المقالات

قراءة موضوعية للاداء

1095 02:07:00 2009-01-18

( بقلم : د.صائب القيسي )

لكل مؤسسة اعلامية شعارها الذي تسير عليه والذي تجعله هدفا لان الاعلام رسالة توجيه الرأي في الثقافة والمجتمع والسياسة والاخلاق فنرى قنوات مشهورة مثلا تتخذ من شعار(ان تعرف اكثر) رسالة لتقديم المعرفة بغض النظر عن هذه الرسالة نقبلها او لا وقناة اخرى تتخذ من مبدأ او شعار ( الرأي والرأي الاخر ) لافتة عريضة لها وكذلك الاعلام العراقي اليوم كل قناة تتخذ شعارا لها وربما نجد ثقافات هذه القنوات متباينة والمثقف هو من يعرف ثقافة وسياسة القناة فلدينا في العراق مثلا قنوات تصدر ثقافة الانحلال وبالمقابل هناك قنوات تتخذ من الثقافة الاسلامية منهجا ورسالة لتوجيه مشاهديها نحوها وبكل الاطياف العراقية ولعل لكل طائفة اليوم قناتها التي تعبر من خلالها عن رسالتها الاعلامية وحتى القوميات والاثنية في العراق اليوم لها قنواتها التي من خلالها تقدم الافكار والثقافة للمشاهد العراقي المستهدف حتى ان بعض الدول العربية راحت بافتتاح قنوات خاصة لاجل اهداف سياسية او اقتصادية او اجتماعية مع او ضد العملية العراقية برمتها من السياسي الى الثقافي الى الاجتماعي الى التربوي او غير التربوي فقط اعلام الدولة لم يصل لحد الان الى هذه الدرجة من الوعي فنشرة اخبار العراقية اليوم لاتجد لها نكهة ما وتسلسل الاخبار متضارب وما ان ينشب صراع ما على مستوى البرلمان حتى تنبري العراقية وحتى صحف الدولة كي تكون طرفا في النزاع ولتقف موقفا غير وطني حينا واخر تندفع باتجاه الوطني لكنها تبقى متذبذبة لا تعرف ما تفعل حتى تأتيها ربما التوجيهات من سلطة عليا فهي تفعل ما يطلب منها وليس ما هو مطلوب منها لذا نجدها متذبذبة فمرة مثلا تصفق لهذا الطرف واخرى لذاك الطرف وكأنها اعلام حزبي

 بل ربما نشهد اعلاما حزبيا اكثر حرفية من اعلام الدولة فقد ظلت العراقية طوال فترات العنف في العراق متخلفة في تقديم صورة العراق الحقيقية ولعل العالم لم يكن مايجري في العراق من تطور واختلاف لان الاعلام الحكومي كان قاصرا في تقديم ما يريد ان يسمعه العالم مع ان الاعلام العراقي عريق لان التلفزيون العراقي انشأ في الخمسينيات ولم يكن في العالم العربي اي تلفزيون سابق للتلفزيون العراقي لكن نجد ان هذا التلفزيون اليوم متخلف في كل نواحيه على الرغم من الامكانات الهائلة والاموال الخيالية التي تنفق على هذا الاعلام لكن لازالت عقلية هذا الاعلام تعمل بفكر القرون الوسطى فمثلا ولحد الان لم تستطع العراقية تقديم برنامج يجمع العراقيون على مشاهدتها او حتى مسلسل يجمع العائلة العراقية ورغم ان القناة فتحت اكثر من فضائية لكنها لحد الان لم تستطع توزيع الاعمال على هذه القنوات فمثلا القناة العامة التي من المفترض ان تلجأ اليها العائلة بتنوعها نراها اليوم حزمة من الاخبار والاحداث المباشرة المرتبطة بنشاطات مجلس النواب ورئاسة الوزراء بل ربما حتى في هذا الجزأ لم تكن العراقية ناجحة فنجد وزيرا ما يقفز على الشاشة كل يوم وربما يشاهد العراقيون لائيس الحكومة العراقية اكثر من ثلاث مرات في الساعة الواحدة اما حين يحين موعد الانتخابات فتنطلق العراقية من قمقمها للترويج لحزب واحد فقط هو حزب رئيس الوزراء بصرف النظر عمن هو رئيس الوزراء حتى اننا شاهدنا احد مقدمي البرامج وهو يخرج عن طوره ليبكي على رئيس الوزراء عند رحيله عن كرسي الرئاسة فيما مضى من الوقت ونراها اليوم تنطلق بمباشراتها المتتابعة مع رئيس الحكومة الحالية فهي لاتنقل وقائع محرم الا ان ذهب رئيس الوزراء الى كربلاء او احد طواقم حزبه وهي تتغاضى عن مشروع عملاق لان هذه المشروع افتتحه قيادي من الحزب الفلاني او الحزب الفلاني كما اننا نراها تنقل مؤتمر مصالحة صغير جدا لكنها تنسى زيارة وفد سني كبير الى ميسان والبصرة النجف ولا اعرف لماذا تكتفي العراقية بنقل المؤتمرات التي لايقال فيها الا الشعارات فيما تتغاضى عن الافعال الواقعية على الارض كما اني لا اعرف اي ثقافة تقدم العراقية والى اين تتجه بالعائلة والشاب العراقية فيوما تبتذل العراقية حتى تصل حد الانحلال الاخلاقي لتكون ( ملهى ) يكثر فيه الهياج والغناء والموسيقى ثم نراها في وقت اخر موكب جنائزي فهي يوم تقدم الوعظ بمقدم لايعرف من الوعظ شيئا واخرى تبتذل حتى انه تقدم ما هو اسوء من المسلسلات المدبلجة بعنوان حفلة او احتفال او مهرجان او اعياد وحينا نرى رئيسها يفتتح مهرجان تساق فيه كل المحرمات واخرى نرى نفس ذلك المدير وكأنه واعظ يتحدث عن الفضيلة .

الكل يشهد ان العراقية تنطلق اليوم بحملة اعلانية لرئيس الوزراء حتى وصل بها الامر ان تكون طرفا في نزاع ربما انتخابي وربما عقائدي فهي تنتصر حتى للخطأ عندما يتعلق الامر برئيس الوزراء كما تعلن جميع بيانات ذلك الحزب على شاشتها وتحجب رأي الاطراف الاخرى حتى وان كانت لتلك الاطراف حصة في الحكومة فهي مصدر من مصادر القلق العراقي اكثر مما هي اعلام حر ومحايد او سلطة رابعة فهي تساير السلطة التنفيذية في الوقت الذي يحتم عليها واجبها ان تكون سلطة مراقبة فما ان يحدث انفجار حتى تذهب الى الدفاع عن الجهاز الامني وتظل تخفي ان هذا الخرق الامني مثلا خلل يجب معالجته وبدل ان تشير الى الجاني تبقى تنتظر ما هي التعليمات الحزبية لرئيس الحكومة وفي الوقت الذي يقع على عاتقها تثقيف المجتمع نحو الانتخابات او النزاهة تذهب باتجاه ترويج حزب على اخر فبرنامجها مثلا مرشحون تقدم فيه كل المرشحين من اجل ان يسخر منهم الشارع ةتظهرهم بصورة الضعيف وكأنها تريد ان يسخفهم الشارع العراقي فيما تقدم اعضاء حزب رئيس الوزراء بصور مختلفة وجميلة وتزوقهم رغم ان الكثير منهم معروف باخفاقاته وهنا انا لا انتصر لحزب ما ولكن ارى من واجب الاعلامي الحكومي ان يكون عادلا في تقديم المرشحين بالصورة المتعادلة وبالوقت المتساوي فمن غير العادل ان يقفز مرشح ما او زعيم قائمة كل ساعة على شاشة العراقية فيما يتجاوز على حق مرشح اخر ولا تكاد العراقية حتى تنقل خبر صغير عن الاخر وكأنها تعاقدت اعلاميا مع هذا الحزب ضد ذلك الحزب ووقفت مع هذه الطائفة مقابل طائفة اخرى واما صراع القوميات على قناة العراقية فقد طفى على السطح بصورة غير مخفية فصراعات الحكومة مع اقليم كردستان صار على العراقية شيئا معلنا وكأن العراقية تحاول استعداء الكرد او دفع العراقي العربي بالحقد على الكرد فكلما انقدحت مشكلة بين المركز والاقليم تذهب العراقية نحو الدفاع عن الحكومة محقة او لا فيما تعمل على صناعة الكراهية بين هذا وذاك وتذكي المشاكل .

من هذا اجد ان قراءتي لعمل العراقية خلال الفترة المنصرمة وصل حد ان توصف بالاخفاق وان ارادت الحكومة ان تصلح رغم ان الحكومة مسرورة بما هي عليه العراقية ولكن ان فكرت الحكومة في ان تصلح فعليها ان تحدث زلزالا هائلا في قناة العراقية لان العراقية اليوم عبارة عن ركام ربما يخفي تحته مواهب كثيرة حاصرها الفكر الحزبي الضيق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك