المقالات

قدسية كربلاء ومظاهر الاحتفال

1192 15:32:00 2008-10-28

( بقلم : طالب عباس الظاهر )

لا بأس في تعبير الإنسان أحياناً عن سعادته ودواعي فرحه بما يعتقده ملائماً لمثل تلك المناسبة ، واحتفاله بالطريقة التي يرتئيها لنفسه وذويه ، كالزواج على سبيل المثال، شريطة أن لا يتسبب ذلك في أذى الناس وإزعاجهم ، وربما إرعابهم بإطلاق الأعيرة النارية وفيهم الطفل والمرأة والمريض أو الإساءة للمجتمع بطريقةٍ ما ، أو الإتيان بتصرفات مشينة تخدش مشاعر الآخرين ، كون الاحتفال بمثل هكذا مناسبات خاصة ، لا يعني بأي شكل من الأشكال ، تجاوز الحرمات وإباحة المحظور من خلال الخروج على الأعراف والتقاليد المتعارف عليها ، وقد أقرتها الشريعة المقدسة ، كما جاء في الحديث الشريف: " المسلم من سلم الناس من يده ولسانه " والأهم من كل ذلك محاولة الإساءة - دون قصد طبعاً - لمكانة مدينة مقدسة مثل مدينة كربلاء الحسين عليه السلام ، من خلال مكبرات الصوت ، وارتفاع أصوات النساء وخروجهن متبرجات ، وإطلاق المفرقعات والتزمير والتطبيل ، وربما بالرقص والغناء البعيدين كل البعد عن مبادئ ديننا الحنيف وأجواء مدينتنا المقدسة المعمدة بالدم الطاهر لأبي الأحرار ودماء أهل بيته وأصحابه الأبرار، فضلاً عن تجنيها على قيمنا العربية الأصيلة.

فإذا ما كانت مظاهر الاحتفال في مدينة كربلاء المقدسة لا تراعي مثل تلك التقاليد الاجتماعية والمواريث الدينية، ويتم التجاوز عليها في خضم حمأة الاحتفال وهيجة التعبير غير المنضبط عما يجيش في دواخل النفوس من الكبت والحرمان ، خاصة من قبل بعض الشباب المتأثر بآخر صرخات الموضة بمباركة الآباء وذوي الشأن والرأي من الأقرباء ؛ سواء في ارتداء الأزياء العجيبة أو قصات الشعر الغريبة وغيرها من مظاهر، فيبدو البعض منهم بحركاته الهستيرية كأن به مس من الجنونَ! وهو يقوم بمثل تلك الأفعال الشاذة متشبهاً بالنساء أحياناً ؛ فإذا كان مثل هكذا تصرف يبدر من بعض شبابنا في مدينة كربلاء المقدسة ، فكيف إذن يمكن تصور تصرفات أقرانهم في مدن البلاد الأخرى !.

أخيراً.. فان التعبير عن مظاهر الفرح ومراسيم الاحتفال به ؛ ينبغي أن لا يجردنا من قيمنا الأصيلة ومبادئ ديننا ، ومن ثم ينسينا احترامنا لقدسية مدينتنا الطاهرة وخصوصيتها المتفردة من بين مدن الأرض قاطبةً ، ولعل الأهم إغفالنا لحقوق سوانا ،وقد أوصانا ديننا الإسلامي العظيم بمراعاتها ، إذن لا ينبغي أن يتسبب فرحنا في إحزان الآخرين أو في جرح مشاعرهم ، وربما إلحاق الأذى بهم بالأصوات والحركات، أو إرباك حركة سير السيارات في الشارع ، وخلق الزحام والاختناقات المرورية ، وربما وقوع الحوادث أحياناً ؛ فكم من عرس انقلب على العريس وأهله وبالاً من خلال وقوع حوادث الدهس والاصطدام أو نشوب النزاعات الفردية أو الجماعية أو الاشتباك مع رجال الدولة في السيطرات وغيرها ، بسبب بعض التصرفات المتهورة ، مما يؤدي إلى نتائج غير محمودة العواقب ، وبدل دخول العريس عشه الزوجي يبات ليلته في السجن أو المستشفى !، وربما تحولت أيضاً سرادق الاحتفال بالعرس ذاتها إلى إقامة مراسيم الفاتحة على روح احد الضحايا الأبرياء لمثل ذلك الاحتفال من بعض المتهورين وحمأته الصارخة ، وهيجة التعبير غير المنضبط!.

أقول في النهاية : إن حرية الفرد في التعبير عن أفراحه وأتراحه؛ ينبغي لها أن تقف عند حدود بدء حرية الآخرين من أفراد المجتمع وان لا تتجاوزها بأي حال من الأحوال، مثلما نشهده في الكثير من التصرفات والمظاهر والأفعال السلبية التي لا تراعي للناس حقوقاً خصوصاً من الجيران وقد أوصانا الله كثيراً بحسن الجوار أو حتى من غيرهم ، ومن ثم عكسها صورة مشوهة عن شباب المدينة وأخلاقهم ، والأدهى تجاوزها على حرمة مدينتنا المقدسة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
جمال الديواني
2008-10-29
لولا الحرمين لاتعدو كربلاان تكون واحدة من القصبات المتناثرة على حافة الصحراءمثل جرف الصخروانما (مصرت)لضمها الجسد الطاهر لسبط الرسول واخيه ابي الفضل وهي تعتمد في اقتصادهاعلى حركة الزائرين وهم ياتون للمقدس فيها وليس للتفرج على كيفجيةيرتجفون ويعوون راقصين وطبعا هؤلاء اقلية ضئيلة جاهلة في احسن التفاسيران لم يكونوا منفذين لاجندةتريد طعن الشعب في مقدساته انسجاما مع حملة الاساءة للرسول ونباح القرضاوي وقيء بقايا البعث والغالبية من الكربلائيين الكرام يتشرفون بمجاورةالحسين ويتحملون ماجورين ملايين الزوار
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك