المقالات

أغرب مزاد في العالم

1838 19:29:00 2008-11-23

بقلم : علي الملا

عندما تعرض النفائس في المزاد يتجمهر الراغبون بالشراء ويتفحصون المادة المعروضة للبيع ويبدؤن مداولاتهم وتقييماتهم ويحسبون الربح والخسارة والقيمة التقديرية وما الى ذلك من حسابات , بينما يكون دور المالكون للمادة المعروضة للبيع في المزاد دورا ترغيبيا ويظهرون ميزات وحسنات بضاعتهم ومواصفاتها الفريدة (حسب رأيهم) التي لاتوجد الا في بضاعتهم بل وفي احيان اخرى يلجأون الى أساليب ملتوية لغرض الترغيب واضفاء الصورة الرائعة على ممتلكاتهم سعيا للبيع بأعلى سعر يمكن الحصول عليه من المزاد بينما يقف جمع من الناس يتابعون عملية المزايدة ارضاءا لرغباتهم أو حبا للاستطلاع وهذه هي القاعدة العامة في المزادات المحلية والعالمية .

ولكن من أغرب وأعجب المزادات هو المزاد الذي أراد فيه البعض من النواب (الشرفاء جدا) أن يبيعوا العراق بكامل محتوياته (شلع) لدول الجوار التي لم تحترم شعوبها ولم تشبع بطون جياعها ولم تكسوا اجساد أبناءها العراة , منادين بأصواتهم العالية التي كانت سابقا معتادة على المناداة في الشوارع (عتيك للبيع) , وفي ليلة وضحاها تحولوا الى تجارة بيع الأوطان رافضين منطق العقل ومبدأ المصلحة الوطنية ومتمسكين بشعارات حفظوها عن ظهر قلب دون أن يعرفوا جوهرها وأين تستخدم وكيف تستثمر متناسين أو متغافلين عن ان من لقنهم هذه الشعارات الوطنية والسيادية لم يستكملوا السيادة على اراضي دولهم ومازالت ترزح تحت وطأة احتلال أو وصاية قوة عظمى أو معاهدة مذلة ومخزية .

لقد ابتدع هؤلاء نوعا جديدا من المزادات , ليس بنوع البضاعة المعروضة للبيع فقط وانما بالطريقة المتعارف عليها في البيع , فلأول مرة في التاريخ يحاول البائع بكل ما أوتي من قوة أن يقلل من سعر بضاعته ويحاول ابراز العيوب واخفاء الحسنات محولين المزاد الى مناقصة علنية فمن يشتري وطنا بأقل ثمن يأخذه ( وشايف الف خير ) فالمهم هو ارضاء الجيران . ولم لا , ألم يوصينا الله تعالى في كتابه العزيز بالجار ؟ ألم يوصينا نبينا الكريم بالجار؟ ألم يكن آباءنا وأجدادنا يقولون لنا دائما ( اسأل عن الجار قبل الدار ) .

   

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو عبد الله
2008-11-30
ياأستاذ علي ان تدخل دول الجوار هو اسطورة وكذبة كبيرة وكرة نار يرميها أحدنا في ملعب الأخر فيعيدها الأخر ,لو نترك هذه الكذبة المحرقة والتي تسبب أزمة ثقة ونضربها عرض الحائط أزكى وأطيب لنا.
علي الملا
2008-11-24
اخي العزيز : المقال واضح جدا , فمن هم الذين يرفضون منطق العقل ومصلحة العراق ويرفضون كل شيء بما فيه الأتفاقية لأن دول الجوار تريد منهم ذلك . أعتقد ان الكناية ابلغ من التصريح والصفة تدل على الموصوف .
س.ال
2008-11-24
السلام عليكم قرأت المقال مرتين ولكن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اعتقد ان المقال يحتاج الى عدسه مكبرة
ابن العراق
2008-11-23
اخي الكاتب بصراحة لم اعرف من تقصد وما تقصد ارجو منك ان توضح انت مع او ضد الاتفاقية وشكرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك