المقالات

الإرهاب يعصف بالمراقد المقدسة

4272 03:00:00 2006-03-04

لقد تناسى السيد السفيرالأمريكي مباديء بلاده التي جاءت بها وهي نبذ الطائفية وعدم الإنجرار تحت مخلفاتها تناسى السيد السفير مباديء الإنتخابات وإستحقاقاتها أم أن هذا المبدأ مجرد حديث وإشاعات يوهمون بها على الشعب العراقي لتصديق الأكاذيب التي تتدلى على العراقيين يوماً بعد يوم...

في سلسلة الهجمات المتوالية على المقدسات ودور العبادة والكنائس والحسينيات تمتد يد الغدر والخيانة لتنال من مراقد شيعة أهل البيت عليهم السلام في مدينة سامراء ليتم تفجير ضريحي الإمامين الهادي والعسكري عليهم السلام وهذه الفاجعة الكبرى التي طالت المقامات ليست بالحادثة الأولى من نوعها فهناك حوادث جمة إجتاحت العراق سلسلة منظمة ضد المقدسات فقد أمتدت أيادي الإرهاب لتنال من مرقدي الحسين والعباس عليهما السلام في كربلاء المقدسة وقبلها كان هناك التفجير في مرقد الإمام علي عليه السلام في النجف الأشرف الذي ذهب ضحية هذا الإنفجار السيد محمد باقر الحكيم وثلة من الناس الأبرياء ولم يقف الحد لهذا فقد طالت أياديهم القذرة لتمتد الى مرقد الأمامين الكاظم والجواد عليهما السلام في مدينة الكاظمية ببغداد ولم يكتفزا بذلك فقد تربصوا الى الشعائر الدينية لشيعة العراق وكانت كارثة جسر الأئمة في بغداد ولم نقف الى هذا الحد فقد أمتد الإعتداء ليطال الكنائس المسيحية في مناورة خاسرة لجر العراق لحرب طائفية يشترك فيها الجميع.

ولم يقفوا الى هذا فقد أمتدت أياديهم الملوثة بدماء الأبرياء لتطال الصحافة والصحفيين الأبرياء فقد قاموا بأختطاف مراسلة العربية الزميلة أطوار بهجت السامرائي وأثنين من زملائها وتم قتلهم جميعاً حيث كانت في طريقها لتغطية أحداث تفجيرات سامراء لمرقدي الإمامين الهادي والعسكري عليهم السلام فلم يسلم من الإرهاب أحد ولم يكتفوا بالقتل فقد زرعوا الأحقاد والدسائس في محاولة سافرة لأرباك العراقيين كافة في حرب أهلية طاحنة.......

والإستدراكات الزمنية المفعمة بالألم والحسرة على مايجري بالعراق وبتوالي التصريحات الغير مسؤولة للسفير الأمريكي في محاولة منه لزرع فتيل الطائفية بتدخلاته الخطيرة بسياسة العراق وسياسة إتخاذ القرارات بأيادي عراقية وأتهامه لطائفة معينة على حساب طائفة أخرى مما أدى الى الأحتقان والتوتر السائد في العراق وجر البلاد الى صراعات قد لاتستطيع الولايات المتحدة من خلال سياستها أخمادها في الوقت الراهن ....

لقد تناسى السيد السفيرالأمريكي مباديء بلاده التي جاءت بها وهي نبذ الطائفية وعدم الإنجرار تحت مخلفاتها تناسى السيد السفير مباديء الإنتخابات وإستحقاقاتها أم أن هذا المبدأ مجرد حديث وإشاعات يوهمون بها على الشعب العراقي لتصديق الأكاذيب التي تتدلى على العراقيين يوماً بعد يوم...

لذا وبما أن السيد السفير الأمريكي قد وقع في شرك الطائفية فيجب على الحكومة الأمريكية إستبدال هذا الكائن المتحرك الذي يتحرك حسب النوايا والأهداف والمشتركات مع الطوائف التي ينتمي اليها ولايكون هذا ممثل ناجح في دولة تقبع تحت الظروف الصعبة والتناحرات الطائفية التي يسعى الى عدم الأنخراط في ظلها..

أن ما قامت به الجماعات التكفيرية وأزلام النظام البائد من البعثيين وأيتامه في تفجيرهم للمراقد المقدسة في سامراء له أبعاد تاريخية بغيضة تنال من العراق عامة ومن الشيعة خاصة فمن التشنجات التي طالما نستمع الى ردود أفعال من ذوي السياسة الذين يحاولون جدلاً بترك مخلفات تأريخية لها أبعاد ومميزات تطفح على أرض الواقع فمن الهلال الشيعي الى الحرب الطائفية الى الهيمنة الشيعية الى الولاءات الخارجية هكذا بدأت التشنّجات البغيضة والحقد الدفين والإستهداف الموجه ضد طائفة معينة ضد أغلبية شيعية تمردت على الأنظمة الدكتاتورية وسعت الى إنشاء دولة صغيرة تتمتع بالديمقراطية التي يرتضيها الشعب العراقي لا التغييرات السياسية وهذا الهدف ليس خاص بالشيعة فقط في حرية التمتع بحقوقها المغتصبة من قبل أنظمة عاثت في الأرض فساداً وإنما يشترك الجميع بهكذا هدف سامي نبيل للعيش الرغيد في مجتمع تعم فيه المحبة والسلام .

ومن الصمت العربي والحكام العرب تجاه مجازرنا الى التشفي بدماء قتلانا ليصبح الهلال الشيعي الذي أرهبهم الى بدرٌ من الدماء يستفيض به العراق بالمضيء قدماً والتحدي أبداً ومن الهلال الى البدر مكتملاً ليخيفهم .

يقتلوننا بأسم المقاومة ويذبحوننا بأسم الوحدة الوطنية ويقيمون أفراحهم على أحزاننا ويهددون ويتوعدون والصبر فينا سمةٌ أتسمنا بها وفخر يتوج رؤوسنا . ولنا صولة وجولة.

نالوا من مراقدنا ومساجدنا وكنائسنا ومقدساتنا مشاهد بشعة وممقتة ومقززة تقشعر منها الأبدان، أجسادٌ تتطاير وأشلاءٌ تتناثر ودماءٌ تنهمر كشلالات وأطفالٌ تتناثر بقاياها في الفضاء المبهم المدوي لانفجاراتٍ ليس لها حدٌ ولاند فأضفى الانسان العادي يترقب موته المحتوم ولا يدري بأي وقتٍ أو بأي فلات .... فهل أنتهينا وهل أخرست التشنجات البغيضة كلا والف كلا....

فما زال الإرهاب يتطاول على العراق ويخترق كل شيء ومحاولات كبيرة لأشعال الحرب الطائفية ولكن العراق والعراقيون قد كشفوا كل المخططات والأساليب الرخيصة وهيهات من الذلة وهيهات من الركون الى ماينصبون وما يتوخون.

شوقي العيسى

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك