بقلم :محمد التميمي
قامت الدنيا ولم تقعد اثر الحملات التي تعرض لها المسيحيون مؤخرا في محافظة الموصل، وراحت الارقام التي تطرح عن اعداد الضحايا والمهجرين والمشردين من بيوتهم ترتفع من قبل هذه الجهة او تلك، وكأننا في مزاد علني يكون فيه الربح والمكسب النهائي لمن يعرض رقما اكبر.
من مائة الى مائتين الى ثلاثمائة الى الف الى الف ومائة الى الف وثلاثمائة، عدد العوائل النازحة من بيوتها في قضائي الحمدانية وتلكيف.. هذا مااوردته بعض وسائل الاعلام والجهات السياسية والدينية، بينما كانت الجهات الحكومية تصر على ان العدد لم يتجاوز مائتي عائلة، وان قسما كبيرا منها لم يتعرض لتهديد مباشر، واذا افترضنا جدلا ان العدد وصل الى الالف او تجاوزه فبالتأكيد ان الجزء الاكبر من تلك العوائل قررت ترك بيوتها ومناطقها بسبب الاجواء الاعلامية والسياسية المرعبة التي وجدت نفسها تعيش في خضمها.
وقد عرضت بعض القنوات الفضائية تقارير وتحقيقات مصورة عن ذلك الموضوع، تضمنت احاديث قصيرة لافراد عوائل نازحة اكدوا انهم لم يتعرضوا لتهديدات مباشرة ولكنهم قرروا الفرار او النزوح تجنبا لاي مضاعفات.وعلى افتراض ان الف او اكثر من الف عائلة مسيحية قد تعرضت للتشريد بالفعل في محافظة الموصل، فهل يعلم القاريء الكريم ويعلم الساسة ورجال الدين ووسائل الاعلام انه خلال اقل من عامين وحينما وصلت موجة الارهاب ذروتها تشردت خمسة الاف عائلة شيعية من محافظة الموصل وفقدت بيوتها وممتلكاتها، هذا اضافة الى عشرات او مئات الاشخاص من اتباع المذهب الشيعي قد تمت تصفيتهم بطرق مختلفة على ايدي تنظيم القاعدة الارهابي وربما جماعات وجهات اخرى.
اين دعاة الانسانية والمدافعين عن حقوق الانسان، والمتباكين على مصائر الناس المسيحيين، من ماسي الشيعة وويلاتهم، الم تكن الخمسة الالاف عائلة شيعية والاعداد الكبيرة من الضحايا تستحق نفس المستوى من الاهتمام السياسي والاعلامي والديني العراقي والعالمي الذي ظهر تجاه الحملات الاخيرة ضد المسيحيين؟..انه سؤال موجه للذين يتعاملون مع ماسي الناس وويلاتهم بأزدواجية وانتقائية، وانتهازية ايضا.
https://telegram.me/buratha