( بقلم الحاج عبد الأمير السلامي )
لقد خلق الله عز وجل البشرية بلطفه ولم يتركها همل بلا مرشد بل بعث الأنبياء والأوصياء حججا لليوم الموعود. فنحن الشيعة الإمامية نعتقد بعد نبينا الأعظم محمد (ص) بحجية الأئمة الاثني عشر أولهم الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) واخرهم الحجة بن الحسن (القائم بأمر الله صاحب الزمان وخليفة الرحمن الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار) أولوا الآمر الذين أمر الله بطاعتهم في القران المجيد والسنة النبوية الشريفة لأنهم أبواب الله والسبيل إليه والإدلاء عليه معصومون من الخطأ والزلل وقد اذهب الله عنهم الرجس أهل البيت وطهرهم تطهيراً لأنهم أمان لأهل الأرض كما إن النجوم أمان لأهل السماء لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ونعتقد إن الأرض لا تخلو من حجة على خلقه ظاهراً مشهوراً أو خائفاً مغموراً إلى اليوم فالقيادة الدينية والدنيوية أمر ضروري لابد منها لرعاية المسلمين لها مواصفاتها وشروطها لم يخلُ تاريخ الشيعة من أي دور من الأدوار من مرجع ديني يؤدي مهمة الرسالة المحمدية ففي الغيبة الصغرى للإمام المنتظر عجل الله ظهوره الشريف كان له سفراء أو نواب يتصلون بالعوام لرفع استفساراتهم ومشاكلهم واخرهم علي بن محمد السمَّري وبعد وفاته بدأت الغيبة الكبرى بإذن الله فالإشكالات والاستفسارات التي تطرأ على العوام يرجعون بها إلى نائب الإمام الفقيه الصائن لنفسه الحافظ لدينه المخالف لهواه المطيع لأمر مولاه. فالحوزة الدينية في النجف الاشرف في عهد مؤسسها الطوسي رضوان الله عليه إلى وقتنا الحاضر لا تخلو من مرجع ديني يقودها تنصهر فيه عوامل خاصة أهمها المكانة العلمية والصفات الشخصية والخدمات الاجتماعية علاوة على عمق الإيمان والتقوى فمن علمائنا الأجلاء في وقتنا الحاضر آية الله السيد علي السيستاني دام ظله وقد وهبه الله منصب المرجعية والقيادة الفكرية بمنحيها السياسي والديني سائراً على منهاج الإمام المنتظر مقتبساً من أنواره القدسية, وقد كتبنا عدة مقالات عن منهجه السياسي لحفظ العراق بجميع مكوناته العرقية والدينية من تصريحات وتوجيهات ومقابلات تصون الشعب من التمزق وتشد من وحدته وتآزره. من الضروري أن نذكر شيئاً بسيطاً وان يكون قاصراً عن مسكنه وملبسه وغذائه فلباسه بسيط ظاهراً لعامة الناس وقد اهديت له ملابس من أهل الخليج غالية الثمن فأبى أن يلبسها بل قام بإهدائها إلى بعض المؤمنين مطبقاً مقولة جده الإمام علي (ع) ( على أئمة الحق أن يقوّموا أنفسهم بضعفه الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره). وسكنه في دار للإيجار مما يدل على زهده مبتعداً عن البيوت الضخمة ذات الأثاث الفارهة مكتفياً بهذه الدار المؤجرة البسيطة الظاهرة للعيان عند الدخول إليها والدخول في مكتبه. أما غذاؤه فبسيط جداً لا يكثر من أنواع الطعام بل يكتفي بالشيء القليل لسد حاجته حتى يتمكن من ممارسة أعماله المضنية متحملاً آلام المواطنين باذلاً أقصى جهده لرعايتهم ساهراً على خدمتهم علاوة ما يطرحه من مؤلفات بفكر نير مجدد في الفقه والأصول وعلم الفلك فعلى الأمة الإسلامية أن تصون هذه الشخصية النادرة والحفاظ عليها في وقتنا الحاضر لأنها صمام الأمان. إذ اخذ أعداء الإسلام في هذه الأيام يظهرون على القنوات يكيلون الأكاذيب والحجج الواهية حتى يطمسوا من شخصيته اللامعة المنتشرة في ربوع العالم وقد دفعوا احد جهالهم المنحرفين المدعو على هذا الوهابي المتعصب على ما قام به من تصريحات وأكاذيب وأوهام. ومن سنحت له الفرصة بمقابلة الإمام السيستاني يلاحظه رجلاً وقوراً يتفجر العلم من جوانبه يبدأ بالكلام لجالسيه يرد على أسئلتهم بكل هدوء ومما يدل على رفعة أخلاقه ومما يزيد الثقة بإيمانهم والتمسك بعقيدتهم ومن وصاياه التمسك بالتقوى وعمل الخير وقراءة القرآن الكريم.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha