( بقلم عبد الكريم الحاج صالح الحيدري )
نعم.. لنرفع رؤوسنا عالياً ونفاخر البشر.. كل البشر.. بأننا شيعة أهل بيت النبوة.. شيعة علي والحسن والحسين وأولاده.. لا نهاب إن وقع الموت علينا أو وقعنا عليه.. وليعلم كل الذين لم يتعلموا من دروس أتباع أهل البيت عبر تاريخهم الحافل بالتضحيات والصمود والتصدي.. إن ما يجري في جنوب لبنان ما هو إلا نزر قليل من المقاومة الحقة.. نعم الحقة.. وليس تلك المقاومة التي وسمت بالذبح والحيلة والغدر التي اتبعها أحفاد هند في العراق.. إنها المقاومة وأية مقاومة, مقاومة الحق للباطل كله.. لا مقاومة الاختطاف والمفخخات وقصف الأحياء بالهاونات..
إنها المقاومة الشرعية الملتزمة بتعاليم الإسلام... مقاومة عرف بها فقط أتباع مذهب الحق مذهب أهل البيت (ع) لا مقاومة تورو –بورو وفقهاء السلاطين..
فبعد كل الذي قيل ويقال من الذين جعلوا البيت الأبيض كعبتهم على إن شيعة محمد (ص) يداهنون ويتقون. جاء الرد من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه, إذ كانت ومازالت الكعبة قبلتهم ورجال اشترى الله منهم أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة.. يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون.. إنهم أتباع مذهب محمد لا أتباع أولئك الذين تشترى مواقفهم وأوطانهم بثمن بخس.. ودراهم معدودة.. وموائد ممدودة.
ليعلم العالم.. كل العالم.. نحن أبناء بدر وفوارسها نحن أبناء المختار وزيد الثائر وأبناء ثورة العشرين وانتفاضة صفر وشعبان المباركتين.. أبناء الصدرين والحكيم.. سواعدنا لا تعرف إلا النصر وإنها بانتظار إشارة واحدة من مراجعنا العظام.. وسيرى العالم كيف يستطيع أبناء مذهب الحق أن يقلبوا كل همرات المحتل ودباباته على رؤوس من اتخذوا من اسم المقاومة عنواناً لهم.. وسيرى العالم إن المقاومة ليست في جنوب لبنان التي جلبت الظفر والنصر للأمة بعد ليلها الحالك والطويل وإنما أتباع مذهب الحق كلهم شجعان.. كلهم يضربون فوق الأعناق.. وبعدها سيكون الأعداء كالعصف المأكول.. وسيشاهد العالم كيف تصبح ارض العراق ارضاً حراماً على كل أعداء الله من التكفيريين والنواصب والبعثيين.. وسيوءدون في وحل تماديهم واستهتارهم بحق أبناء العراق الغيارى.. وسيسمع العالم صرخات ذعرهم من الوحل الذي هم فيه, وسيكون العراق مقبرتهم بعدما يؤذن بدمهم المسفوح..
ليعلم العالم كل العالم.. إن شيعة جنوب لبنان ما هم إلا مدرسة من مدارس الفداء التي تغذت من مدارس النجف الاشرف التي عرفت عبر تاريخها بالمقاومة والنبل و الالتزام والانصياع لأوامر المرجعية وقياداتها السياسية وبتضحية أبنائها البررة..
وليعلم العالم.. كل العالم.. إن شيعة أهل البيت في العراق ليسوا من هم في سدة الحكم ومجالس المحافظات ومن الذين ارتضوا الذل من المحتل ومن ارتضى أن يأكل مال اليتيم والأرامل.. وارتضى ما يتعرض له أبناء مذهب الحق من ذل وهوان بالبحث عن لقمة العيش في مسطر العمال الذي اتخذه الإرهابيون لهم هدفاً..ليعلم العالم.. كل العالم .. إن هؤلاء المتلبسين بلبوس الدين والسياسة اغلبهم ليسوا منا.. نعم كما قالها رسول الله (ص واله)ليسوا منا.. منا من كان مع المظلوم.. مع الكادحين .. مع الشهيد وأبنائه.. لا مع الصفقات والعقود والمؤتمرات والرشاوي والابتزازات.. والبحث عن المناقصات.. وسيرى العالم.. كل العالم كيف سيقلب أبناء المقابر الجماعية وغياهب السجون وأبناء الشهداء, الكراسي على رؤوس هؤلاء وسيعيش العراق كل العراق بعزة وكرامة بعدما يرحل المحتل ويرحل معه السراق والانتهازيون والوصوليون إن استطاعوا أن يفلتوا من قبضة الشعب.. وسيعيش العراق من شماله إلى جنوبه بمحبة ووئام في كنف شيعة أهل البيت الذين لا يرضون لظلم السني فضلاً عن الكردي والمسيحي والصابئي.. ولا يرضون أن ينال منه احد.. ولا يفرقون عرق على عرق ولا قومية على أخرى.
عبد الكريم الحاج صالح الحيدري
https://telegram.me/buratha