المقالات

فشل النظام التوافقي في العراق

1072 19:27:00 2008-10-23

( بقلم : شوقي العيسى )

قد تطرح على شكل تساؤلات ، وقد تكن من الحتميات ، او من المتحققات على أرض واقع العراق ، فالنظام الذي أتخذ منحى جديد في السياسة الجديدة " كالتوافق " والتوافقية وما الى ذلك والذي يحل بديلاً عن نظام حكم العراق بالسلطوية والدكتاتورية ذلك هو نظام صدام بل نظام البعث الذي جعل من صدام دكتاتوراً بغض النظر عما تغاضت عنه بعض الاطراف السياسية التي تناست النظام الدموي إما عن ضغوط دولية أو سياسية أو لأجل الاستئثار بالسلطة الحالية التي قد تكون مفرغة بمحتواها الخدمي.

لقد جاء نظام التوافق في العراق لكي تختلط الأوراق بل وتتبعثر ولا يوجد من يدعي بخلاصها من تلك المحن التي عصفت وتعصف بالعراق ، وبما أن البلد يحوي الكثير من الالوان والطوائف ويجب حسب المفهوم الجديد جميعهم أن يحكمون العراق ولا يستأثر بالسلطة أحد ويصبح دكتاتوراً فقد ولد أو تولــّد نظام التوافق ، والذي جعل العراق في مهب الريح وذلك لأنه لا توجد توافقات بين ما تسمى الفرقاء فكيف يمكن أن نجعل توافق بين فرقاء؟ علامة استفهام كبيرة تطرح نفسها أمام مأساة شعب كامل تحمل أعباء كثيرة.

وبما انه هناك ما زالت ألوان مختلفة ومازالت هناك أذواق مختلفة ونوايا مدكنة وخفايا مبطنة فلا يمكن أن يحل نظام التوافق مرحلة البناء السياسي للبلد وانتشاله الى بر أمان بل، سيعبق ويضمحل في دائرة مفرغة ، فكلما برزت أمام السياسيين العراقيين مشكلة او قضية أصبح لزاماً عليهم أن يختلفوا لأنه أمر طبيعي بما أنهم فرقاء ومختلفين في كل شيء فما هو الذي يجمعهم غير النظام التوافقي وعندما نأتي الى هذا النظام الذي نجده لا يلبي الطموحات لأي شريحة من شرائح المكون العراقي فسيكون هناك نقص واخفاق في معظم القضايا التي تطرح امام النظام التوافقي لحلها وبذلك يكون حلها ووضعها ليس بالوضع الصحيح لأنها مبنية على أهواء واذواق وانتماءات فئوية وجهوية وليست شعبية او وطنية.

قد يكون النظام التوافقي من أفضل الانظمة المعمول بها ولكن ليس كوضع مثل العراق الذي أصبحت الجهات السياسية حذرة ومتخوفة من الاخرى خوفاً منها أو طمعاً بنيل المزيد المكاسب على حساب الاخر وهكذا فالدائرة مفرغة والخاسر الوحيد فيها الشعب العراقي الذي مازال يتحمل معاناة وقرقعة السياسيين العراقيين الذين قد يكونوا مضطهدين أو مأسورين أمام الولايات المتحدة الامريكية التي تحاول تكبيلهم بكل شيء.

خلاصة القول أن النظام التوافقي نظام فاشل في العراقي على أقل التقادير في الوقت الحالي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2008-10-24
اؤيد ماجاء به السيد العيسى حيث أن معظم الدول الديمقراطية تأخذ بمبدأ الأكثرية على أن الدستور والقوانين الوضعية تحمي الأقلية. ويمكن طعن القررات عندما تهضم حقوق الأقليات. وفي العادة فإن قليل من القررات لها تأثير سلبي على الأقلية. في حين في حالة التوافق فإن كثير من القررات ستصاب بالشلل و سيصيب الضرر الأكثرية والأقلية معا".
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك