المقالات

تحالف الازمات

1363 19:01:00 2009-01-16

( بقلم : علاء الموسوي )

مازالت هرمية التحالفات السياسية القائمة في العراق الجديد بين مكوناته تمثل هوية السلطة السياسية في البلد. وعلى الرغم من مساعدة تلك التحالفات في فك الاختناقات التي حدثت في المشهد السياسي بين الفينة والاخرى، الا انها مازالت هي الاخرى تعاني من اضطراب تكوينها وديمومة بقائها على الخارطة السياسية الجديدة، لاسيما وان جعلنا في حساباننا بان تلك التحالفات شكلت في ظروف غامضة وغير مستقرة، فضلا عن انها تميزت بالندية والضدية في افكار مؤتلفيها.

الائتلافات الثلاثية والرباعية وحتى الخماسية، لم نجد لها صدى على الساحة السياسية في معالجات الازمات والمعرقلات التي تواجه العمل التنفيذي والتشريعي، ناهيك عن انها كانت سببا رئيسا لاستفحال الكثير من الازمات وتعطيل مكامن الثقة لدى بقية الاطراف السياسية. وخير دليل على ذلك الصراعات المتوالية بين المركز واقليم كردستان، وما يحصل من تعطل واضح في مسار العمل البرلماني، الذي مازال يعاني هو الاخر من ازمة الثقة بين اطرافه، والتي استفحلت اكثر بعد استقالة رئيسها، وعرض المنصب على المزاد السياسي بين الفرقاء. كنا نظن بان الاتجاه الى التحالفات الستراتيجية بين الاحزاب والمكونات، سيخلق حالة من التوازن السياسي وتقريب وجهات النظر بين المتخالفين في المشهد العراقي، الا ان ماظهر على الساحة من صراع كان مبطنا وبدأ ينكشف بوضوح لاغبار عليه في الاونة الاخيرة، يطرح الكثير من الاشكاليات حول واقعية تلك التحالفات ومدى مصداقيتها على الساحة العراقية. الارضية التي شكلت من خلالها تلك التحالفات والمبنية على المصالح الحزبية ومطامحها السياسية الخاصة، هي السبب الرئيس وراء تشضي تلك التحالفات وتهديد استقرارها على الساحة مستقبلا. ولعل عامنا الحالي وما ستفرزه من ارهاصات انتخابية ستكون الفيصل الاخير لماهية تلك التحالفات ونوعية الاتفاقات المبنية عليها.

ولا اعتقد ان الساحة السياسية لعام 2009 ستشهد تحالفات رباعية وخماسية وغيرها، بل ستقتصر على الاحزاب الضامنة لهويتها وبرامجها السياسية الواضحة في شكل الدولة وطبيعة نظام الحكم فيها، ولعل الاقرب الى ذلك في الصمود السياسي، هي تلك الاحزاب الملتزمة بواقع التغيير الحقيقي الساعي الى عراق فدرالي موحد، قائم على احترام الاغلبية وضمان الاقلية في ادارة البلاد والعباد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك