المقالات

الحسينية والشعائر الحسينية ومنظمات المجتمع المدني

1151 21:38:00 2009-01-20

بقلم : سامي جواد كاظم

لو تطلعنا الى حياة الائمة عليهم السلام والى توجيهاتهم الى امة محمد (ص) فاننا سنخرج بنتائج قيمة للغاية تنهض بحياتنا وعلى مختلف الاصعدة سواء كانت مادية او روحية .ومن الابواب المهمة التي اكدوا عليها هو تنظيم نشاطات الحياة ولناخذ اهم ركن قام عليه الاسلام وهي الصلاة فان الله عز وجل امر عباده من حلال نبيه وكتابه بوجوب الصلاة والصلاة لا عذر فيها ، ويجب ان ناتي بها واين ما كان ، ولكن عندما اسست لها الجوامع فالصلاة في الجامع تختلف عن الصلاة في البيت ، الصلاة كلها مقبولة ولكن في الجامع لها اجر اكثر .

اذن من خلال الجامع تم تنظيم هذا الركن المهم وانت ترى الصفوف المتراصة والتي تركع وتسجد على نسق واحد فانه منظر الهي رائع كما وان من خلال الجامع يتم الاتصال الجماهري بعضهم مع البعض من خلال صلاة الجمعة او الخطابة . الحسين عليه السلام اقترن اسمه بعمودين لهما الاثر الواضح في المساهمة لاحياء ذكره على مر العصور وهنا اود التعريج على امر مهم بخصوص هذين العمودين . الحسينية والشعائر الحسينة انا اراهما لن يحتملا العمل الخطا حتى لو كان بحسن نية او من غير قصد فهذا الامر يكون له مردود سلبي علينا لا سيما وان المتربصين الاشرار لنا يبحثون عن زلة ولا يلتفتون الى المحاسن الاخرى لهذا لابد من ان نكون حذرين باتجاه هذا الامر ولان هذا الامر له خصوصية اسمها الحسين عليه السلام .

الحسينية نصلي فيها والجامع كذلك ولكن طالما التي نصلي فيها اسمها الحسينية نراها عرضة للهجوم الناصبي اكثر من غيرها مجرد الاسم وهذا بدوره ينتقل الى الشعائر الحسينية فلانها اسمها حسينية تكون مرصودة من الحاقدين عليها والا هنالك شعائر تعيسة ومحرمة بل حتى نجسة لم يلتفت اليها احد . وعليه فاذا ما اقدم احد على تصرف يعتقد هو انه حبا للحسين (ع) ولكنه سلبي فان العيون الحاقدة تتلقف ذلك . والمعروف اليوم اذا ما ارادت مجموعة من الشبان لا يتجاوز عددهم العشرة بتاسيس موكب فانهم يستطيعون ذلك ومن غير اعتراض خصوصا في البلدان التي لا تمانع الشعائر الحسينية وحقيقة توقفت وتاملت كثيرا عندما قدم لي استبيان للاجابة عليه وهو هل تؤيد هذه الكثرة من المواكب الحسينية ؟

لو قلت نعم فاني الاحظها وامام عيني تلاصق التكيات بعضها مع البعض وكل تكية ينطلق منها صوت قارئ او رادود معين لقصيدة حسينية بحيث انك لو مررت بهم لا تكاد تفهم بيت شعر واحد نتيجة الاصوات المرتفعة والمتداخلة مع بعضها .ولو قلت كلا فاني اكون قد ساعدت الشمر على قتل الحسين (ع) اذن ما السبيل الى ذلك ؟لاترك الاجابة في نهاية المقال ولنعرج على الحسينيات ، ونحن على اعتاب زيارة الاربعين والاحظ في كربلاء ان هنالك ابنية لولا وجود لافتة عليها تدل على انها حسينية لخلتها مبان مهجورة لانها على مر السنة اجد اغلبها لا كلها مغلقة ، ودليل عدم صيانتها واهماله وتعرضها لشيء من التلف فاني الاحظ اصحابها الان يقومون بادامتها وتنظيفها استعدادا لزيارة الاربعين تواجد هذه الحسينيات في كربلاء تحديدا لانها مدينة الحسين تواجدها بشكل مبعثر وغير نظامي ناهيك عن هندسة بنائها فالبعض غير مكتمل وذلك للحاجة المادية واخر اكتمل جانب ونقص جانب اخر واخرى تجدها على مستوى عالي من التنظيم، واضف الى ذلك مستلزمات الحسينية من ماكل ومنام وتدفئة وتبريد تعد من الضروريات للزائر الكريم والتي لا تعد بالامر الصعب اليوم لولا العوز المادي .

هذه الحسينيات تقدم خدمة رائعة وجليلة الى زوار الحسين عليه السلام والله وحده يقدر اجر العاملين عليها ولكن بعثرة الابنية مع نقص الخدمات تجعلنا نقف طويلا امامها لاسيما وان خصوصيتها الحسين (ع).اذن ما السبيل الى ذلك ؟ وانا اتابع التطور السياسي في العراق فقد ظهر لنا مصطلح جديد علينا قديم على غيرنا الا وهو منظمات المجتمع المدني واسمها يوحي عليها ، ومن هنا لماذا لا تكون هنالك منظمة تسعى لادارة الحسينيات والشعائر الحسينية فقط يكون جل اهتمامها التنظيم وتهذيب الشوائب الدخيلة اولا والامر الاهم هو كيفية الاستفادة من طاقات محبي الحسين (ع) ومن الحسينيات خارج المناسبات ؟ حتى تظهر بمنظر اروع مما ظهرت عليه سابقا .

نعم لا اعتقد ان هنالك من يخالفني لو قلت ان التقدم الذي حصل في العالم لا حصة للمواكب الحسينية منه الا اللهم الانارة ومكبرات الصوت وهذه لا تتناسب وعظمة المناسبة والتي لو استطاعت الاجهزة المعنية ان تحصي الاموال والبذل الذي يقدمه محبو الحسين (ع) فانها ستقف امام ارقام مذهلة ، نعم اتذكر ايام الحصار الصدامي اللعين والمرء لا يُعتقد له البذل في تلك الايام المريرة فان مناسبة الحسين عليه السلام تجعل المرء يبذل الاموال في سبيله بل حتى والله كنت الاحظ بيوت فقيرة لا اشك انها تتحسر على قطعة رغيف الخبز اجدها تحمل الصحون وهي توزع مما استطاعت من بركات الحسين (ع) .

هذه المهمة والمسؤولية هي من مهمات كل الجهات المعنية سواء كانت حكومية او مدنية وكل الشخصيات سواء كانوا علماء او مفكرين ان يلتفتوا الى هذا الجانب المهم ، بل ونكون حتى اقتصاديا قد تحاشينا التبذير لكثير من الاطعمة التي اراها ترمى على الارصفة لكثرتها وعندها تتوجه توجيه يتناسب واسم الحسين (ع)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك