائب والكوارث التي عاشها الشعب العراقي بكل أطيافه تحت حكم الطاغوت البعثي , إن محصلة هذا التغيير تؤدي إلى نتيجة مهمة مفادها إن هذا البلد لايمكن أن يكون ملكا لحزب أو عشيرة أو مدينة أو طائفة واحدة بل هو ملكا لكل العراقيين وان صفحة الماضي البشع ولت مع أصحابها إلى غير رجعة وبات من المستحيل أن يتخيل المريء بأن تحكم مدينة مثل البصرة أو العمارة من قبل محافظ أو مدير امن لاينتمي إليها بشيء ولايمت إلى أهلها بصلة .

لكن واقع الحال يشير إلى إن هناك من يعيش وهم العودة إلى الماضي وعودة الأمور إلى نصابها السابق هكذا وبكل بساطة دون إن تحسب أي حساب لإرادة الملايين التي عانت الظلم والتي مزقت صفحات الماضي الأسود إلى الأبد وأيقنت بأنه لارجعة للظالمين مهما غلت التضحيات .يمكن وبكل بساطة تمييز دعاة هذا المنهج الفاشل لأنه لايستند إلى أي أساس واقعي ولايحركه سوى دافعين أولهما الحقد الطائفي وثانيهما معاداة الواقع الجديد لأنه افقدهم المكتسبات والمميزات المادية التي انعم بها عليهم نظام البعث البائد وطاغيته وأصبحوا ألان يتسولون في الشوارع الخلفية لعواصم الدول العربية ويتملقون زعمائها وملوكها وبعضهم يعشعش كالخفافيش داخل مؤسسات الدولة العراقية أو في أروقة البرلمان يعملون تحت حماية مظلة المصالحة الوطنية وهم أول الساعين إلى هدم هذه المصالحة ونسف قواعدها .

هذه الفئة هي نموذج تقليدي للعقلية البعثية المتحجرة التي تخادع نفسها بإمكان عودة عجلة التاريخ إلى الوراء وأفضل من ينطبق عليهم التصنيف أعلاه هم حارث الضاري وهيئته الطائفية ويتبعه جوق المطبلين من حثالات البعث التي باتت تتسكع ألان على أرصفة دمشق والقاهرة وعمان ابتدءا بحسن العلوي وعبد الرزاق عبد الواحد وداود الفرحان وسعد البزاز وربما تشاركهم القناعة في ذلك الراقصة ميس كمر ناهيك عن فرسان المصاطحة صالح المطلك وخلف العليان وغيرهم العشرات ممن ينتمي لهذا الخط البائس الذي لايجيد غير لغة الرفض والتنديد الفارغ المتسم بالغباء ومعاداة كل ما يتعلق بوضع العراق الجديد دون وعي أو فهم يستند لتحليل جدي , والهدف هو فقط إرباك وعرقلة العملية السياسية و لأنهم يعيشون في وهم العودة لحكم القرية والعشيرة الواحدة التي تحكم بلدا متعدد الطوائف والأعراق وتتحكم بثرواته ورقاب أبنائه بدون سائلا أو رقيب .

استذكرت الحقائق أعلاه وانأ أشاهد برنامج تعرضه إحدى المحطات الفضائية العراقية التي تبث من القاهرة يبدو من الخط العام لهذه المحطة بأنه قد اختلط عليها الحابل بالنابل وأصبحت لا تميز بين الضحية والجلاد وهي كغيرها ترفع شعار معارضة الاحتلال الذي يرفعه كل من يريد تزيين صورته ويبدو بمظهر الوطني الشريف....البرنامج يقدمه الصحفي البعثي القديم داود الفرحان بالاشتراك مع راقصة عراقية من الدرجة العاشرة تقيم في القاهرة منذ عدة سنوات تمثل ادوار كومبارس في المسلسلات المصرية واعتقد شخصيا بان هذا المستوى في الشراكة يليق بداود الفرحان .

داود الفرحان لمن لايعرفه هو احد بقايا فوج المطبلين لسيدهم المقبور.. صحفي مارس الكتابة قي صحف النظام البائد في سبعينات وثمانينات القرن الماضي معتمدا أسلوب الكتابة الساخرة أسلوبه أكل الدهر عليه وشرب كمن يسرد نكته تافهة لايضحك احد عليها سوى نفسه وقد تقلد مناصب إعلامية عديدة في زمن سيده المقبور مبتدا بكاتب صحفي في مجلة ألف باء ومنتهيا بملحق ثقافي في القاهرة , و للقارئ الكريم أن يتخيل ماهي الخدمات التي قدمها الفرحان لسيده المقبور لكي يكافاه بمنصب الملحق الثقافي في سفارة النظام البائد في القاهرة تم علينا أن نتساءل عن واجبات ملحق ثقافي لسفارة صدام المقبور وبالذات في عاصمة كالقاهرة تعج بالأقلام والذمم المأجورة لكتاب وممثلين وراقصات مستعدين لبيع كل ما يملكون مقابل دولارات صدام وكوبوناته النفطية في تلك الفترة , بعد قراءة السيرة الذاتية المشبوهة لهذا الرجل ماذا نتوقع منه أن يكتب ويعرض من بضاعة غير التهجم والإساءة والكذب والدجل لينفس عن أحقاده على الشعب وإرادته الوطنية التي هدمت أصنام أسياد الفرحان وأولياء نعمته .

وللحقيقة نقول بان الفرحان كان وفيا لسادته المقبورين من خلال ابداعة في تزييف الحقائق ضمن برنامجه التافه والممل التي تعرضه تلك القناة بأسلوب مثير للشفقة بدلا من السخرية ونقول للفرحان بان بضاعتك أصبحت كاسدة لاتجد من يقبلها أو يستمع إليها فقد ولى زمنكم الأغبر والى غير رجعة وان لم يعد لك مكانا بين الشرفاء من ابناء العراق لأنكم آذيتم الشعب في الماضي ومازلتم مصرين على اذائه ونصيحتي لك ولمن يتطابق معك في المنهج والراي أن تترك الكتابة و تجد لك عمل أخر تعتاش عليه ونقترح عليك العمل كبواب في إحدى عمارات القاهرة كما فعل زميلكم المحامي الأردني الذي دافع عن زعيمكم المقبور عندما ترك المحاماة وعمل بوابا في عمان .

رياض المولى – السويد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سلام الحيدري
2008-10-18
كنت أتمنى أن أشاهد برنامج داود الفرحان من خلال فضائية الشرقية وليست البغدادية . لآن البغدادية من القنوات المحبوبه لدى العراقيين خاصة ولدى شرائح من المجتمع العربي لما تقدمه من برامج جميلة وحلوة ومنصفة وواقعية وهي لاتتحيز لآي طرف كان وتحب الخير لكل العراقيين ..عكس فضائية الشرقية التي تضمر الشر للعراقيين وتغير الحقائق وكما نشاهد برامجها التافهة التي لاقت سبآ وشتمآ ونقدآ لكل ما تقدمه من برامج سخيفة ومنحطة جدآ بالإعتماد على العاهرات والراقصات والمشلحات .مع تحياتي لقناة البغدادية ومع إشمئزازي ل داود..
محمد
2008-10-16
للعلم ان صاحب البغدادية تاجر عراقي له جصة بالنفط مقابل الغذاء والان قدروا مدى الخسارة له
حمد العلواني
2008-10-15
اكو مثل عراقي يقول( ادعبل الجدر ولكه قبقه ) من يلتقي بداود الفرحان غير تلك ميس كمر وهو لا يليق به ان يرتقي الى مستوى اكبر من ذلك لان مستواه الحقيقي واضح للجميع ووالله لم استمع الى اللهجة العراقية الدارجة الا وامتلأ قلبي سرورا ولكني اكره سماعها من هذا الاخرق وعله يتصور ان استخدامه لها يجعله محبوبا لدى العراقيين لذا اقول له انت واهم ياترحان وقد روى لي استاذ جامعي محترم يقول اني اكاد اتقيأ عندما اسمع داوود الفرحان لهذا قمت بشطب البغدادية من الريسيفر وارى ذلك انه تحذير للبغدادية وعليها طرده
صباح المالكي
2008-10-15
الفرحان واحد من الكتاب السوقيين الذي يكتب كتابات الحشاشة وابناء الشوارع الخلفية والذي استخدم في حينها الاستخدام المطلوب في ذم الناس وتشويه ما ارادوا تشويهه ولكن اسالوه كم مرة اهين من قبل سيده الكبير وسيده الابن على عموده في جريدة الجكهورية ز ومثل هذا وامثاله لايستحقون ان نلتفت اليهم من رائحتهم الكريهة . واما الممثلة فهي زوجة مصري كان يعمل بوي في العراق وكتلهم الجوع في زمن الذي ينوحون عليه وهجو ا .
حبايب عماد
2008-10-15
هذا الشخص بعثي بعثي بعثي وعار على قناة البغدادية تقديم مثل هذه البرامج واعتقد ان البعثية قد اشتروا القناة .قبح الله داود الفرحان وحول حياته الى احزان في الدنيا والاخرة.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك