المقالات

بعض الجديد كما اراه في واقعة الطف

1756 20:37:00 2008-11-30

بقلم : سامي جواد كاظم

مع كل وقفة تامل لواقعة الطف وما آلت اليها الامور من نتائج فكرية ودموية نستخلص منها دروس جديدة يستفاد منها كل متامل لها وحسب اختصاصه . ففي واقعة الطف دروس اجتماعية وعقائدية وعسكرية وثقافية وسياسية وبقية المجالات التي يمكن لنا ان نستقيها منذ ان انطلق الحسين عليه السلام من مكة وحتى نهاية الرحلة في كربلاء المقدسة .

المعلوم شتات البشر لايمكن له ان يجتمع الا بحاكم او مناسبة ، وكل الحكام والمناسبات التي جمعت البشر اما يكون الجمع بشكل وقتي او انه ياتي بنتائج سلبية وقد تشتت البشر اكثر الا واقعة الطف . واقعة الطف التي تمر ذكراها منذ اللحظة الاولى بعد استشهاد الحسين عليه السلام في كربلاء والى اليوم فانها تجمع البشر ومن غير النظر الى جنسه ولونه ومستواه الثقافي او الطبقي فان الجموع الغفيرة تنشد وبقلوب حرى صوب كربلاء المقدسة وحتى الذي لم يحضر كربلاء فانها حاضرة في قلبه ، وعام بعد عام يزداد الجمع ملايين وليس الوف بل وحتى تظهركرامات تذهل العالم .

نجد في ذكرى عاشوراء الخلافات تنقلب الى ود وتكاتف في الارتقاء بمستوى البذل الى درجة جعل الشعائر الحسينية علامة مميزة على ارض المعمورة وكان سكان الارض في تنافس مع ملائكة السماء في الاسى على الحسين عليه السلام . يقول الحسين عليه السلام بعدما ضرب يده إلى لحيته: (اشتدّ غضب الله على اليهود إذ جعلوا له ولداً، واشتد غضبه على النصارى إذ جعلوه ثالث ثلاثة، واشتد غضبه على المجوس إذ عبدوا الشمس والقمر دونه، واشتد غضبه على قوم اتفقت كلمتهم على قتل ابن بنت نبيهم، أما والله لا أجيبهم إلى شيء مما يريدون حتى ألقى الله وأنا مخضّب بدمي).

والمستنبط من قول الحسين عليه السلام ان جرم الشرك بالله عز وجل هو بنفس درجة معاداة اهل البيت عليهم وهذا يؤكد حديث رسول الله (ص) عندما وجه كلامه الى امير المؤمنين عليه السلام قائلا ) ياعلي من انكر امامتك فقد انكر نبوتي ومن انكر نبوتي فقدانكر ربوبية الرب ) وهذا قول الحسين عليه السلام يؤكد ما قاله رسول الله (ص) .

وقفة اخرى تستحق التعقيب من واقعة الطف ، في معركة احد وجه رسول الله (ص) بعض المقاتلين لتامين الجبل حتى لا يلتف العدو عليهم ولما تهاونوا في واجبهم جاءت الخسارة الامام الحسين عليه السلام ابتكر طريقة جديدة لتامين الحماية من احد جوانب المعركة الا وهي حفر خندق واشعال النيران فيه حتى لا يستطيع العدو الالتفاف عليهم وبهذا عالج النقص العددي الذي لديه ، هذه الخطة الناجحة بكل معاني الكلمة يلتزم بها العسكريون اليوم من خلال زرع الالغام في الارض حتى يامنون جانب معين من جبهة المعركة . واهم محور في الواقعة هو انها لو انتهت كما ابتدأت ما كان لعمرو بن سعد ولا لحثالته ان يتمكنوا من الحسين عليه السلام .

لو تتبعنا مجريات المعركة في العاشر من محرم نجد ان بوادر النصر الميداني كانت تلوح للحسين واهل بيته وصحبه ولكن لخبث وخسة العدو ادت الى استشهاد الحسين عليه السلام واولاده ـ باستثناء الذي أخّرَ يوم القيامة وهو السجاد عليه السلام ـ وصحبه . واول ما استشهد به البطل الهاشمي العباس عليه السلام فالكل يعلم انهم ما تمكنوا منه الا عندما غدروا به واختفوا خلف النخيل وضربوا راسه بعمود وعندها سقط شهيدا بعد ما قتل اعداد كثيرة منهم .

لناخذ الحر الرياحي رضوان الله تعالى عليه هذا الصنديد الذي بدأ القتال وهو فارس فقتل اربعين فارسا منهم وما ان عقروا فرسه قاتل راجلا وصال وجال بهم فكانوا يتقدمون واحدا تلو الاخر فيقتلهم الحر ولانهم لو بقوا على هذا الحال لما تمكنوا من الحر الا انهم انقضوا عليه اكثر من واحد وفي نفس الوقت رموه بسهامهم من بعيد حتى انقضوا عليه وقتلوه .

عمرو بن قرضة الذي قاتل قتال الابطال حتى قتل جمعا كثيرا من حزب ابن زباد وجمع بين سداد وجهاد ومنع السهام من ان تصيب الحسين عليه السلام وعندما شاهدوا ذلك فما كان من العدو الا ان ينقض عليه اكثر من فارس مع السهام فتمكنوا منه وقال قبل استشهاده للحسين عليه السلام هل وفيت ؟فاجابه الحسين عليه السلام نعم انت امامي في الجنة . وجون هذا النحيف الاسود الذي قتل ثلاثة منهم وما تمكنوا منه الا بعد ان تكالب عليه اكثر من مهاجم مع السهام الموجه له فاستشهد .

وختام المعركة كانت مع الحسين عليه السلام الذي لم يواجهه احد الا وكان صريعا مضرجا بدمائه لا يقوى على مجابهة ابن الكرار احد، واخذ يصول ويجول وسط جيش يزيد وما قدروا عليه الا عندما كذبوا عليه بانهم هجموا على الخيام واستخدموا السهام من الخلف مع انقضاض المئات عليه دفعة واحدة فسقط جريحا على الارض وحتى وهو في جراحه كانوا يخشون النظر اليه فوطأت صدره خيل الزنادقة وازدادت جراحه وكسوره وبالرغم من ذلك ما تجرأ احد على قطع راسه الا اللعين الشمر . هذه المواقف تؤكد بطولة الحسين واخيه ابي الفضل العباس عليهم السلام وكذلك صحبه فلو جرت كما ابتدأت المعركة فانهم ما استطاعوا ان يتغلبوا على الحسين عليه السلام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Ayad
2008-12-01
احسنت بارك الله بك اخانا الكاتب بالتذكير بالامام الحبيب هواء روحنا الامام الحسين ع ياريتنا كنا معكم فنفوز فوزا عضيما الامام الحسين هو المغذي لارواحنا بكل معاني الحق الشجاعة الاخلاص وكل المعاني والقيم النبيلة ومهما قلنا هو نقطة في بحور حق الامام العظيم الامام الحسين ع الامام العباس كالامام الحسين ع رمز الشموخ واقوا من اقوا الاءسود حقيقة لايوصفوا وعبد الرضيع ع احب الاطفال على الاطلاق وعلي الاكبر كحيدرا ع وجاسم ع البدر الحسني ع وكل ال واصحاب الامام الحسين ع احيوا الاسلام وكسروا النفاق والغدر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك