( بقلم شوقي العيسى )
حملتني أقدامي تزيد الخطى عندما لاحت الى ناظريَ منارة عليُ الكرار عليه السلام فجاشت بنفسي أفق البشاره أفق الزيارة عناق الاحبة شجن الغريب للحبيب فزادت الخطى واقشعر البدن وتساقطت الدموع حتى وصلت باب علي عليه السلام أرتمت نفسي وبدني بأحضانه معانقاً إياه بالم وحرقة،،، عتبٌ وشجن يجــول مداه خمسة عشر عاماً من المحن والآلام بعداً عن الوطن،،،،،،، حتى إعتلى الروضة الحيدرية المباركة صلوات كثيرة،، تجذب الساعي اليها فبصرت ماذا هناك وإذا بالسيد الحكيم قد أعتلى منصه قد ركزت ركائزها وسط الروضة الحيدرية لاقامة خطبة وصلاة الجمعة فتخطت أقدامي ذلك الجمع الهائج الكبير وسط الجموع الغفيرة من المصلين لكي أصل الى أقرب نقطة أتمكن بها من النظر الى وجه السيد الحكيم ......فأبتدأت الخطبة سبقها صمت خيم على الجميع حتى أندرج سماحة السيد الحكيم بخطابه الحماسي والثوري المفعم بروح الابوة والاخوة وروحية رجل الدين بتوصياتة ورجاءه وتمنياتة حتى عرج على المشكلة الامنية التي طالب بها القوات الامريكية بنقل الملف الامني بيد العراقيـين حتى يتمكنوا من إدارة شؤون العراق الامنية،،،،،، وعرج سماحته على وحدة الصف وتماسك الاخوة وتوحيد الصفوف في هذا البلد الذي أمضى عقوداً من الزمن المظلم تحت ظلامات النظام البائد .
حتى أنهى سماحة السيد الحكيم خطبة الجمعة واتجه الى محرابه للصلاة وأمَ المصلين قاصداً الباري عز وجل أن يلهم هذه الامة النصر وحسن العاقبه في أمر دينهم ودنياهم .
وقف السيد الحكيم تحت أشعة الشمس في ذلك اليوم بإحتباسه الحراري يؤم الامة مرشداً وداعيا .
حتى إذا فرغنا من الصلاة وبدأ المصلين بترديد دعاء الفرج للامام اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه ما ان فرغنا من الدعاء فقام سماحة السيد الحكيم مودعاً المصلين ومودعاً ابي الحسن والحسين علي بن ابي طالب عليهم السلام الوداع الاخير في هذه الدنيا وماهي الا لحظات حتى حدث الانفجار الكبير والخطب المريب والفاجعه الكبرى والالم العظيم .....
لحظات لن أنساها لحظات باقيه مدوية صمت مريب يتعقبه هالة من النار وصوت يخترق المسامع ليخدش الآذان ويبرق الانظار موت قادم وصخب عجيب تلاطمُ وتلاطم أفواجُ تتصارخ وأفواج تندب دماءُ تنزف أشلاءُ تتناثر أجسادُ تتطاير بحرُ من الدماء يتلاطم جسم الحكيم ارتفع والى بارئه اندفع ليكون محرابه هو المنبع واسوة بعلي هو المشفع وللعراق شهيداً صار الحكيم الى الله وهناك الملتقى بيوم الجزاء .
حملت نفسي وجرجرت أذيالي وخرجت الى باب القبلة باب الفاجعة الكبرى فالى أين ومن أين أنظر ولهول المصيبة أبصر فصرخت ياحكيم ... ياحكيم .... ياحكيم
ياشهيد .... ياشهيد .... ياشهيد
شوقي العيسى
https://telegram.me/buratha