المقالات

الجزية لم تعد تنفع المسيحيين.. قراءة لواقع الاقليات الدينية

927 21:11:00 2008-10-26

( بقلم : د. نزار كامل الحلي )

يحظى مبدأ الشراكة في مفهوم الديمقراطية التي سايرت العملية التغيرية في العراق منذ البداية بمكانة مرموقة وحيزا واسعا لما له من اهمية بالغة في توظيف متبنيات العملية الديمقراطية على ارض الواقع من جهة, وعدم الغاء الراي الاخر من جهة اخرى , وهذا بدوره يبدد النظرة الشمولية القائمة على اساس الكثرة والاغلبية 0السياسة التغيرية الديمقراطية التي القت بظلالها على جميع اطياف ومكونات الشعب ولدت لدى الساسة والحكومة العراقية انطباع الوقوف على مسافة واحد من جميع الاطراف سواء كانت تلك الاطراف تشكل اغلبية او اقلية على حد سواء , ليسهم ذلك في الحفاظ على الاقليات الدينية وضمان حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتمكينهم من ممارسة حياتهم الطبيعة في بلدهم الذي هم شركاء حقيقيون فيه .

لكن ما حصل هو ان ثقافة التغيير والنهج الديمقراطي لم ينال جزءا كبيرا من بعض الاطراف التي لاتفقه سوى سياسة الارهاب وتهميش الاخر, حيث شهدت مدينة الموصل خلال هذه الفترة عمليات اضطهاد وتهجير وقتل بحق الطائفة المسيحية التي طالما عاشت حياتها بمنأى عن الاقتتال والخلافات والاحتقان الطائفي سعيا منها للعيش تحت مظلة الامن والسلام وايمانا منها بالواقع العراقي الجديد, هذا القتل والتهجير الذي مورس بحقهم لا يتاقلم وقيم التعايش الانساني التي عززتها اولويات السياسة الجديدة في العراق حيث فوجئ المسيحيون في بادئ الامر بقضية لم تعد مالوفة بالنسبة لهم الا وهي "الجزية" وهي ان يدفوا مبالغ من الاموال لقاء شراء حريتهم والتعايش في مناطقهم لمجاميع ارتدت ثوب الاسلام زورا لتنال به حرية الاديان الاخرى تحت ذرائع ومبررات ما انزل الله بها من سلطان .

اذا ما اردنا تسليط الاضواء على قضية اضطهاد الاقليات الدينية من قبيل القتل والتهجير والتجاوز على حريات الاخرين تحت أي مبرر فحري بنا ان نقف بنفس المسافة مع الاديان الاخرى التي لاقت نفس المعاناة من القتل والتهجير في معظم مناطق العراق وبالتحديد في مدينة الموصل حيث هجرت الاف العوائل الشيعية وقتل المئات منهم امام مرائ ومسمع القوات الامنية وعلم ودراية الحكومة المحلية وتحت صمت اعلامي لم يحرك ساكن ولم يلاحظ تدخل المنضمات الانسانية ومنظمات الاغاثة الدولية ولم تستنكر الدول العربية حيال ممارسات الارهاب العداونية ولدوافع طائفية, في حين ان الشيعة في تلك المدينة لم تكن من الاقليات الدينية كما هو الحال في الطائفة المسيحية كي تنال ما نالته من الزمر الارهابية التي تدعمها جهات اقليمية ودولية لتحقيق ماربها فمثل هذه الظاهرة لا يمكن المرور عليها مرور الكرام فيجب بذل المساعي للحيلولة دون توسعة دائرتها وما رأيناه من دور ريادي للمرجعية الدينية والمرجعية السياسية في مؤازرة الاقليات والوقوف معها سيساهم كثيرا في الحد من هكذا حالات لا تنجب للعراق الا الدمار والقطيعة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك