المقالات

يوم الوعد المليشياوي

1100 12:53:00 2008-11-16

( بقلم : محسن عبد علي دهش )

مرارا و تكرارا قلنا إن التيار الصدري مجموعة مراهقين و مخابيل بدأ من قياداتهم و انتهاء برعودي الخبل . لا شيء يطمع المرء بأن تفكير هذا المسمى بالتيار سيتغير يوما من الأيام . مألوف الأحزاب السياسية في دول العالم أن تتعامل مع القضايا السياسة بوصفها قضايا مصيرية حساسة تهم البلاد و العباد و لا تحتمل العبث و الصبيانية . و صاحب الأهداف و المبادئ يعمل وفقا لمعطيات الواقع كونه " أبن آدم " كرمه الله بالعقل و منحه القدرة على التمييز بين خياراته الناجعة و تلك الخاسرة ، نلمس هذا في سيرة البشر عموما و الأنبياء و الأوصياء و الأئمة و الصالحين الذين لم يسجل لهم التاريخ تهديدا و لا وعيدا لتحقيق هدف أو غاية مهما كانت نبيلة و فاضلة و فيها مصلحة للناس . ينطبق هذا الأمر على كل مخاليق السياسة و أتباعهم في المجتمعات المتحضرة أو المتوسطة الواقفة في نصف المسافة أما المتردون في التخلف و التفكير البدائي فهم بلا شك لا يعرفون للخيار الصحيح و العقلاني و المنطقي موضعا يذكر و لا طريقا سالكا يؤثر . الصدريون محض حشد ديماغوجي بربري و فوضوي ، الشيء الوحيد الذي يحسنه مقتدى الصدر زعيم هذا الحشد الشاذ هو التهديد و الوعيد بكتائب و أيام و حملات تنتمي للقرن الهجري الأول أو ما قبله من غزوات القبائل في الصحراء .

تجربة الخمس سنوات بالتمام و الكمال كانت كافية لإثبات أن خيارات عنتر بن شداد الصدري عبث في عبث تضر و لا تنفع ترسخ الاحتلال الذي يدعي مقاومته و لا تعجل بانسحابه أو خروجه . جديد مقتدى الصدر هو ألبوم اليوم الموعود الذي يتوعد به العراقيين في حالة توقيع الاتفاقية الأمنية التي ستجعل العراق في مصاف الدول المتحضرة و التي ترسخ له علاقة إستراتيجية طويلة الأمد تحلم بها الكثير من الدول لضمان مصالحها و مصالح شعوبها . رفض مقتدى الصدر لا نشك أنه انعكاس و ترديد لرغبة الجارة إيران التي يتمتع مقتدى بضيافتها الخاصة . لعاقل أن يسأل ما الذي سيغنمه العراقيون في حال عودة مظاهر العنف ثانية إلى شوارع المدن ؟ طبعا لا مجال للتصديق بشروط و اشتراطات ..

 حدود و تحديدات بيانات مقتدى من أن أسلحة كتائبه الموعودة ستكون موجهة للمحتل حصرا لأننا سمعنا هذه الـ " حصرا " من أول يوم غزت و احتلت فيه مليشياته المدن و القرى و نشرت الفوضى و تسببت مباشرة بقتل الناس الأبرياء مدعين أن ذلك ضريبة جهادهم المزعوم . و كانت الحصيلة نهرا من الدم تنوء به رقبة مقتدى الصدر يوم يجلس بين يدي العزيز الجبار ليسأل عن كل قطرة نزفت بغير حق و عن كل خفقة امرأة أو طفل صغير خفقها قلبه المسكين نتيجة دوي صواريخ زمره المجرمة و انفلاق قنابل جبنهم بين البيوت الآمنة . لن يكون سيناريو لواء اليوم الموعود مختلفا في شيء . فلن تفزع الصواريخ و الإنفجارات سوى الأطفال و الشيوخ و المرضى و لن تقع إلا على رؤوس الناس و ممتلكاتهم و يمكن للصدفة أن تلعب دورا بالطبع فيقع أحد الصواريخ في قاعدة و قد يقتل أو يجرح جنديان أو ثلاثة و لكن لن يكون ذلك نقصا يجبر الأمريكان على أن يأخذوا لهم ( صفنة ) أو ترتعد لهم ( فريصة ) لتهديدات مقتدى و لوائه المردود . بل على عكس ذلك تصب في مصلحتهم بمجملها و تفصيلها . حقا ألف حيف و حيف على مدرسة السيد الصدر الذي لو رأى ما يفعله ولده و أتباعه لقضى كمدا و حسبنا الله و نعم الوكيل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك