المقالات

قصة ظلامة...

1968 07:26:00 2006-07-31

( عن شبكة كربلاء للأنباء )

في العراق طلب مني جاري ان اذهب معه الى شمال العراق بسيارتي (باص صغير 9 اشخاص) لزيارة بعض اقاربه.

وكان معنا زوجته وثلاث اطفال واخوه و اربعة اطفال انطلقنا لايزعجنا سوى كثرة نقاط التفتيش التي تهونها علينا سحر (6سنوات) بمقالبها الجميله وكثرة حديثها مع الجميع حتى مع رجال الامن في نقاط التفتيش وتمزح وتلعب طول الوقت وتعاكس اخوتها وتختفي في الاستراحات لنبحث عنها لنجدها امام احد محلات الهدايا لنشتري لها شئ ونستمر في رحلتنا .

 عند عودتنا عرجنا لزيارة الامام الكاظم عليه السلام وهناك تاخرنا قليلا لنخرج الساعه الحاديه عشر من بغداد وبعد ان اجتزنا المحموديه بقليل وجدنا حاجز غير متعودين عليه اضطررنا الى الوقوف تحت تهديد السلاح واذا برجال منهم من هو ملثم ومنهم من يكشف وجهه بعضهم ملتحين لكنهم كثر ويلبسون معاطف شبيهه بتلك التي يلبسها ازلام الجيش الشعبي في زمن هدام الذليل طلبو اوراقنا اعطيناها رغم ريبتنا لكن كثرتهم وسلاحهم كان يجبرنا سالو من اين انتم قلنا من النجف .

 بداؤ بتفتيش جيوبنا واخذ كل شئ غالي وشدو وثاقنا جميعا بعدها بدات ملامحهم تتضح اكثر وانطلقت اول كلمه انتم اذا من عبدة علي بن ابي طالب عبدة القبور مشركين وغيرها من الكلمات التي لايقولها سوى ناصبي سلفي وضيع اقتادو الجميع الى ساقيه قريبه من الشارع العام ومددوهم حتى سحر اصغر الموجودين بقيت انا موثق اليدين اقف امامهم يمسك احدهم اوراقي السويديه التي ملات قلوبهم بالغبطه بهذا الصيد الثمين والرهينه المؤكده وسالني احدهم هل لديكم اموال لكي تذهبو فقلت حتى لو وجدت فلن اعطيها لك فقال لماذا نحن مجاهدون ونقاوم الامريكان وبحاجه للسلاح قلت حتى لاتقتلو بها اطفالي فنظر الي بكل الحقد قائلا نحن نقتل المحتل فقلت وهل سحر الصغيره امريكيه تحتل العراق لكي تنام في الساقيه واذا بصاحبه ينهال علي ببندقيته على مؤخرة راسي من الخلف بضربات متتاليه حتى سقطت للارض فقال كبيرهم خذوه الى سيارته سناخذه معنا واتركو الباقين في الماء فان البرد كفيل بقتلهم قبل ان يجدهم احد .

في هذه الاثناء سمعنا صوت اطلاق النار من بعيد واذا بهم يركضون بكل الاتجاهات ورايت انوار السيارات نحونا فركضت باتجاه جيراني رغم الدماء والدوران وصرنا انا وجاري نفك وثاق بعضنا ثم حملنا الباقين الى السياره مستغلين انشغال المجرمين بالشرطه واظن انهم احسوا بنا فوجهو رصاص احدى الرشاشات نحونا بعد سيرنا لعدة امتار فقط كانت احدى الرصاصات من نصيبي والاخري بين اضلاع سحر والاخيره في اعلى ساق جاري , ابتعدنا قليلا عن المكان لنتوقف عند احدى نقاط التفتيش .

في المستشفى كنت في ردهه مليئه بالجرحى في احدى الزوايا يرقد جاري ناديته لم يجبني حضرت ممرضة وشرطي ليسلموني تقريرا عن الحادث استشهاد سحر في الساعه السادسه صباحا جاري مصاب بشلل في كل رجله اليمنى واصابتي في قدمي وارتجاج بالمخ بسبب الضرب باخمس البندقيه لم استوعب الموقف لم اصح من كابوسي المرعب الا حين دخلت زوجة جاري تحمل جثة ابنتها تبحث عن زوجها المفجوع ..

"عمار قتلو سحر".. عمار سحر مع عبدالله الرضيع باي ذنب قتلو سحر مازال صوتها يرن بمسامعي كل ليله نظر احد الموجودين في وجه الطفله الميته وهو يتمتم كل الارهابيين فداء لاحد نعليك ياعزيزتي دخل احمد شقيق سحر وهو يمسك لعبتها الصغيره وقطعة الشكولا وهو يناديها "سحر كل شئ لك لكن عودي حبيبتي" وسعاد اختها الكبرى تنادي تمسك فستانها الملطخ بالدماء وهي تصيح " سحر هذا نفنوف المدرسه هل سنذهب سويا لمدرستنا اختي ليس لي غيرك لاتتركيني من يلعب معي".

 ذهبت في سبات واغماءه طويله ساءت حالتي في المساء ولم تجد كل الحبوب المخدره ولم يجدوا بدا من سفري خارج العراق مستعينين بالسفاره السويديه , ولم يتوقف الارهاب السلفي عند هذا الحد بل استمر في الاردن في حالة صعبه نقلت بسياره خاصه بطريق الاردن لم اكن اعي ماحولي الا بملامح غير مفهومه بسبب الضربه او ربما الادويه المهدئه التي جعلتني اتكلم عن اشياء كثيره .

اول شئ اتذكره هو نقطة الحدود حيث صار شرطي الحدود يضرب خدي ليتاكد اني مصاب غير مكترث بتوسلات المرافقين لي بانه ياذيني لكنه ذهب لياتينا بالضابط عبقري زمانه الذي قرر فتح الجبس من قدمي ليرى الاصابه لولا تدخل اخي واتصاله بالسفاره السويديه عندها صدق( المسلم ) اخوانه الغربيين باني مصاب ودخلنا ذلك البلد المسخ باتجاه المستشفى هناك اخذت اول حبه مخدره بسبب الالم لم انم بل احسست بدوار فقط وخمول شامل وشلل في كل اعضائي حينما رايت دكتور ومعه طبيب البنج ومجموعة ممرضات استغرق الطبيب وقتا طويلا في قراءة التقرير العراقي وقال جهزو غرفة العمليات بسرعه ارتحت قليلا لاني قد اخدر كليا لاخلص من الالم لكن بعد 15 دقيقه فقط سمعت احدهم يكلمني بهذه اللهجه ( انهض ياراجل انهض راح يبترو اجرك ) لم استوعب في البدايه لكنها رمت ماء على وجهي وهي تقول الان ستقوم هل سمعت رفعت راسي وقالت تصرف ساعه واحده متبقيه عن البتر وهي لاتحتاج البتر شعرت بكلماتها الاخيره اني صعقت بقوه فقلت لاتستحق قالت نعم قلت ارجوك اريد ورقه وقلم وقهوه ان امكن هرولت امراءه في الاربعين من عمرها تهرول لنجدة انسان لاتعرفه امسكت الاوراق كتبت باني بكامل قواي العقليه وارفض موضوع بتر قدمي وعلقت ثلاث اوراق حولي اعطيتها رقم المرافقين لي واتصلت بسرعة البرق وبعد فتره حضرت ممرضه اوصلتني الى العمليات لاجد الدكتور الجراح او الجزار سلطان الطراونه ينتظرني رفعت صوتي صرخت لن تبتر قدمي وهي يمثل دور المجبور على ذلك وعذره ان قدمي اصابها تسمم ويجب البتر من الركبه وبعد وصول المرافقين رجوتهم ان ياخذوني خارجا طلبوا دكتور جراح خاص اقر ان قدمي سليمه الا من كسر بسيط في عظم الساق وجرح الرصاصه بسيط ايضا طلبنا طبيب اخر قال ان مضمد صغير يمكن ان يجري عمليه التجبير اقر سلطان الطرن ايضا بذلك وهنا بدات ماساة جديده و حراسه كل هذا لان الضابط كتب جرح اثناء عمليه ارهابيه واسمي يدل على اني شيعي ( مازلت احلم بسكين الطراونه تبتر قدمي ). القضيه الان قيد التحقيق في المحكمه ولن اتنازل عنها حتى لو مت الف مره يجب ان يعرف كل العالم هؤلاء الناس اين القسم الذي اقسمه هذا الوهابي عند التخرج اين الانسانيه والضمير اسال هنا كم عراقي بترت قدمه ولم يجد انسانه مثل السيده التي انقذت قدمي (سونيا عبدالكريم الصالحي ) تونسيه تعمل في الاردن .

 عالمنا الجليل ابن سينا سمى الطبيب بالاعمى لانه لايميز بين مرضاه فقير او غني رجل او امراءه مسلم او نصراني اين هؤلاء من الاسلام . لم اجر اي عمليه هناك بل خرجت لبلد اخر لكني اقسم ان كل انواع الادويه المخدره لم تفلح ان تغمض عيني ورايت العمليه كلها وشعرت بالامها لاني مازلت لااثق باي طبيب لم يمض وقت طويل عن هذه الاحداث وانا اليوم سرت عشرات الامتار وقدمي جيده بمشيئة الله ورعايته وتلك الانسانه البسيطه التي انقذت كل حياتي ورفضت حتى ان نشكرها بل قالت اد عو لی..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ali
2006-07-31
i am asking allah to give sahar al jana,and to punish those kilers. wallah the heart crys blood on iraqis...those bastereds sons of saddam al jallib and those pigs wahabies they should get what they desreve.. the king of sudia and jordan and all the great leaders are part of this crimes.
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك