المقالات

الحسين (ع) والمنبر والاعواد وابو بكر وعمر

2966 14:50:00 2009-01-21

( بقلم : سامي جواد كاظم )

اولا من اتى مصطلح المنبر ؟ المنبر هو ما يرتقى لأجل الوعظ والخطابة، وهو مشتق من نبرت الشيء أي رفعته، وسمي المنبر لارتفاعه. وهو على أنواع فمنه الخشبي والحديدي والحجري ودرجاته متفاوتة من حيث العدد ، و المنبر هو الموضع الذي يرتقيه الخطباء وأئمة الجمعة لإيراد الخطب والكلمات من فوقه. كان المنبر موجوداً منذ صدر الإسلام .نعم صناعته كانت من اعواد فعندما يراد استهجان من استخدم المنبر استخدام سيء فيقال عنه اعواد واما كلمة المنبر هي الاصل فقد جاء عن رسول الله (ص)( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ) رواه الشيخان وهو حديث معتبر عندهم ، وعلى الطرف الاخر كما ذكرت عند اساءة الاستخدام يسمى اعواد .

وللاثبات فقد ورد في كتاب فتوح ابن اعثم 5 / 247 ، ومقتل الخوارزمي 2 / 69 : إنّ يزيد أمر الخطيب أن يرقى المنبر ، ويثني على معاوية ويزيد ، وينال من الإمام علي والإمام الحسين ، فصعد الخطيب المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وأكثر الوقيعة في علي والحسين ، وأطنب في تقريض معاوية ويزيد ، فصاح به علي بن الحسين : ( ويلك أيها الخاطب ، اشتريت رضا المخلوق بسخط الخالق ؟ فتبوأ مقعدك من النار ) ثمّ قال : ( يا يزيد ائذن لي حتى أصعد هذه الأعواد ، فأتكلم بكلمات فيهن لله رضا ، ولهؤلاء الجالسين أجر وثواب )...انتهى لاحظوا استخدمت كلمة المنبر اولا من قبل الفاسق يزيد واما الامام السجاد (ع) سماها اعواد .وكذلك عن أبي هريرة قال: ” بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين ... ثم ألقى عليا رضي الله عنه خطبته وما أن فرغ من الخطبة وهو على المنبر ...انتهى .

ومن هنا فان هنالك ممن لا يستحق ارتقاء المنبر ولكنه عاند وجحد وارتقى المنبر والشيء بالشيء يذكر فقد وردن رواية للحسين (ع) وهو يطالب الخليفة الاول او الثاني على اختلاف الرواية بالنزول من منبر جده فعندما يكون المضاف اليه الى المنبر هو رسول الله (ص) يكنى منبر ولغيره يكنى اعواد ، المهم لنذكر الرواية ونعقب فان الوهابية استشهدت بهذه الرواية على عدم عصمة الامام الحسين عليه السلام .بالرغم من الاختلافات الواردة في هذه الرواية الا اننا سنحاججهم على ما اعتمدوه من رواية واوجه الرواية هي :

أن حسين بن علي بن أبي طالب ع جاء إلى عمر بن الخطاب و عمر بن الخطاب على منبر رسول الله ص يخطب الناس يوم الجمعة فقال انزل عن منبر جدي حتى قطع خطبته قال فأخذ حسين برداء عمر فما زال عمر يجذبه و يقول انزل فلما صلى أرسل إلى الحسين فلما جاء قال يا ابن أخي من أمرك بهذا الذي صنعت قال الحسين ما أمرني أحد قال عمر أ و لو لا و لم يزده على ذلك .

وبصيغة اخرى من مصادرهم لما استخلف أبو بكر صعد المنبر في يوم الجمعة و قد تهيأ الحسن و الحسين للجمعة فسبق الحسين فانتهى إلى أبي بكر و هو على المنبر فقال له هذا منبر أبي لا منبر أبيك فبكى أبو بكر فقال صدقت هذا منبر أبيك لا منبر أبي فدخل علي بن أبي طالب ع على تلك الحال فقال ما يبكيك يا أبا بكر فقال له القوم قال له الحسين كذا و كذا فقال علي ع يا أبا بكر إن الغلام إنما يثغر في سبع سنين و يحتلم في أربع عشرة سنة و يستكمل طوله في أربع و عشرين و يستكمل عقله في ثمان و عشرين سنة فما كان بعد ذلك فإنما هو بالتجارب‏.واما في كنز العمال فقد جاءت بهذا النص (عن عروة ان ابا بكر خطب يوما فجاء الحسن فصعد اليه المنبر فقال : انزل عن منبر ابي فقال علي: ان هذا شيء من خير ملأ منا ) .

فالوهابية تتمسك برد الامام علي (ع) لابي بكر لما راه يبكي وهنا لو تمعنوا في جواب الامام علي عليه السلام لكان حجة وتوبيخ لهم ان فهموا القصد ولكن لقصر النظر وسواد القلب وخبث السريرة جعلهم يفسرون الحديث على هواهم .

واقول لكم اذا كان الحسين (ع) صغير ولا يؤخذ بكلامه فلماذا بكى ابو بكر الا يعلم انه صغير ؟ واذا كان يعلم فما سبب بكائه ؟ وعند اجابة الامام علي (ع) لابي بكر بالجواب المذكور( ان صح الحديث ) فان كان قصد الامام هو افهام الخليفة هذا الامر اذن كيف يكون خليفة ولا يعلم بابسط حديث يتناوله كل المسلمين في حينها وهو ثلاثة رفع عنهم القلم الصغير حتى يحتلم او يبلغ... اين انت ياخليفة المسلمين من هذا الحديث فاذا لا تعلمه فكيف تحكم امة محمد ؟واذا كان الخليفة يعلم فكان الامام (ع) يقول له اذن لماذا تبكي فجعل الخليفة امام امرين احلاهما حنظل .

واذا كان المرتقي لمنبر رسول الله (ص) عمر فلاحظوا رد عمر للحسين (ع) فيقول له ( من امرك ) ولا يقول له من اين اتيت بهذا الكلام او من علمك هذا او لماذا تحكي هذا مع العلم ان عمر عندما حج وتعرض لسؤال من محرم كسر بيضة نعامة وشوى الفرخ واكله فهل هو ابطل احرامه فلم يعلم الاجابة وعندما جاء الامام علي (ع) طلب منه الحل تعمد عليه السلام تحويل السؤال الى ( الصغير الغير محتلم ) الامام الحسين عليه السلام فاجاب الاعرابي وبقيت اذن عمر واقفة الى الاعلى ـ هذه الرواية عقبت عليها في مجموعة مقالاتي باستثناء الطف عن الحسين ماذا تعرف ـ .اذن عمر يعلم بماهية الحسين (ع) والى اي مدى علمه وهم يقرون له بانه من اهل بيت زقوا العلم زقا وللوهابية ان تختار اي الردود وتعقب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Zaid Mughir
2009-01-22
لو أن الوهابيين مسلمين لسلم الناس من السنتهم وأيديهم ولعنة الله عليهم الى يوم الدين انهم مسوخ وأبو تبارك اللوطي خير مثل لهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك