المقالات

نهاية القتلة والمجرمين

1596 14:36:00 2008-12-02

بقلم: عبد الرزاق السلطاني

مرة أخرى تؤكد الدبلوماسية العراقية أن تثبت جدارتها على الساحة الدولية من خلال الحراك السياسي الذي قادته القوى الوطنية في وضع اليات الاطار الاستراتجي للوضع العراقي للمرحلة المقبلة المتمثلة بجدولة انسحاب القوات الاجنبية من العراق لاعادة سيادته الكاملة، فهذه المرة اتسم البرلماني العراقي بالمسئولية والدبلوماسية العالية، مما يعطي دعماً لانجاح المنجز السياسي والدستوري لعهد العراق الجديد، وبما ان هذه الاستحقاقات الوطنية اصبحت خارطة طريق وواقع حال وحق مشروع تفضي الى الحالة الوطنية وتفرض التزامات تتمثل بحتمية الشروع بتنمية القدرات العراقية دون الوقوع بأخطاء التجارب المفاهيمية السابقة التي راهنت ولعقود طويلة على منهج الاقصاء والتهميش، فضلاً عن انهاء حقبة العمل المسلح التي لازمت الحالة العراقية باعتماد طريق العمل السياسي والفكري والاعلامي والدبلوماسي والابتعاد عن كل الاساليب غير الحضارية واللامسئولة، وابعاد المخاوف التي اسهمت في ارباك الواقع السياسي وما لازمها من صخب وضجيج اعلامي، فنجاح المشروع السياسي مرهون بالتزام الاطراف كافة بتطبيق الكيفية التي تحدد جهوزية قواتنا المسلحة بمختلف صنوفها، اذ ان الضمانات الدستورية هي التي توجب الحفاظ على المكتسبات وهي حجر الاساس لبناء الوحدة الوطنية، ومن هنا فلا يصح أن تبقى الساحة السياسية عرضة للمزاد الخارجي، اذ تقع على الحكومات الاقليمية وبرلماناتها مسئولية تاريخية كبرى لمساعدة العراق في البناء والاعمار، ولابد من سعيها للاسهام في وضع حد للتنافر والتعصب والعنف لتخفيف معاناة العراقيين، ومساعدتهم لينهضوا بدورهم في نشر مفاهيم المواطنة والديمقراطية وتفعيل دور العراق ليكون عضوا فاعلاً في اطار الاسرة الدولية ومنظومتها، ففي لحظات سيطرة الهواجس غالباً ما يضيع المنطق وتضيع معه الحكمة، وتسيطر الاحكام المتطرفة والمشاعر البغيضة، والمواقف المتشنجة وتستلم امام لحظات فقدان التوازن لتطغي لغة الاقصاء والوعيد.

اما اليوم بعد ان غادرت الساحة العراقية نظرية المؤامرة فقد اصبحت البيئة السياسية واضحة تتحرك بنمطية دستورية، والفراغ من جدلية ازدواجية المعايير التي لازمت البعض والتحول نحو ترسيخ مفهوم المواطنة والتمسك بالمنجز التاريخي البنيوي لمختلف مفاصل الحياة لاسيما الخدمية منها، فكل الدلائل تشير الى الانفراج الحقيقي بحسب ما يقرأ من مقاربات للكثير من المفاهيم المختلف عليها، فاحترام الطابع التعددي للمجتمع العراقي، وأن بناءه يحتاج الى المزيد من التوسع في اطاره العام، وذلك افراز حقيقي لجملة الحوارات المثمرة التي قادتها نخبنا الوطنية مع الذين لهم وجهة نظر محددة وبذلك قد بدأت السياسة العراقية ديناميكية تقترب اكثر الى الواقعية السياسية مما يوجب على الحكومة الوفاء بعهودها لاستثمار آفاق المستقبل وتسريع اخراج العراق من وصاية مجلس الامن الدولي كونه لم يعد يهدد الامن والسلم الدولي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي السّراي
2008-12-02
تحية الى الاخ العزيز الاستاذ عبد الرزاق السلطاني والى كل الاقلام الشريفة والوطنية التي تنافح وتدافع عن مظلومية ابناء شعبنا وكل القوى الخيرة التي جاءت لبناء عراقنا الجديد لكني احب ان اقول لك اخي العزيز عبد الرزاق بان المثل القائل ( إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا) ينطبق تمام على اخوة صابرين المشتركين في العملية السياسية وسياسة الكيل بمكيالين و ازدواجية المعايير عندهم سوف لن تتوقف ولن تتغير معتقدين بانهم سيصلون الى مأربهم الخبيثة وفي هذه الحالة لا ينفع مع هؤلاء إلا سياسة العصى لمن عصى والسلام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك