المقالات

في ذكرى ولادة كريمة ال محمد

2294 23:09:00 2008-10-31

تمرعلينا في هذه الايام المباركة ذكرى ولادة كريمة ال محمد السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام في الاول من ذي القعدة ، وما لنا ان نترك الذكرى تمر مرور الكرام دونما وقفة تكون الفرحة فيها مفتاحا وتعبيرا للولاء العلوي الذي نتشرف به ونسال الله ان يكون صافيا نقيا وصادقا ليكون مقبولا عنده وبجانب الفرحة لابد من استلهام بعض الروائع من هذه الشخصية الفذة خاصة نحن معاشر النساء فكما لال محمد رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله فهناك نساء مؤمنات حملن مسؤولية خطيرة وهي الحفاظ على هذا المذهب وبطريقة اعلامية وبصياغة الهية تبيانا للمظلومية لتصل الحقيقة الى عقول المؤمنين .

ان اول من جسدت هذا المعنى هي البضعة المظلومة التي تكالبت عليها الامة وفاءا لابيها حبيب الله عليهما السلام ، فلقد كانت للزهراء البتول ع مواقف هزت عروش الظالمين ولها اه ابكت عيون المسلمين المتخاذلين فبيت الاحزان كان بناية اعلامية لمظلومية ال محمد كذا الخطب التي القتها تبيانا لحقها امام غاصبي الحقوق ورغم انها زوجة امام المتقين ع والذي ما كان ليتوانى عن المطالبة بحقوق اهل بيته والكلام عن لسانهم غير ان الارادة الالهية ارتئت ان تكون هي من تطالب بحقها وتبين مظلوميتها وله حكمة في ذلك فالعهد الذي اخذه رسول الله من امير المؤمنين هو الذي جعله يكابد مرارة الاحداث المتواترة عليه واهل بيته ولله حكمة في ذلك نستنير بما يدركه منها عقولنا .

كما وان لدور السيدة زينب ع بعد واقعة الطف مساحة لا تكفيها السطور وخطبتها في مجلس يزيد كانت القمة في جبل صبرها وتحملها خلال فترة المسير الاجباري الى الشام ولعمري لم اسمع بموقف صعب مما كانت فيه عليها السلام ورغم ذلك استطاعت ان تختار ادق العبارات في وصف الجلاد وجعله في موقف ضعف وموقف السيدة زينب ع يشابه موقف صاحبة المناسبة ابنة باب الحوائج الامام موسى ابن جعفر ع وان كان موقف السيدة زينب عليها السلام اشد ايلاما ومرارة .

السيدة فاطمة المعصومة هي ابنة معصوم واخت معصوم وعمة معصوم ، شابه في مقتبل العمر تتوجه الى خراسان لتلتحق باخيها الذي انتزعته الحكومة الجائرة انذاك من موطن جده رسول الله الى حيث يقطنون وفي محاولة لم يتعرض لها اي امام غير الامام الرضا حالوا ان يجعلوا التاريخ يعتقد بانه وثق بهم وقبل بولاية عدهم حتى يبرؤا ساحتهم من دم ال محمد وكم هو صعب اسر انسان وتبيان انه ولي عهد لدولة فاجرة . لقد كانت مصيبة الامام الرضا مصيبة كبيرة فان كان والده قد مات غريبا فان الرضا ع قد عاش ومات غريبا مستشهدا مغدورا على يد المأمون لعنه الله.

وفي هذه الاثناء وبحسب الرويات وان تضاربت في اي منهما انتقل الى ربه اولا غير انها اجمعت بان العلوية فاطمة المعصومة كانت في طريقهاالى اخيها في صحبة ركب من ال محمد غير انها احست بالمرض قرب بحيرة ساوة فسالت عن مدينة كانت تعلم جيدا بانها ستبقى فيها الى حيث يبعثون فالامام الباقر ع قد بشر بمدينة قم وقال بان لهم ابنة ستدفن فيها فسبحان الله في مسار ال محمد كيف انه مسار الهي ولما كان هذا المسار الهيا فلنتمعن في ما قدره الله للمراءة من دور كبير .

في زماننا هذا نعاني من خلط كبير في ادراك معنى دور المراءة في المجتمع اسلاميا فلقد فسر الكثيرون الامر خطا فالبعض قد جرد المراءة من كرامتها في حجاب يسترها وبأسم الحرية والبعض الاخر يعاملها كما البهيمة اجلكم الله والبعض الاخر فسر لها الدور على انه رجولي وبهذا فقدت انوثتها وطبعا لا نقول انها اَرغمت واجبرت فكثير من النساء قد انتهجوا احد تلك المناهج من تلقاء انفسهن وقد اقاموا الدنيا ولم يقعدوها باسم حرية المراءة والتي لم يتوصل احد للان على صيغة مشتركة لتعريف تلك الحرية .

وهنا لا اعتقد ان المراءة المؤمنة في حيرة من امرها اذا ما تمسكت بنساء ال محمد وجعلتهن قدوة لها في حياتها خاصة ونخص بالذكر المراءة العراقية التي تعاني من مصائب كبيرة فالبلد يحوي 8 مليون ارملة وكثير منهن مسؤولات عن ايتام وهذه كارثة لا يمكن ان نعتمد على طرف واحد في حلها حتى ولو كان هذا الطرف هو الحكومة ، المجتمع مسؤول عن هذه الشريحة كما ان المسؤولية تقع على اصحاب المصيبة من النساء .

النساء مطالبات الان بالجهاد الحقيقي وكلا حسب قابليتها فلا نقول الخروج من المنزل للعمل هو الجهاد الاوحد ولا البقاء في المنزل هو الاصح فمسالة تحديد الجهاد هي مسألة تقديرة وصميمية بحسب تركيبة الانسان لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو متى تكون المراءة ناجحة ؟ وارى الجواب جليا هو عندما تكون ايجابية وتحيك من المصائب نسيجا رائعا تفتخر به من خلال عمل وتربية صالحة ووجه بشوش رغم كل الالام ، وكثير من النساء اثبتن نجحات باهرة ليس فقط في هذا الزمان وانما في الحقب الماضية التي عاشها العراق في ظلام دامس .

وهنا لا بد من الاشارة ان لوسائل الاعلام دور كبير في الامرغير انها للان طفولية في كل ما تعرض فلم تستطيع احدها واقصد القنوات العراقية ان تجتذبني لبرنامج وان اتابعه فهي دائما حدية اما ان تعرض برنامج تاريخي عن مناسبة معينة او شخصية وتضل تتكلم بصيغة الماضي حتى يصيبنا النعاس او ان تظهر المشاكل والمعاناة وهنا نجهش بالبكاء لان هناك من يعاني اكثر منا ،نحتاج الى برنامج يخلط الامرين باستخدام شخصية تاريخية اسلامية كمقدمة لحل مشاكل هذا الزمان واخص بالذكر المقدمات في القنوات الدينية فهن جدا نمطيات الى ابعد الحدود وترى الحيرة في وجهها حتى تنفض السؤال في وجه الضيف ثم لا تنتبه الى جوابه لان عيناها منشغلة بالسؤال اللاحق !! واعتقد ان السبب يرجع الى ضعف الثقافة الدينية التي هي المنبع الوحيد لقوة الحجة والمنطق .

نحن بحاجة الى امراءة تجذب النساء الى درب الخير بمنطقها واسلوبها وثقافتها الرصينة بدل اللاتي يجذبن الشابات الى حيث الرذيلة في قنوات الفجور التي غزت حتى منازل الناس المتدينين حتى صارت افة بحاجة الى استئصالها قبل ان تصبح شيئا عاديا يعشعش في منازلنا وقد تكرر المطلب لكن دون وجود قوة خيرة توازي قوة الرذيلة رغم تواجدها لكنها ذات خطوات خجولة جدا ولا تكاد تذكر فلا وجود لمحاورة ولا حتى لمحاور قريب من المشاهد ويتكلم لغة سلسلة الا ما ندر

واخيرا وليس اخرا اتقدم بالتهنئة الى نساءنا الكريمات المؤمنات بهذه المناسبة العطرة وكذلك المؤمنون في كل مكان جعلنا الله واياكم من السائرين على دروب الخير والرفعة وان نكون مراة لقيم مذهبنا المقدس .

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مجهول
2008-11-05
احسنتم اختنا المهندسة بغداد ..وبارك الله بجهودكم لخدمة الدين وتقبل عملكم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك