المقالات

الكلمة خلف القضبان

962 13:02:00 2008-10-27

( بقلم : محمد المرهون (القطيف) )

لم تعد الكلمة صوتاً مخنوقاً كما تبتغي السلطات، ولم تفلح بقتلها ودفنها مع كل المحاولات في هذا الاتجاه، فالصوت الذي يبحث عن الحقيقة لنشرها وترويجها يصل صداه لكل ناشد وطالب، ويقرع بطبله الحكومات الطاغية التي تضع أصابعها في أذانها أو تستغشي ثيابها حنقاً وانزعاجاً من تلك الكلمة المدوية.

إن السلطات السعودية باعتقالها للشخصيات العلمائية والمثقفة تظن أن بمقدورها أن تكبت كل صوت عن المطالبة بحقوق الناس أو أن تخرس كل لسان عن التفوه بأي كلمة فيها إدانة للأعمال اللإنسانية واللادينية؛ في حين أن هناك امتداداً وتموجاً يتجاوز شخص هؤلاء الشخصيات الخلاقة التي تنمو في افيائها الشخصيات الحقوقية والاجتماعية والدينية، فلمصلح لا يتمثل في شخصه وإنما يتمثل في منهجه وإيمانه وحركته والمتربين تحت منبره والمتأثرين بأفكاره.

إن من يتصور أن المسيرة الرسالية الذي بدأت بأنها ستنتهي بتواري بعض شخصياتها أو اعتقالها أو تهديدها أو إقاف بعض نشاطاتها لمدة أو أي أمر آخر هو شخص واهم لا يقرأ الواقع بعين فاحصة، فوراء المسيرة الرسالية كثير من المؤيدين في المنطقة وخارجها بل وفي الدول المحيطة بنا، والمنهج الذي يتبنى العمل والمطالبة بحقوق الناس الدينية والمدنية لا يختزل في حركة شخصية أو أكثر، وإنما يتجاوز هذه الأطر الضيقة إلى حركة مجتمع وأمة، بل ويتجاوز ذلك إلى كونه مبدأ يتأبى عن التأطر بأي إطار، لأنه منهج رباني رسالي، والشخصيات التي تحمله إنما وظيفتهم تطبيقه ونشره والدعوة له، وهو باق ما بقيت الحياة، لأنه بمثابة الكلمة الطيبة {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}.

والله سبحانه وتعالى قد جعل هذه الكلمة الطيبة تسير ضمن سنة وقانون متى ما حملها البعض ونطق بها، فهي {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا}، ولا يستطيع أي صاد أن يقف أمامها، بل هي كلمة تصعد إلى الله بالعمل الجهادي الدءوب، وهي التي تأخذ مداها في الواقع وإن وقف أمامها المستبدين، فالعزة والمنعة من الله، يعز به من يشاء ويمنع {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ}.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك