المقالات

مقاومة الفكر البائس

1067 18:58:00 2009-01-05

( بقلم : مهند السماوي )

في خضم تلك الاحداث الجسام التي تمر على الامة الاسلامية والعالم اجمع،من خلال الهجوم الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة،وخلال الايام السابقة،انشغل العالم بأجمعه في ذلك الحدث الكبير الذي تفاعل معه الجميع بمختلف اديان ومذاهب وافكار والوان البشر،حتى الاسرائيليين انفسهم من اتباع اليسار ودعاة السلام،ثاروا جميعا ضد الهجوم الوحشي على غزة والذي جاء بضوء اخضر عربي رسمي يفهمه الجميع ولايحتاج الى دليل للبرهنة عليه،بل اذا اردت اختبار شخص كونه غبيا من عدمه اسأله عن الضوء الاخضر العربي الرسمي لاسرائيل بضرب غزة!،ومهما كان نوع الضوء الاخضر سواء عملا او كلاما،فالجميع يدرك مقدار التورط الرسمي العربي في تلك المآساة التي خلقها لاهل غزة بحجة مقاومة حركة حماس.

اقول:كان التأثير مؤثرا على الجميع،فمنهم من قاوم بالكلمة ومنهم من تظاهر ومنهم من دعم ماديا او معنويا اهالي غزة المحاصرين...ولم يقف حاجز الدم او العرق او الدين او المذهب او الفكر،امام من يريد ان يدعم اهالي غزة،بل اصبح الهجوم على غزة هو الجامع الانساني الكبير للمجموعات البشرية. الا مجموعات بشرية شاذة هي خارجة عن اطار العقل او الدين او الانسانية،بل لايكاد يكون هنالك جامع معها يمكن ان يشترك انسان معهم في الفكر او الانسانية،وتنتشر في كل مكان ...

من هؤلاء؟!...انهم التكفيريون ومعهم حلفائهم من البعث وغير البعث،في العراق وغيره من البلاد الاخرى !!...لقد سنحت لهؤلاء الرعاع الفرصة الذهبية لكي يحصلوا على دعم مختلف البشر من خلال المشاركة مع الفلسطينيين في غزة من خلال مقاومة الهجوم الاسرائيلي عليها،فهل قام التكفيريون وحلفائهم بواجبهم الديني والمذهبي والقومي والانساني في دعم المقاومين هناك؟....الجواب بكل تأكيد ...نعم ...من خلال تفجير المعتوهين المعتنقين لافكارهم القبيحة الدالة على ممسوخية نفوسهم المريضة،في المجاميع البشرية الشيعية في كل مكان يمكن ان يصلوا اليه!!!...فمن خلال هذا العمل يمكن ان تتحرر فلسطين كلها وليست غزة فقط!!...ومن خلال ابادة الشيعة يمكن ان يسيطر هؤلاء على العالم اجمع لكي ينشروا الحرية والمحبة والسلام!!...

لقد كان التفجير الانتحاري(412009) في الكاظمية المقدسة في جموع البسطاء من الناس الذين يمارسون شعائرهم الدينية بحرية،هو الرد التكفيري على هجوم غزة!!.. ولقد كان سقوط اكثر من 45 شهيدا ومائة جريح ومن ثلاث جنسيات هي عراقية وايرانية وافغانية التي اختلطت دمائهم الطاهرة في عرس الشهادة الحسيني الذي يتجدد دوما،هذا وفي غيره من المواقع الاخرى،هو الصفعة الكبرى في وجه كل من يبرء هؤلاء الرعاع المجردة نفوسهم من كل انسانية او رحمة،وكل من يعطي لهم الحق او يبرر لهم عملهم الشنيع...

كانت مكافأة عظيمة لاسرائيل من خلال عمل هؤلاء التكفيريون في كل مكان...وهم يعلمون جيدا ان مقاومة الشيعة في لبنان من خلال حزب الله وحركة امل ودعمهم للمقاومة الفلسطينية،وكذلك الموقف العدائي لاسرائيل من جانب ايران وخلال ثلاث عقود مضت ودعمها المادي والمعنوي للفلسطينيين ،هو التحدي الرئيسي لاسرائيل وليس هنالك اي تحدي او مقاومة من جا نب التيارات التكفيرية المتعصبة لها... ولولا ذلك العداء المستحكم والذي كلف الشيعة كثيرا، لفتحت العلاقات بين الغرب وايران على مصراعيها ولتمت تدليل ايران مثلما يحصل الان لمصر!!... والحرب المعلنة من جانب التكفيريون على الشيعة لو اعلنت على اسرائيل لكانت وبالا عليهم ولكن هؤلاء الرعاع المجرمون اثبتوا لكل شخص مهما كان غبائه انهم مجرمون تمتلئ نفوسهم بالخسة والنذالة وانهم لا يستهدفون سوى الابرياء المجردين من كل سلاح ،الا سلاح العقيدة الذي لاتواجهه عقيدة التكفيريين البائسة التي لا تستطيع الصمود امام العقل والمنطق...هديتهم الكبرى لاسرائيل هي اشغال الامم المسلمة بالارهاب والتكفير والصراعات الجانبية حتى يتفرغ اليهود لفلسطين في لعبة مكشوفة للجميع...هنيئا للشهداء،شهادتهم على ايدي ارذل الخلق...ولهم المجد والخلود في الدنيا والاخرة....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك