المقالات

العتبة الحسينية هل اصابت ام اخطأت ؟

1144 18:52:00 2009-01-14

بقلم : سامي جواد كاظم

في العراق مورد سياحي مهم جدا على صعيد السياحة ومنهل روحي وعبادي نقي وصافي على مستوى المراقد المقدسة لما يحتضنه من عتبات واضرحة لايمكن ان تخفى او تجهل مكانتهم في العالم قاطبة . هذه العتبات نالت ما نالت من الاهمال مع التهديم من قبل الطغاة الذين تسلطوا على العراق ومن قبل الارهابيين الذين دفعت بهم دول الجوار ومن على شاكلتها . وبالرغم من ذلك نرى ان هذه العتبات وبظل جهود الخيرين المشرفين عليها بدأت تتنفس تنفس الصعداء بعد ان اتيحت لها الفرصة لرفع ركام الماضي وتطوير ما يستحق من تطوير . والامر المائز بين هذه العتبات هو العتبية الحسينية المقدسة حيث لو احصينا الداخلين الى العراق للسياحة الدينية فاننا سنخرج بنتيجة ان للحسين (ع) القاسم المشترك لكل الزيارات حيث لا يمكن للزائر ان لا يزور الحسين بل والمكوث في كربلاء اكثر من بقية المحافظات .

هذا الامر يستوجب الالتفات الى كربلاء كمدينة مقدسة من جهة والعتبة الحسينية نفسها من جهة اخرى ، ومن جملة التطويرات والاستحداثات التي امتازت بها كربلاء هو مشروع التسقيف الذي لم تقدم عليه ولا عتبة اخرى في العراق فهل اصابت ام اخطأت العتبة الحسينية في ذلك ؟!! . اخر عمارة للعتبة الحسينية المقدسة كانت في بداية القرن الثامن للهجري 767 هـ بنى السلطان أويس بن الحسن الجلائري القبة الداخلية وأحاط المشهد بصحن مسور وبنى الحرم الموجود حالياً ، 786 هـ بنى السلطان أحمد بن أويس المنارتين وزيّنهما بالذهب ووسّع الصحن، انتبهوا جيدا الى كلمة ( ووسع الصحن ) .

ولو شك بالعمل الهندسي فكان يمكن لبقية العتبات ان تتجاوز الاخطاء الهندسية وتقوم بتسقيف عتباتها ، وهذا لم يحصل اذن هنالك قصور منهم مغلف بالتبريرات الواهية . واما الحديث عن التراث والاثار التي تختص بها العتبة فهذا امر مرفوض لان العتبة ليست تراث او اثر بل انها منهل روحي عبادي يفرغ به عشاق الحسين عشقهم والاستحداثات التوسعية اليوم ستصبح انجاز يشار اليه بالبنان غدا . الازدياد الهائل لزوار الامام الحسين (ع) من داخل العراق ومن خارجه يجعل المرء يقف مذهولا امام هذه الاعداد التي تستحق ان تنعم بالخدمات التي تتناسب وصاحب المرقد .

الحياة تتطور وفي كل اصقاع العالم فلماذا المنع للعتبة وهل نحن ناتي الحسين من اجل قبة ذهبية ام لاجل الراقد تحت القبة الذهبية فان بقينا نتحدث عن القبة والمنائر فاننا نكون قد منحنا الفرصة لمن يقول اننا نعبد القبور وهذا يرفضه الجميع بما فيهم المشكلين على التسقيف . استغربت كثيرا من الدكتور صاحب الحكيم وهو يتحدث عن التطور في الفاتكان وينتقد التطور في العتبة الحسينية لماذا هل هم احق بالتطور منا ؟

يقول الدكتور ان القباب في التسقيف تحجب قليلا من القبة الذهبية وتعجبت من هذا التبرير اقول لو نظر الى القبة من جهة باب القبلة فانك سترى منارة صغيرة عليها ساعة تحجب مساحة من القبة اكبر من المساحة التي تحجبها القباب الصغيرة لو نظرت لها من خارج العتبة .هنالك من طالب باعادة منارة العبد التي هدمت في بداية القرن العشرين ولو اعيدت الا تمنع رؤية القبة عندما تكون بين الناظر والقبة .

قلت للسيد الحكيم لقد اجريت استطلاع عن التسقيف فكانت النتيجة 95% تؤيد التسقيف فاجابني انهم لا يفهمون ، بالله عليكم هل هذه اجابة ؟!! العجب تطالبون الحفاظ على الاحجار من جهة ومن جهة اخرى تنادون بتطوير الفقه الاسلامي من خلال الغاء بعض الفتاوى التي مصدرها قول المعصوم عليه السلام معتبرينها تخلف .

في زمن الطاغية سن قانون بان لا يمكن بناء عمارة اعلى من المنارة على بعد 120 متر منها وعليه يمنع على اهالي كربلاء ان تبني ناطحات سحاب مواكبة للتتطور العالمي في مجال الاعمار الهندسي ، لماذا هل ان كربلاء لاتستحق ذلك ؟!! انا لا اتحدث عن التطورات الاعمارية والهندسية لبقية المراقد المقدسة خارج العراق لانها شيء رائع كما وانها لم تواجه اي انتقاد على عكس العتبة الحسينية المقدسة . وانا اجزم لو شاءت الاقدار وجاء من يريد ان يضيف على التسقيف تطوير اخر فان الذين ينددون اليوم سينددون غدا رافضين هذا التطوير باعتبار المساس بالتسقيف .  وطالما ان التارخ ذكر ان احمد بن اويس وسع الصحن فانه سيذكر ان الشيخ الكربلائي سقف ووسع الصحن نقصد في عهدته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك