المقالات

مثال الآلوسي و قصص الأطفال

1350 22:59:00 2008-10-25

( بقلم : محمد ثجيل هاشم )

يبدو أن مثال الآلوسي وبعد أن فقد حصانة كرسيه في البرلمان أصيب بوعكة نفسية و جن جنونه تماما ، فهذا الكرسي الذي كان فرحا لأجله متغزلا به حد أن أثار الدهشة في أول لقاء كان له في قناة الحرة عراق عقب الانتخابات حتى دفع محاوره لسؤاله متهكما إنك يا سيد مثال فيما يبدو من أنصار الكرسي الواحد ؟ و قد كان السؤال المتهكم مما يعذر عليه مقدم البرنامج الذي يعمل في فضائية محترفة و مهنية إلى حد كبير مقارنة بغيرها .

فالآلوسي كاد يطير من الشاشة و يسقط على المشاهدين لشدة الفرحة التي كانت تعتريه لحصوله على كرسي واحد فيما كانت الأحزاب الأخرى قد كسبت عشرات الكراسي ! لاشك بعد هذا أن نتصور مشاعر الإحباط و الحزن و الجزع المر الذي يكتوي به الآلوسي عقب رفع البرلمان الحصانة عنه و طرده من قبة ممثلي الشعب لأنه فقد شرعا و أخلاقا و قانونا صفة هذا التمثيل لزيارته الكيان الصهيوني و مجاهرته بلا حياء أن العمالة لإسرائيل أفضل من العمالة لإيران . ليس لأحد أن يتوقع سكوت الآلوسي على الرزية التي أرزأ نفسه بها فكان له بعد اليأس من أن ينتصر لقضيته الخاسرة و غير الوطنية القضاء العراقي الذي هدد باللجوء إليه أن يأتي بما يحفظ له وزنا و مشهدا في الإعلام ولو عن طريق الافتراءات و الأكاذيب التي صاغها في قالب قصصي لا يرتقي في درجة إقناعه " الفنية " حتى إلى قصص الأطفال . لقد أطل علينا الرجل عبر صحيفة الشرق الأوسط الموبوءة بحقدها الأعمى و الأهوج على شيعة العراق ليسرد لنا قصة اختلقها من وحي الخيال مدعيا أن السفير الإيراني زاره في مكتبه و عرض عليه أن يكون " عميلا " لإيران و قدّم له أموالا طائلة بالملايين .

تبدأ قصة الآلوسي بادعاء أن شخصية سياسية معممة معروفة زارته و أخبرته أن السفير الإيراني يود زيارة مقر حزب الأمة التابع للآلوسي و بحسب تفاصيل القصة فإن الآلوسي أظهر ذكاء و فطنة فوافق أو حسب السرد الوارد تعمد اللقاء بالسفير ليستمع إليه وهو يعرض عرضا مغريا حيث سيتقلد الآلوسي منصبا كبيرا و ستقوم إيران بدفع أموال طائلة بالدولار بالطبع مقابل عمالته لإيران ! ثم يحشر السيد مثال الآلوسي مؤسسة شهيد المحراب في قصته بطريقة غاية في الطرافة وهي أنه بعد سؤاله عن المبلغ الذي سيقدمه أجاب السفير الإيراني : إن إيران تدعم منظمة صغيرة مثل شهيد المحراب بمليوني دولار شهريا فكيف الحال مع حزب كبير مثل حزب الأمة العراقية ، ثم يستنتج الآلوسي بأن هذا يعني أنهم أرادوا دعمنا بمبلغ أكثر من مليوني دولار !

بلا ريب يذكر فإنه ما من عاقل يستسيغ لنفسه و عقله أن يصدق مثل هذا الهراء . و رغم أن قصة الآلوسي لا تستحق عناء الرد عليها بالنظر فيما ورد فيها إلا أنني سأنظر إليها بعين محايدة للغاية و أحاول أن ابحث عن إجابات لأسئلة تتولد تلقائيا من قراءتها .

