بقلم:نوال السعيد
قبل فترة قصيرة من الزمن شاركت السيدة نوال السامرائي وزيرة الدولة لشؤون المرأة في مؤتمر عالمي لحقوق الانسان في نيويورك على ما اعتقد. وكانت هناك امور غريبة عجيبة رافقت مشاركة سميتي السيدة السامرائي، بحيث جعلتني اراجع معلوماتي واستفسر فيما اذا كان صحيحا انها جزءا من الحكومة العراقية الحالية ام انها تنتمي الى جهة سياسية معارضة للحكومة؟. فقد شنت هجوما حادا ووجهت انتقادات لاذعة لحالة حقوق الانسان في العراق، والهجوم والانتقادات كانت موجهة بالدرجة الاساس للحكومة وللقوى السياسية الفاعلة والمشاركة فيها.
والانكى من ذلك انها حينما تلقت انباء قيام مراسل قناة البغدادية الفضائية بالقاء فردتي حذائه على الرئيس الاميركي جورج بوش خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء العراقي في بغداد، لم تستطع اخفاء فرحها الغامر وسرورها الكبير بهذا الحدث المتميز والتأريخي بالنسبة لها!، وعبرت عن ذلك بتصريحات واحاديث في المؤتمر دفعت بعض من انصار ثورة الحذاء الزيدي والمتحمسين لها الى تقديم افضل ما لديهم من عبارات مديح واطراء للسيدة السامرائي بسبب مواقفها الوطنية المشرفة في تأييد ومساندة ودعم استخدام الحذاء كواحد من ادوات ووسائل التعبير عن الرأي في ظل الديمقراطية!.
فعلا ذلك امر عجيب وغريب، ان يكون شخص ما يحتل موقعا مهما ورفيع المستوى في حكومة ما ويقوم بالعمل ضدها والتشهير بها في المحافل الخارجية. والسيدة السامرائي ليست اول نموذج من هذا القبيل فقبلها الكثيرين من المنتمين لطائفتها ولحزبها وكتلتها السياسية. وللعلم فأن السيدة الوزيرة قد تكفلت اربع نساء سجينات، وساهمت بأطلاق سراحهن، ولم توضح هي ولا أية جهة رسمية الاسباب والدوافع وراء قيام السيدة الوزيرة بتكفل النساء الاربع دون غيرهن، ولا التهم التي كانت وراء اعتقالهن.
والاعجب والاغرب هو موقف الحكومة الصامت من مواقف الوزيرة وتصريحاتها الثورية الرنانة حول حقوق الانسان وحول ملحمة منتظر الزيدي القندرية، وموقف مجلس النواب العراقي. كان المفروض ان تقدم الوزيرة للمساءلة والاستجواب، حتى تتوضح الحقائق، ونعرف ويعرف كل العراقيين هل انها تتقاضى الرواتب المغرية وتتمتع بالامتيازات الهائلة من خلال منصبها لكي تعمل بالاتجاه المعاكس؟.
https://telegram.me/buratha