المقالات

الحنين المشوه

1288 16:03:00 2008-10-22

( بقلم : ميثم المبرقع )

يبدو ان طبائع البشر تمتلك نزعة الحنين الى الماضي بكل ظلامه وظلمه حتى لو كان الماضي قاسياً وموجعاً.وقد يكون ذلك نابعاً من اسباب موضوعية تبدو مقنعة في اغلب الاحيان لان ذكريات الماضي تستعاد الى الذاكرة بشكل شفاف لا يخالطها ثقل الظروف وقسوتها ولذا يكون التغني بالماضي السحيق تمتعاً.

لكن ما يدعو الى الوقفة الجادة هو الحنين الى سنوات النظام العجاف بسبب نقص الخدمات او تردي الوضع الامني او بعض الارباكات في الحياة والمجتمع والنظام. هذا الحنين المشوه والمشوش الذي يطلقه بعض الناس بعفوية وبعض المغرضين بخبث من اجل الاساءة الى التجربة العراقية الجديدة وتحولاتها الكبيرة. لا نريد المقارنة بين العهدين السابق واللاحق لان هذه المقارنة باطلة وغير صحيحة كمن يقارن بين الجحيم والنعيم وبين الاذلال والكرامة.

ربما واحدة من منجزات العراق الجديد هو فضاءات الحرية التي وفرها لهؤلاء الذين يحنون الى النظام الاجرامي السابق وينتقدون ويتحركون بكل حرياتهم وارادتهم. ان غياب الامن في بعض المقاطع الزمانية والمكانية في العراق لا يكون مبرراً باي حال للحنين الى الحقبة الماضية خصوصاً ان ما يحصل من تردي امني ليس سببه العراق الجديد بل سببه بقايا البعث وعصابات القاعدة. وان هذه التجربة الجديدة تشبه الى حد بعيد عملية جراحية كبرى لاسئصال ورم خبيث هيمن على الجسد العراق منذ اربع عقود من الزمن واي مضاعفات جانبية وتداعيات غير متوقعة لا تدعونا الى الندم على اجراء هذه العملية الجراحية مهما كانت العناية الفائقة او النقاهة المركزة فان الندم عليها يعني قبولنا بتهرىء الجسم بالورم الخبيث ومخاطره.

نقولها بكل ثقة بان جميع الذين يحنون الى النظام البائد ويثيرون الغبار على العراق الجديد قد تغيرت اوضاعهم المعيشية والشخصية بشكل ايجابي افضل مما كان في العهد السابق بكثير بل انهم كانوا لا يجرأون على نقد أي مظهر سلبي في عهدهم المظلم بينما هم الان اسعد حالاً وافضل مآلاً بل ان اوضاعهم الحالية فاقت حتى اوضاع ضحايا النظام السابق من المجاهدين والمتضررين وذوي الشهداء والسجناء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مواطن صابر
2008-10-23
السلام عليك أخي لايوجد احد يحن الى زمن الطاغية المقبور بعفوية أبدا وكل من يحن تجده أم بعثي قذر أو وهابي نجس فبربك أي أمان في زمن هدام الملعون وأنت تخاف ان تتكلم في بيتك وتمشي وتتلفت أم نسينا طحينه المعفن الذي كان يوزعه في الحصة لاتوجد مقارنة بين الأن رغم وجود الحرامية بكثرة وبين نظام البعث الماسوني في زمنه ضاع الأمل منا ولكن الأن يوجد أمل لوجود رجال كالسيد نوري المالكي وشيخنا الجليل الصغير والسيد القبنجي والسيد عمار حفظهم الله فالعراق بخير أنشاء الله ولن يحكم العراق بعد الأن اولاد الزنا فخاتمتهم صنمهم الساقط فليبكوا كثيرا على طاغيتهم فالعراق عاد لأهله وبغداد تكحلت بعبير الحرية وتحمرت وجنتها بعطر أهل البيت فاهلا بعراق على والحسين أرواحنا فداهم فقد دفنا حثالتهم فليبكوا على الأطلال سيبقى عراقنا عراق الأئمة الاطهار وأن كره الفاسقين ولن يعود لماضي كالح كوجوهم الكالحة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك