المقالات

الاتفاقية وصراعنا السياسي

935 14:12:00 2008-11-23

( بقلم : علاء الموسوي )

يتخذ الصراع بين الناس الوانا مختلفة وعناوين شتى، لكنه من حيث المحصلة يسير باحد اتجاهين ، فمن الصراع ما يكون هدفه اقامة العدل والحق، وهو ما يطلق عليه بـ(الصراع التقدمي). ومنه ما يكون هدفه الهيمنة والتسلط وتهميش حقوق الاخرين، وهو ما يطلق عليه بـ(الصراع الرجعي). اللون الاول من الصراع يؤدي ـ مما لاشك فيه ـ الى تطور البشرية ورقيها ، والى حصول الانسان على حقوقه وانسانيته، اما اللون الاخر من الصراع فأنه يؤدي الى عرقلة مسيرة البشرية الى الامام، فيعم التخلف والرجوع الى عصر الانحطاط، كما يؤدي الى سيادة الظلم والاستبداد والدكتاتورية. ومما لايخفى على احد ان بوادر الصراع السياسي في العراق بعد عام 2003، كان بسبب الاجواء المشحونة بالديمقراطية التي لم يستطع هضمها الكثير من المكونات السياسية، وتحمل ضريبتها في مستقبل الخارطة السياسية للبلاد. الا ان بوصلة ذلك الصراع بدأ مؤخرا بالتصاعد نحو اللون الثاني من الصراع الرجعي، عبر تمثيل ذلك في الخطابات التصعيدية، والتصريحات الطائفية والقومية ذات النفس الفئوي الحزبي المقيت. وهذا مما يتخوف منه على العملية السياسية واطار المصالحة الوطنية، من تفاقم هذا الداء السياسي، واستفحاله بين ثنايا تلك العملية التي سارت على قوافل من الشهداء ودماء الابرياء من الشعب حتى استقامت الى ماعليه اليوم. الصراع السياسي المتمثل بأوج عظمته اليوم في مجلس النواب، ظهرت بوادره على الساحة العراقية بوضوح وجلاء لاريب فيه، وذلك عندما تبينت الارادة الوطنية الحقيقية لمكونات هذا المجلس (المتضخم بامراضه السياسية).

اذ بامكان اي مواطن عراقي ان يلمس تلك الابعاد والمسارات التي تتحرك بها الكتل والاحزاب في مطاليبها ( المعلنة وغير المعلنة) امام الشعب، اما عبر شاشات التلفاز التي تنقل بصورة مباشرة تلك الاجواء السياسية المشحونة في مجلس النواب عبر جلساته، واما عبر التصريحات المزدوجة من قبل بعض اعضاء البرلمان لوسائل الاعلام المتعددة. ولعل اتفاقية سحب القوات ساعدت الشعب العراقي (قبل اقرارها) بشكل كبير جدا في معرفة اسباب النزاع التصادمي بين اغلب الكتل في البرلمان. فحينما تكون البدائل المتاحة لماهية الوجود الامريكي في البلاد معروضة امام البرلمان بخيارين لا ثالث لهما، اما تنظيم ذلك الوجود والتمهيد لانسحابه بشكل منظم وستراتيجي عبر التوقيع على الاتفاقية، او الفوضى العارمة لتمديد ذلك الوجود من دون قيد او شرط، عبر رفض الاتفاقية والاتجاه الى ماهو المجهول لمستقبل تلك القوات.

وتواجه تلك البدائل بمقايضات ومزايدات سياسية (لامبرر لها) في الظرف الراهن، حينها فان الشعب بوعيه وفطنته المعهود بها سيفرز (مستقبلا) الممثل الحقيقي لمصالحه في مجلس النواب بدورته المقبلة، وسيطرد من جعبته كل اللاعبين على اوتار الطائفية والقومية الرخيصة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك