المقالات

الخبز والمنصب

975 20:47:00 2008-10-27

( بقلم : علاء الموسوي )

لعل اللهث وراء تحقيق احدى هذين الثنائيتين او الفوز بجمعهما، يمثل ابرز معالم المشهد العراقي اليوم، فاما تكون طالب (خبز) تسعى للحصول عليه (وبشتى الطرق) من اجل توفير قوت اليوم الذي لايكفي لادنى معيشة في القرن السادس عشر... او ان تكون جبارا عنيدا تسحق كل مايقف امام وصولك الى المنصب الذي يرضي غرورك، ويحقق اكبر قدر ممكن من المكاسب (الفئوية) لطائفتك او الحزب الذي رشحك اليه، على حساب الكفاءة والمهنية في التخصص. كنا نطمح ان يكون العراق الجديد مثالا يحتذى به من العدالة والانصاف لحقوق المستضعفين من الشعب، لاسيما وان الصبغة الطاغية على الصعيد (الحكومي) اليوم، هو اسلامي المظهر في القول والفعل، وتمخض من رحم تلك الطبقة الكادحة والمهضومة من اكثر فئات الشعب اضطهادا وتشريدا في عراق ما قبل التاسع من نيسان.

بالامس تألمت كثيرا لرواية احد الزملاء من مراسلي الفضائيات، حين نقل لي الصورة المؤلمة للعوائل المهجرة في (معسكر الرشيد) سابقا، في اقبالهم على شراء نفايات (الزبالة) المدن الراقية في بغداد، لاسيما مناطق المسؤولين في الحكومة، حيث نقل لي بـ (الصورة) تهافت اولئك العوائل على تلك (الزبالة) كتهافت مسؤولينا اليوم على المناصب الوزارية!!. وما آلمني اكثر.. هو ان مدينة بكاملها يمثل تعداد سكانها اكثر من (200) الف نسمة شمال بغداد ( منطقة المعامل) تطالب امانة بغداد، بعدم منع طمر النفايات فيها، وذلك للحاجة الاقتصادية الضرورية للمنطقة، كون تلك (الزبالة) تمثل مصدر عيش للكثير من العوائل (العراقية) في تلك المدينة البائسة والمحرومة من كل شيء!!.

كيف يمكن لنا التكلم بقضايا سياسية كبيرة في المجتمع، وبيان اهميتها المستقبلية على العراق، من قبيل التحدث عن الاتفاقية الامنية، وضرورة التوافق السياسي، فضلا عن اهمية الاقبال على الانتخابات (كونها مصيرية) وذات بعد مستقبلي لماهية الحكم والسلطة التنفيذية... وهناك الالاف من العوائل يقتادون على (زبالة المسؤولين) في العراق الجديد؟؟... كيف يمكن لنا (كاعلام هادف) اقناع الفقير والجائع بضرورة (دمقرطة) المجتمع، والتوافقية الديمقراطية، والمحاصصة السياسية.... والعشرات من المصطلحات التي تجدها في ثنايا المدارس الميكافيلية والرزوفلية في علم السياسية، وبعيدا عن علم الخبر والرغيف اليومي لعامة الناس!!!. قلناها مرارا وتكرارا، ان المسؤول الذي لايقدر على التفكير بنواح موضوعية ومنطقية لايجاد حلول جذرية لمئات المشاكل والازمات التي وجدت في العراق، فليتنحى عن منصبه ويترك الامر لـ(ولد الملحة) اصحاب الشهادات والتخصصات والممارسات الفعلية والواقعية.. لا الكلامية فقط.

 وعلى مجلس النواب ان يحاسب ويطالب ليلا ونهارا وبكل السبل المتاحة له دستوريا وقانونيا، بمحاسبة المقصر والمسيء في اية وزارة او دائرة في كل شبر من ارض العراق، ومن دون التأثر بالمزايدات الرخيصة التي يطلقها البعض من نوابه ، والا ستكون بداية النهاية لذلك المشروع التغييري على يدي اولئك المقصرين في الحكومة والمنتفعين من اموال الشعب المظلوم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك