( بقلم جاسم الاسدي )
موت ودمار واشلاء ممزقة للاطفال والشيوخ والنساء الامنين هذا هو المشهد الدامي الذي اطلع عليه العالم في بلدة قانا اللبنانية المظلومة التي حولها الطيران الحربي الاسرائيلي الى مادة اعلامية الى كل محطات التلفزة المحلية والعالمية وكل العادة تاسف البعض وسكت البعض الاخر بل ان المتصيدين في الماء العكر خففوا من المشهد والكارثة ....
قانا تلك البلدة الوديعة التي تعرضت في عام 1996 الى عدوان مماثل ومجزرة مروعة ايام العدوان الصهيوني انذاك عندما هرب السكان بااتجاه مركز دولي تابع الى الامم من اجل الحماية فتبعتهم طائرات العدوان ودمرت المقر الدولي فوق رؤوسهم في اعتداء واضح وصريح على الامم المتحدة وعقد مجلس الامن الدولي وقتها جلسة طارئة واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض لكي تحمي ربيبتها اسرائيل .....
قد يتسال البعض ماعلاقة قانا بالنجف الاشرف والجواب هو ان من يقتل في قانا شيعي وقتيل النجف شيعي بالامس استذكر شيعة العراق حادث التفجير الاثيم الذي استهدف مدينة النجف الاشرف في غرة شهر رجب المعظم والذي اسفر عن استشهاد اية الله العظمى محمد باقر الحكيم ومعه اكثر من سبعين شهيدا ذنبهم الوحيد انهم من اتباع اهل البيت حضروا الى ضريح امير المؤمنين -ع - لكي يقيموا صلاة الجمعة ليتواصلوا مع ربهم ويدعوه ان يمن على شعب العراق بالامن والامان ....
ان استهداف قانا والنجف من قبل الصهاينة والتكفيرين يؤكد وحدة الهدف بين الصهاينة المجرمين والتكفيريين وعدوهم المشترك هو الشيعة في كل مكان في العالم فقد شاهدنا مافعل الطالبان في افغانستان بالشيعة الافغان ومايحصل يوميا من اعتداء على المواطنين الشيعة في الباكستان وقتل علمائهم واستهداف مساجدهم من قبل قطعان السلفية التكفيريه التي تعمل يدا بيد لقتل وتشريد وتهميش الشيعة في كل مكان بالتوافق مع الصهاينة والامريكان وخير دليل على وحدة هدفهم هو فتوى العلماء السعوديين بجواز الجهاد في العراق القتل الشيعة وكذلك الفتوى الاخيرة التي اعلنها ابن جبرين عندما حرم حتى الدعاء بالنصر الى شيعة لبنان؟؟؟؟؟ ....
ان الغطاء الذي توفره الولايات المتحدة الامريكية الى اسرائيل لكي توغل بقتل الشيعة في لبنان من خلال عرقلة الجهود الدبلوماسية وافشال مؤتمر روما ومد العدوان الصهيوني بالاسلحة المتطورة التي استخدمت في مجزرة قانا الثانيه هو نفس الغطاء ونفس الدور تلعبه امريكا في العراق من خلال جعل العراق ساحة حرب لها وجعل الابرياء من العراقيين عموما والشيعة بشكل خاص وقودا لحربها فهي عقدت اتفاقاتها السرية مع الاجهزة الامنية والاستخباراتيه العربية لكي تدفع بكل القتلة الى الساحة العراقية وجعلت شيعة العراق طعما الى القتلة لكي يتوجهوا الى العراق ولم تكتفي بذلك بل فرضت بعض الوجوه الصفراء على المشهد السياسي العراقي وقامت بدعمهم وتوفير الغطاء لهم لكي يكونوا واجهات سياسية للقتلة ....
السؤال الذي يطرح نفسه الان ماهو موقف بعض العراقيين الذين يطبلون الى الامريكان ويقولون ان الخير قادم هل يقصدون ان تكرر مجازر على غرار مجازر قانا بحق شيعة العراق او ان تقوم امريكا بقتل قادة شيعة العراق بحجة انهم ارهابيين على من يطبلون الى الامريكان ان ينظروا الى اخوانهم المطبلين من امثال سعد الحريري ووليد جنبلاط الذين رفضهما الشعب اللبناني الصابر والتف حول قادته الشرفاء ووقف معه في ميدان المواجهة....
هي فرصة الى من يرجون الخير من الامريكان في العراق لكي يستفيقوا من نومهم في العسل ويلتفوا حول القيادات الشيعية في الميدان ويوجهون امالهم الى مراجعهم الدينيه وقيادتنا السياسية لان خلاص شيعتنا من المحنه هي في وحدتنا والتفافنا حول مرجعيتنا الدينية الرشيدة التي لن تخذلهم ابدا .... جاسم الاسدي
https://telegram.me/buratha