يقول مثال الآلوسي إن ( شخصية سياسية شيعية معممة قامت بزيارته في مقر حزبه و تحدثت باسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية و أبلغته تلك الشخصية عن رغبة السفير الإيراني بزيارته ) و هنا لي الحق و لكل عاقل أن يسأل السيد الآلوسي : يا حضرة الأخ هل تظن أن هناك من يصدق هذا الكلام من أن شخصية بكل هذا الثقل و الحساسية حيث عرّفتها بكونها سياسية شيعية معممة معروفة تقدم على زيارة مقر حزب عائد لبرلماني عليه ألف علامة سوداء و علامة ! و قد سبق و بلا شك أن صوتت هذه الشخصية على رفع الحصانة عنه لزيارته لإسرائيل ؟ و لنفترض أنها شخصية سياسية غير برلمانية لكنها بالضرورة تابعة لحزب صوت على رفع الحصانة عنك وفي وقتها اتهمت كل من صوت على رفع حصانتك بأنهم " عملاء " للمخابرات الإيرانية بمعنى أنك عدو لإيران من العيار الثقيل ، فأفهمنا كيف نفهم هذا التناقض و التهافت ؟! قد تقول إن هذا الأمر حدث قبل قضية زيارتك المشئومة ، و هنا يبقى التساؤل مفتوحا كذلك فكيف لشخصية تغامر مثل هذه المغامرة و تعرض عليك زيارة سفير إيران في بغداد خاصة مع اللغط و الأجواء السائدة التي تمتلئ بافتراءات و ادعاءات ضد القوى الوطنية الشيعية خاصة و علاقتها مع إيران ؟ بل الأدهى أن تتحدث لك باسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية كما تدعي ؟؟ هل يمكن لعاقل أن يفترض مجرد افتراض حدوث هذا الأمر ؟

و يمضي الآلوسي قائلا ( بعد أيام قليلة قام السفير قمي بزيارتنا في مقر الحزب ببغداد ، و تعمدت أن اجتمع به و بحضور قيادات من حزبنا ... ) و يمضي الآلوسي قائلا : ( جاء السفير بالفعل إلى مكتبنا و قال بالحرف الواحد بعد نقل تحيات كل السلطات و المسؤولين في إيران : أنت أكبر من أن تكون مجرد نائب في البرلمان فأنت قائد وطني و نريد أن ندعمكم و ندعم حزبكم الوطني ثم عرض علينا مبلغا من المال .. )

حقا أنه لأمر على مبلغ من الغرابة فقمي هذا يبدو شخصا ساذجا لا بل أبلها و مخبولا و ينتمي إلى عصر مضى حين كانت الأغنام تسرح إلى جنب الذئاب و حين كان الإنسان يمشي على أربع أرجل على حد ما ورد في الأساطير السومرية و البابلية ، فأي شخص في مكانه لا يمكن أن يتخيل عاقل أنه سيقوم بهذا الأمر . أن يزور مقر حزب ليس هذا فحسب ، بل بعد أيام من إعلامه بأنه آتٍ لزيارة قياداته لكي يعرض عليهم المال لدعمهم !! يا سيد مثال كان عليك أن تتقن الحبكة القصصية بشكل آخر يقنع القارئ إما برفع الجزء الذي تذكر فيه إن شخصية أعلمتك مسبقا بزيارة السفير الإيراني أو بتغيير مكان القصة و جعل الاجتماع يتم في السفارة ألإيرانية أو مقر حزب تلك الشخصية التي ادعيت أنها زارتك متحدثة باسم إيران ليكون عنصر الإقناع متوفرا في القصة فنيا لا واقعيا بالطبع ، فالسفير قمي هذا ليس مغفلا ليجتمع معك أو مع غيرك في مكان غير مقره إذا ما كان بصدد عرض من هذا النوع فقد كان لك بكل بساطة أن تضع ولو موبايل صغير في زاوية و تسجل شريطا صوتيا لما دار بينكما و سيكون ذلك قصما لظهر قمي " الأبله " ! أما كلمات المديح و الإطراء التي نفخت حزب الأمة الحاصل على كرسي واحد ليصبح رئيسه قائدا وطنيا يستحق أن تهرول خلفه إيران فهي كلمات يسهل فهم دوافع النطق بها إذا ما راعينا الحقيقة التي بدأنا بها هذا المقال و فهمنا نفسية السيد مثال الآلوسي .

المقطع الفريد في القصة هو قول السفير الإيراني ما يلي بعد أن سأله مثال عن المبلغ و كأننا في فيلم عربي حيث يقوم ضابط الشرطة المتنكر بزي رقاصة من جرّ لسان المتهم أو المشتبه به ، فقال قمي لتحديد المبلغ ما يلي (إن إيران تدعم منظمة صغيرة مثل شهيد المحراب بمليوني دولار شهريا فكيف الحال مع حزب كبير مثل حزب الأمة العراقية ) هذا الادعاء يثير الضحك حقا و نحن لسنا في معرض الدفاع عن مؤسسة شهيد المحراب بل من زاوية فهم كيف يمكن للسفير قمي أن يكشف أوراقه بكل هذه البراءة و السذاجة ؟ الحق أنه إذا كان هذا هو حال قمي فإني اجزم بأن كل من يتهم إيران بسوء كاذب و مفتر فالإيرانيون إذا أخذنا سفيرهم كمثال يبدون من ضرب الملائكة في براءتهم و صدقهم و عفويتهم و كل الخصال الملائكية التي يتمتع بها الأطفال الصغار !

ليتصور القارئ المشهد و يحاول تجسيده في ذهنه حيث يجلس السفير الإيراني ويقول في معرض الإجابة عن سؤال مثال الآلوسي عن المبلغ الذي سيدعم به حزبه فيقول السفير : إن إيران تدعم منظمة صغيرة مثل شهيد المحراب بمليوني دولار شهريا فكيف الحال مع حزب كبير مثل حزب الأمة العراقية ! هذا طبعا بغض النظر عن حقيقة إن أعضاء مؤسسة شهيد المحراب و كوادرها في محافظات العراق يفوقون عدد كل أعضاء حزب الأمة و المتعاطفين معه . الأمر بكل تأكيد مثير للسخرية ككل مقاطع القصة الآلوسية المفتراة . أخيرا لي أن أقول إن شخصا يتغنى بزيارة إسرائيل و بكل ما تعنيه من معانٍ معروفة دون خجل ولا حياء ليس له أن يشعر بهذا الخجل و الحياء من فبركة قصة ساذجة كهذه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حيدر -عراقي
2008-10-26
الذين جائوا مع المحتل؟؟؟ام الذين رجعوا الى ربوع الوطن والى احضان الشعب؟!! 1-فالمجموعة الاولى كانوا في احضان المحتل وتحت رعايته ورجعوا الى العراق ليرتموا اكثر في هذا الحضن الدافئ الذي طالما نعموا به عند تواجدهم في بلدانهم... وللاستافدة اكثر واكثر من الاثنين اي -- بمساندة قوة الاحتلال نهب اكثر ما يمكن من خيرات العراق --- والذي لم يتوانى في ان يتحالف مع الشيطان (كزيارته لاسرائيل) في سبيل مكاسبه الشخصية والالوسي مثال... لكن حتى من هؤلاء هناك من فطن وعرف بلعبة المسقبل فنئى بفسه عن الاحتلال الكريه انتقل الى صف الشعب العراقي.خذ احمد الجلبي مثلا بمواقفه السياسة المشرفة وتفكيره الوطني وقرائته السليمة للاحداث الاّ اللهم ان لم تغيره الايام والمطامع لا سامح الله (لاني لا اتمنى له ذلك).... 2-هناك من رجع الى العراق بعد الاحتلال مضطرا ليبداً فصلا جديدا من جهاده الذي بدائه واشتد عوده وفكره وحياته مع هذا الجهاد وفقط في سبيل الشعب العراقي لنيل كرامة الانسان واستقلال العراق وحرية الشعب وهؤلاء ضحوا ولا زالوا بارواحهم في هذا السبيل.. خذ السيد شهيد المحراب السيد باقر الحكيم-قد- مثلا.. والان ادعوك عزيزي القارئ اللبيب وبفطنتك المعهودة وبذكاء العراقي الذي{يلكفها و هي طايرة} ان تعمل جدولا باسماء كل السياسيين ومواقفهم منذ سقوط الصنم والى اليوم للتعرف على هؤلاء المخلصين لل --- 1- الاحتلال ومشروعه ..2-الشعب العراقي ومشروعه ... فكليها مخلصان ولكن لمن...!!؟؟
محمود الشمري
2008-10-26
لقد سقط مثال الألوسي كما سقط قبله الكثيرون وسيسقط اخرون , هذه هي الدنيا وخاصة دنيا السياسة ونحمد الله ان مثال وحزبه الصغير سقط قبل أن يكبر وينمو ويصبح سرطانا كالسرطانات التي تحاول منع العراق من التنفس والحياة كما يجب,لقد خدعنا الرجل وظنناه صادقا أمينا,عالما بأحوال الناس ,فاهما بالسياسة ,ولكنه خيب الظن وكشف عن معدنه الردي وطائفيته البغيضة ,وهاهو اليوم يمارس الكذب والخداع والأدعاء والتظليل.تبا لمثال ثم تبا لمثال الكذّاب
الدكتور شريف العراقي
2008-10-26
مع الأسف أن السيد مثال الآلوسي خلط الأوراق لغرض الدفاع عن نفسه. وهذا يشبه الشخص المتهم عندما يسأله القاضي عن قضية متهم بها فيجيبه بقضية ليست لها علاقة بقضية الإتهام.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك