المقالات

الاتفاقية الامنية بين الرفض والقبول والصمت والتحفظ

969 14:58:00 2008-10-26

بقلم نزار الكرادي

من الضروري للمجتمعات ان تتابع الامور السياسية والتطلع على مجريات الحدث في بلدانها ، ومعرفة ما هو النافع والمضر في مصالحها . واليوم الحدث الاكبر الذي اصبح متناول النقاش والتباحث والتنظير بين القوى السياسية داخلياً وخارجياً ، وكلام وسائل الاعلام والشارع العربي عامة والعراقي خاصة هو موضوع الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة الامريكية . ان وقائع المشهد السياسي جعلت الكثير يسأل ، ماهي الاتفاقية الامنية ؟ ولماذا الاتفاقية الامنية ؟ ولماذا اختلاف الرؤى في الاتفاقية الامنية ؟؟

للتعريف البسيط للاتفاقية الامنية واسباب ابرامها نقول : ان مجلس الامن وضع العراق تحت الوصاية لقراره المرقم (1453) تحت البند السابع من ميثاق الامم المتحدة ، فلا بد من الخروج والتخلص من هذه الوصاية ، وكذلك المشاكل التي دخل بها العراق مع الولايات المتحدة منذ غزو الكويت ، ودخول القوات المتعددة الجنسيات الى العراق في عام 2003 ومابعد ذلك ، كان من المفروض التخلص من هذه المشاكل ، وكذلك الولايات المتحدة الامريكية تريد التخلص من كابوس اسمه العراق .

كل هذه الامور وغيرها تحتاج الى ابرام اتفاقية ترضي الطرفين كسائر الاتفاقيات الاخرى بين الولايات المتحدة والبلدان التي عقدت معها اتفاقيات امنية ، إلا ان العراق يحاول في اتفاقية تختلف عن اتفاقية الدول الاخرى وعدم تقديم امتيازات للولايات المتحدة الامريكية والتنازل عن حقوقه في السيادة او تنازلات تضر بمصلحة الشعب العراقي . لذلك دخلت الاتفاقية في اشكالات لبعض بنودها مع الولايات الامريكية ، حيث طالب العراق بتعديل النقاط الخلافية ، إلا ان الولايات المتحدة الامريكية تريد تمرير الاتفاقية دون تعديل وتحاول الضغط على الحكومة العراقية لتوقيعها .

فقد دخلت الاتفاقية الامنية في مجابهة القوى السياسية بين الرفض والقبول والصمت والتحفظ على بعض البنود من مسودة الاتفاقية ، وتم تشكيل لجان لدراسة الاتفاقية وحدثت مباحثات وجلسات لمناقشتها ، ويمكن تقسيم الرأي العام حول الاتفاقية الى اربعة اراء مختلفة :-

الاول : الرفض.. رفض بعض السياسيون الاتفاقية رفضاً قاطعاً بكل بنودها الايجابية والسلبية ، وحرم بعض رجال الدين المسيسين التعامل بها دون الرجوع الى الايجابيات الواردة في بنودها ، كما نظم البعض تظاهرات واعتصامات ، وعبر البعض عن الرفض في دول خارج العراق ، وتحدث بصوت جميع الشعب العراقي بالرفض ، مع العلم لاتوجد احصائية دقيقة لعدد الرافضين لهذه الاتفاقية بسبب عدم معرفة اغلب العراقيين تفاصيل هذه الاتفاقية كما فعل التيار الصدري والفضيلة .

والثاني : القبول .. حيث طالب بعض السياسيون بقبول الاتفاقية ووصفوها بالانجاز الكبير وان العراق سيدخل مرحلة جديدة من الانتعاش ، دون النظر الى النقاط السلبية في مضمون المسودة ، كما فعل الاكراد والقائمة العراقية .

والثالث : الصمت .. حيث عبر بعض السياسيون عن رأيهم للاتفاقية بالصمت متخوفة من مصيرها بين القبول والرفض وتنظر للحدث من بعيد بحذر ، كما فعل رئيس مجلس النواب محمود المشهداني والحزب الاسلامي .

والرابع : التحفظ .. حيث تحفظ القسم الاكبر من السياسيين على بعض النقاط في بنود الاتفاقية التي لاتصب في مصلحة العراق وسيادته ، وهناك اشارة الى سبع نقاط هي محك الخلاف والتحفظ من قبل الجانب العراقي عليها ، كما فعل الائتلاف العراقي الموحد .

هناك محاولات وضغوط امريكية لتمرير بنود الاتفاقية بنقاطها السلبية التي لاتخدم مصلحة العراق ، هذه الضغوط متمثلة بتصريحات وتحذيرات من عدم المصادقة على بنود الاتفاقية شبيهة بالتهديدات ، وتتزامن مع هذه التهديدات توترات امنية في بغداد معروفة الاسياب ، وطالبت بعض القوى السياسية الداخلية والخارجية بالكف عن الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة .

واخيراً وبعد هذه الاحداث على المواطن العراقي التطلع على بنود الاتفاقية التي نشرتها وسائل الاعلام ، والتطلع على نقاط الخلاف ، لقول كلمته بالحكمة ويطالب بتعديل النقاط للحفاظ على سيادة بلاده ورفض الجهات التي تتحدث بأسمه والمطالبة بالاستفتاء الشعبي على الاتفاقية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2008-10-28
بالنسبة للإستفتاء الشعبي كم نسبة الدول في العالم التي عرض فيها إتفاق بين دولتين للإستفتاء الشعبي. أعتقد يوجد في دول العام متخصصون في كل فقرة من فقرات أي إتفاقيةيبحثون ماهو الأصلح لبلدهم. حيث لايمكن كل من هب ودب أن يفتي في شئ لايفهمه. وحتى المتعلم الحاصل على شهادة جامعية لايستطيع أن يبدي الرأي بدون دراسة مستفيضة. فكيف يمكن عرضه على مواطنين غير متعلمين أو حاصلين على الشهادة الثانوية وهو مايسمى بالإستفتاء الشعبي.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك