المقالات

منظمات من الواجهية الى الوهمية

1148 05:25:00 2009-01-20

( بقلم : فراس الغضبان الحمداني )

عند تأمل تاريخ الانظمة الشمولية القمعية بكل اتجاهاتها حيث نقصد بالشمول هو الغاء الاخر والابقاء فقط على نواة واحدة كل مايحيطها من مؤسسات وكبار مسؤولين وحاشيات ومنظمات ، هي مجرد مظهرها خارجي للجوهر الدكتاتوري ، لان الدكتاتور ( الفرد او الحزب او المؤسسة والمنظمة ) هو الامر الناهي والبقية هي مستلزمات مظهرية للدولة او الحزب او المنظمة .

وهذه الانظمة كانت ومازالت تصرف مليارات الدولارات على هذه الواجهات من مؤسسات مختلفة التخصصات الشبابية والنسائية والطلابية والثقافية والاعلامية ، فمظهرها تخصص في دفاع ورعاية واهتمام ، وجوهرها تطبيل وتزمير وتمجيد للنظام وما فيها من مسميات مجرد ( أمعات ) وريبورتات بشرية مهمتها الوحيدة ان تقيم نشاطات وتخدع الجماهير كل حسب اختصاصه لكي يواصلوا الولاء للقائد الضرورة او مايسمونه اليوم ( القوي الامين ) .

وما اشبه اليوم بالبارحة ، فرغم الحرب الكونية التي دفع ثمنها شعب العراق تحت شعارات الحرية وحقوق الانسان وحتى بعد سقوط الصنم والانتقال الى عصر الرفاهية والدستور والديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني والحكومات المحلية والفدراليات والى آخر الخزعبلات ، فأننا ياسادة ياكرام أكتشفنا مجددا بأن منظمات اليوم لاتختلف عن منظمات الامس وهي ايضا واجهات لاحزاب وكيانات ودول اجنبية ومخابرات دولية ، والفرق الكبير انها اصبحت ارضا خصبة لتنشيط اللصوص والمختلسين والذين يبحثون عن ادوار ويتاجرون بالورش الوهمية ويحولون كل الدعم الدولي من المنظمات التي يتباكون على ابوابها بحجة الحاجة لتطوير قطاعات العمل في مجال الثقافة والمجتمع المدني وحرية الصحافة والدفاع عن حقوق الصحفيين ورصد الانتهاكات الصحفية ، وفي كل ذلك دعوة لفتح ( الكاكات ) ولانقصد الاخوة الاكراد وانما ( حنفيات ) الدولارات التي ( يلغفها) نكرات تسلقوا على دماء الشهداء وأثروا على حساب القضية وتزوير الحقائق .

وهذه الدمى التي تلعب ادوارا حقيرة وخطيرة قامت بجريمتين الاولى خيانة اصحاب المهنة والدجل عليهم والقبض بأسمهم والثانية خداع المنظمات الدولية من خلال أقناعها بتمويل برامج وهمية لتأهيل جيوب بعض الطارئين من النصابين والغشاشين والمحتالين المتسترين تحت الشعارات البراقة لهذه المنظمات التي آوتهم بعد ان كانوا يتسكعون في الشوارع ويحشدون الناس حول القائد الضرورة ومنظماته الارهابية .

عجبي كيف تحول النكرات والارهابيين والمتسكعين الى دعاة لحماية الحريات واحترام حقوق الانسان لان فاقد الشيء لايعطيه ، ويفترض بالمنظمات الدولية إن تتحرى عن سيرة هؤلاء وماضيهم وحاضرهم ولكن هذه المنظمات خاب أملها بالمنظمات العراقية لكثرة المرتزقة الذين استولوا على هذه المؤسسات واعتبروها مواقع للاستثمار الشخصي وتقاسموا الغنائم مع بعظهم البعض ، وطبعا حصة الاسد ( للنكري الكبير ) وحصة الارانب ( للنكرية الصغار ) .

ان هذه الكارثة الوطنية مجسدة باكثر من (15 ) ألف منظمة 99 % منها وربما اكثر من ذلك منظمات شبحية ورغم هذا فأن ما قبضته من اموال كبيرة جدا ذهبت الى جيوب هؤولاء المتسكعين ، وارتكبوا جرما ثالثا من خلال استمالتهم لبعض الاشخاص الذين لايمتون بأي صلة لاختصاصات المنظمة واعتبارهم مجرد دمى وشواخص لمليء الكراسي لكي يكتمل مشهد الورش الوهمية من خلال التقاط بعض الصور وارسالها الى المنظمة الداعمة لكي تطمئن على ان ما قامت به قد أدى الى تاهيل اعداد كبيرة من العراقيين والحقيقة انها كلها مجرد مظاهر خداعة وعمليات نصب واحتيال لاختلاس الاموال .

وازاء هذه الفضائح المتواصلة فاننا سنضطر قريبا بنشر وثائق دامغة عن كل ما ادعيناه في هذه المقالة لنضع من خلالها النقاط على الحروف ونرفع الاقنعة عن بعض الوجوه ليرى الناس حقيقتها ودجلها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د امجد العيساوي
2009-01-20
الاستاذ الكاتب احيي فيك هذه الشهامة والروح الوطنية والذي اردت من خلال مقالك هذا ان تسلط الضوء على المنظمات الربحية والوهمية والتي تجني الاموال باسم الرعاية والدفاع والاهتمام وانورك اخي العزيز بان منظمة تدعى مرصد الحريات الصحفية صاحبها البعثي الصدامي الذي كان لايخلع الزيتوني في الكرادة منطقة ابو قلام والمتطرف والموالي الى الوهابية يقوم اليوم بالنصب والاحتيال وقبض الاموال من الجهات الداعمة بحجة الدفاع عن الصحفيين وهذا المدعو زياد العجيلي الذي لايفقه بالاعلام شيئا يسرق الاموال اليوم باسم الصحافة .
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك