المقالات

تحديات الاتفاقية العراق - أمريكية

1068 12:54:00 2008-11-04

بقلم: عبـد الرزاق السلطاني

بعد أن بذل العراق جهودا كبيرة لمكافحة الإرهاب وإنهاء المظاهر المسلحة بكل مسمياتها مما انعكس بشكل ايجــابي علــى الوضع العراقي والمنطقة، الأمر الذي يستدعي دعما دوليا للعملية السياسية ومشروعا للمصالحة الوطنية ما يتعين على الدول أن تؤكد دعمها ووقوفها إلى جانب العراق في مواجهة الإرهاب بكل أشكاله وصوره لتحقيق الأمن والاستقرار وليضطلع العراق بدوره ومسؤولياته العربيـة والإقليمية، بعد أن قدم العراق وشعبه الكثير من التضحيات في المراحل والظروف المختلفة من منطلق واجبه الوطني ومسؤولياته، وعلى دول الجوار والمنطقة أن تفي باستحقاقاتها للحفاظ على وحدة تراب العراق وشعبه ومنع تغذية كل أشكال الطائفية والتنازع العرقي والانقسامات المذهبية والكف عن التدخل في شؤونه الداخلية، فالدستور لا يسمح أن تكون الأراضي العراقية مقرا أو ممرا للاعتداء على دول الجوار وغيرها والأولوية في هذا الإطار التذكير بأهمية عودة العراق إلى حاضنته العربية والدولية.

إن الأهمية الكبرى لمؤتمر جوار العراق لا تتمثل بالإعلان الرسمي والبروتوكولي لدعم العملية السياسية، إنما في إتاحته الفرصة لاختبـار مواقـف الإطراف الإقليمية المتباينة من الاتفاقية الأمنية ومدى تعارض أو تقاطع مصالحها بهذا الخصوص، ولعلّ الدلائل الأولى التي يمكن التقاطها تتمثل بالموقف الإقليمي الواضح من الاتفاقية، وانعكاسه على الحالة الأمنية والسياسية الداخلية للعراق، ما قد يسهم فـي تفاعلات المشـهد العراقي وتجاهل الحالة الوطنية والإرادة السياسية التي لا ولن تسمح بأية ضغوط خارجية للتأثير على القرار العراقي النابع من حكومة ودستور منتخب، فضلا عن حرص قوانا الوطنية في تقدير الموقف العراقي الأصيل وفق المتبنيات الجماهيرية التي تحتكم إلى المؤسسة الدستورية العراقية، كما نود التذكير أن زمن الاستئثار ومركزة القرار وشوفينية البعد والرؤية السياسية قد قبر مع النظام البائد، إذ أن المؤسسة الوطنية اليوم هي الفيصل وهي صاحبة الحق والقرار في العراق الجديد، وأن إخضاع الاتفاقية لجدل ومناقشة على المستوى الوطني يعد ملمحا من ملامح الديمقراطية.

فرغم التحفظات والشروط التي وضعتها قوانا الوطنية للموافقة على تنظيم الإطار الاستراتيجي، وأنا هنا لست بموقع المدافع عنها، إلا إن هنالك الكثير من المواقف المغايرة والازدواجية التي باتت واضحة، فان المراقب لا يعرف لماذا ترفض بعض القوى تنظيم الإطار مع الأميركيين قبل الاطلاع على موارده الأخيرة أصلا، مادامت هذه القوى ومعها قوىً أخرى تقر وتعترف بأن الوجود العسكري الأميركي ما يزال ضرورياً لإنهاء المظاهر المسلحة و(القاعدة) التي لازالت تملأ بعض الصحف وبعض وسائل الإعلام تتغزل بجدائلها مع أنها - ليست إلا غولة قرعاء تأكل أبناءها وتدمر ديارها- وعليه فإننا نرى إن الخوض في المسائل الإستراتيجية هي من صميم الإرادة العراقية ممثلة بالدستور العراقي وممثلي الشعب المنتخبين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك