المقالات

مجد تحت التراب

1097 03:43:00 2008-11-02

( بقلم : خضير حسين السعداوي )

جاء في ديباجة دستور العراق ما يلى ((نحنُ ابناء وادي الرافدين موطن الرسل والأنبياء ومثوى الائمة الأطهار ومهد الحضارة وصناع الكتابة ورواد الزراعة ووضاع الترقيم. على أرضنا سنَّ أولُ قانونٍ وضعه الانسان، وفي وطننا خُطَّ أعرقُ عهد عادل لسياسة الأوطان،))

كلمات رائعة ومعبرة وحقيقية يعكسها الواقع الحضاري لبلاد وادي الرافدين كل هذا صحيح ظهرت في وطننا اول ابجدية على وجه البسيطة وقامت الدول والحكومات وسنت القوانين والتي نتفاخر بها على شعوب المعمورة قاطبة فهاهي اثارنا تقف شامخة تحكي قصة شعب اعطى للبشرية اكثر مما اخذ منها ، ففي اي ارض تضع معولك تتحذر ان لا تكسر انية فخارية اورقم طيني او تمثال لملوك سومر واكد واشور وغيرهم من سكان هذه الارض الساحرة اين ما تحط الرحال يشار لك ان هنا كان السومريون في اور او الاكديون في اكد او البابليون في بابل او الاشوريون في الموصل ، هنا سن حمورابي قوانينه للفصل بين الناس، وهنا عزفت شبعاد بقيثارتها. وهنا قاد سرجون الاكدي جيوشه ضد الطامعين وهنا بنى نبوخذ نصر جنائنه المعلقة ، من هنا انطلق ابراهيم الخليل (عليه السلام) يحمل مشعل التوحيد يدعو الى اله واحد كل هذا في بلادنا ولكن هل احترمنا هذا المجد العظيم هل سن قانون يحمي هذه الكنوز من النبش العشوائي والتجارة الرائجة لكنوزنا وما يقوم به الجهلة ممن لا يعرفون القيمة الحضارية لهذه الكنوز، الذي يبعث على الحيرة ومنذ قيام الدولة العراقية لم نر الا الجهد القليل في استخراج هذه الكنوز ووضعها في المتاحف لتطلع عليها الاجيال في الوقت الذي نهب اغلبها خلال سقوط النظام السابق و على يد المستشرقين الغربيين خلال الاحتلال البريطاني للعراق فقد ذكرت المس بيل والتي جاءت مع الحملة البريطنية التي احتلت العراق (( ان الاثار القديمة الموجودة في العراق حولت مهامها الى دائرة المعارف البريطانية كتدبير تمهيدي حيث صدرت الاوامر بوجوب رعاية الاثار والحفاظ عليها اضافة الى منع المتاجرة بها الا باجازة ثم بدات التنقيبات عام 1918 وتم العثور على جوانب اثرية تم نقلها الى المناطق البريطانية ثم اعقبتها تعليمات تمنع التنقيب من صاحبة الجلالة ريثما تؤسس حكومة ودائرة اثار )) انتهى كلام المس بيل .

الاف الرسائل الجامعية من الماجستير والدكتوراه والبحوث وغيرها كتبت عنها واخذ قصب السبق الغربيون والتباهي باطروحاتهم العلمية والمستمدة معلوماتها من اثارنا وتاريخنا المدفون تحت التراب .ما يحز بالنفس ان المحتل يصدر تشريعا بوجوب رعاية الاثار والحفاظ عليها ومنع المتاجرة بها على الرغم علمنا بعدم مصداقيتهم الا انه يعكس مدى اهتمام الغرب باثار ليس اثارهم، لقد اصدر النظام السابق تشريعا يحكم بالاعدام كل من يتاجر بالاثار ايضا رغم علمنا بعدم مصداقيته حيث كان المقربون من راس النظام هم الذي يتاجرون بالاثار نهارا جهارا ، واليوم اذ نشمر عن سواعدنا لبناء عراق جديد، اليس من الاولى ان نهتم بهذا المجد الذي لولاه لما عرف العراق، اليس من الاولى ان تشرع القوانين للحفاظ على كنوزنا، اما ان الاوان كي ننفض التراب عن جميع مواقعنا الاثرية لترتدي حلة جديدة لتصبح معالم سياحية يقصدها القاصي والداني من العالم ، لم نلاحظ لحد الان ممن يهمهم شان هذه الاثاراي مبادرة للقيام بارسال البعثات الاثارية للتنقيب في هذه المواقع لقد انقطعت البعثات الاثارية منذ زمن بعيد ولم نر اي بعثة اثارية في اي موقع خاصة المواقع الاثارية في جنوب العراق اليس بمقدور ذوي الشان تشكيل فرق اثارية من خريجي كليات الاداب والتربية من قسم الاثار والتاريخ تاخذ على عاتقها التنقيب والكشف عن اسرار هذا العالم المذهل الذي يعلوه التراب منذ الاف السنين قبل ان تمتد اليه اليد العابثة في الحفر العشوائي وتخريب المواقع واتلاف اللقى التي توجد فيها

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك