المقالات

جلجامش بعدسة الكرعاوي

1039 16:11:00 2009-01-13

( بقلم : علي الخياط )

كثيرون هم المساكين من مبدعي هذا البلد ، في مجال الادب والتقنية والتصوير ، والتمثيل وفي مجالات عدة يصعب احصاؤها . وكنت كلما رأيت المصور علي عيسى في شارع من شوارع العاصمة وهو يسير محني الظهر وبهيأة انسان عادي جدا وليس مثل كبار الموظفين او المسؤولين الحكوميين من ذوي الدخل العالي .اشعر بالحزن على حال الابداع ولا ادري لماذا يثير المصور علي عيسى هذا الكم من الحزن في دواخلي ؟ وربما هو الشعور تجاه الاخر المبدع .. المصورون الكبار عديدون في بلدي لكن الاضواء تهرب الى مساحة لاوجود لهم فيها ، وكأن الصورة النابضة بالحياة التي يقتنصونها من حين لاخر وتعجب الاخرين لا تشفع لهم ليكونوا على مقربة من منصة التكريم والذكر الحسن . في محفل الاعلام المكتظ بالصحف والاذاعات والفضائيات ومواقع الانترنيت .

المصور فاضل الكرعاوي اثار اعجابي بصور لافتة تشهد له بالحرفية برغم انه ما يزال في عمر مبكر ويعمل في مدينة لا تحمل صفة العاصمة .الا اذا كانت الحلة محط اهتمام تاريخي كونها عاصمة التراث والحضارة البابلية الخالدة وهو ما يقلل من سقف الدهشة .. وصور الكرعاوي تدفع الى التساؤل عن الكيفية التي يمكن بها اعطاؤه وامثاله من الصحفيين القليل من الامتيازات التي يحتاجون ، وعندها فان وصف (الابداع المغيب) هو الملائم لحال الكرعاوي الذي يعمل في مدينة الحلة ويلتقط الصور الرائعة لاشكال الحياة في تلك المدينة وضواحيها والقرى والارياف المحسوبة عليها …

حتى الحمار المسكين تحول بعدسة الكرعاوي الى حيوان خرافي فهنالك عدد من الغنيمات تسير ببطء من على طريق ممتد وسط زحام الاشجار. وطفلان على ظهر حمار خسر العديد من سني حياته يتبع خطى الاغنام والرعاة والصغار منهم بالذات الذين يشاكسون وقد يؤذون حيواناتهم التي يرعونها وتلك التي يمتطونها وكانت الصورة رائعة الى حد دفعتني للتفكير بطبعها الى حجم كبير وتعليقها على جدار . وفي مجلة جلجامش الحلاوية التي يرأس تحريرها الزميل حيدر البدري والباحثة عن دعم مادي لعلها تواصل مسيرتها الابداعية في بابل وربما محافظات اخرى يضع فاضل الكرعا وي صوره الجميلة على صفحات المجلة متطوعا بها ودون مقابل ..

يقوم هذا المصور بالتقاط الصور لحساب قنوات فضائية وصحف ومجلات ووكالات انباء دون ان يحصل على استحقاقه المادي والمعنوي الذي يلتق به . للاسف اعرف مصورين اخرين غابت عنهم لفته حنان من وزارة الثقافة وحتى وسائل الاعلام واذكر منهم استاذ المصورين فؤاد شاكر ومجيد الخالدي وماجد الجامعي واحمد عبد الله وعبد الكريم عبد الزهرة وسعد الله مجيد واخرون .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد خليل
2009-01-14
الاخ الكاتب المحترم مع اعتزازنا بكل المبدعين بل بكل العراقيين, لكن اما ان الاوان كي ندرك بان وقت سيطرة الدولة على كل مقاليد الحياة قد مضى ويجب ان لا نصر على العودة اليه؟ ففي كل انحاء العالم لاتتدخل الدولة في الابداع وليست مهمتها ان تكفل توفير العمل لكل فرد من افراد المجتمع..فهناك شي اسمه القطاع الخاص الذي يشكل اكثر من 90 من النشاط في معظم دول العالم..الفقيرة والغنية, المتقدمة والمتأخرة..فلماذا مازلنا نطلب من الدولة ان تكون هي المسيطر على كل شي؟ من اين تاتي الدولة بالمال؟ اليس المال هو للشعب؟
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك