المقالات

هل يصبــح (2009) عـــام التعــافي الإقتصادي في العراق ...؟؟!

1122 01:34:00 2009-01-25

مقال لوزير التخطيط العراقي الدكتور علي بابان

يصعب القول إن عاماً واحداً يكفي لإحداث تحول إيجابي في الإقتصاد العراقي فمشاكلنا من التعدد والعمق والإتساع بحيث لا يكفي عام لمعالجتها فنحن إزاء إهمال عقود طويلة وأمام سياسات لا يمكن وصفها إلا أنها (مدمرة) وفي مواجهة أختلالات هيكلية متعددة الأشكال وليس أمام إختلال هيكلي واحد... إلا انه وعلى الرغم من ذلك فأن عام 2009 يمكن أن يصبح بالفعل عاماً للتعافي الإقتصادي في العراق إذا توافرت شروط معينة... علينا أن نستعين بمثال المريض بعلة معينة إذ انه بمجرد أن يشخص له الطبيب مرضه بصورة دقيقة، ويقتنع هو بأنه عثر على التشخيص السليم والوصفة الشافية ثم يبدأ بأخذ العلاج فانه يشعر بالعافية بدأت تدب في أوصاله، فلم تعد حالته سوى قضية وقت ليس إلا... وهكذا حال الإقتصاد العراقي ما أن نضع أقدامنا على الطريق الصحيح ونشرع في السير فيه حتى ندرك بأننا بتنا قريبين من الهدف فمن سار على الدرب وصل ومسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة...!!

المريض يحتاج التشخيص السليم ونحن بحاجة للشيء ذاته... والعليل يشفيه الدواء حتى لو كان مراً علقماً ونحن أيضاً بحاجة لذلك... إذن التشخيص والقرار والصبر على الدواء ومرارته التي لن تكون سوى مؤقتة هو كل ما نحتاجة؛ ليصبح بعدها عام 2009 نقطة فاصلة في التاريخ الإقتصادي العراقي...علينا أن نتذكر بأن أي علاج يحتوي شيئاً من الألم ولو لثوان.... وإن أي ولادة جديدة تترافق بآلام المخاض... وفي كلتا الحالتين إن كان للألم مسكن فإن العلاج أيضا يمكن أن يستخدم له بعض المسكن، والمسكن الذي نقترحه لتخفيف نتائج وصفة علاج الإقتصاد العراقي هو حزمة من السياسات والإجراءات تعكس مفعول القرارات المؤلمة أو تخفف من تأثيرها حتى يكتمل العلاج وتبدأ الثمار بالظهور ويتم التعافي.... بداية المبتدأ علينا أن نقر بأن هناك أختلالاً هيكلياً في القطاعات الإقتصادية.. ومثله في العمالة... ونظيره في الأجور... وشبيهه في العرض والطلب... وقبيل ذلك ما بين القطاع الخاص والحكومي.... وعلاج هذه الإختلالات لن يأتي بوصفات ثورية... وجراحات مستعجلة.. ولكن الولوج إليه يأتي من خلال سياقات متدرجة مدروسة وناضجة تقلص الألم بأكبر قدر ممكن...

القرار... والإرادة السياسية التي تقف وراءَه مهمان للغاية، فعندما تتخذ قراراً ينعكس على الإقتصاد فإنك قد تصطدم بشبكات مصالح تدافع عن النموذج القديم، وعندما تعتمد سياسة ذات تأثير على شعبية السياسي وقبوله فإن المرء عليه أن يتوقع الكثير من التردد والتوجس قبل إتخاذ القرار، لكن السياسي الواعي وصاحب القضية هو الذي يجرؤ على إتخاذ القرارات الكبيرة وهو الذي يحوز ثمراتها ومكاسبها في آخر المطاف، وقد يجد الكثير من النقد في البداية ولكنه سيفوز بالعظيم من الثناء في أخر المطاف، ومن المؤسف أن معظم الساسة في العراق يفضلون المكاسب الآنية والقريبة على النجاحات الكبيرة والبعيدة المدى، وهذا ضرب من قصر النظر وضعف التجربة السياسية.

الرأي العام العراقي له دور كبير ويستطيع أن يضغط في الإتجاه الصحيح ولكنه مع الأسف يفضل - هو الآخر - المكاسب الظرفية على المصالح المستقبلية بالإضافة إلى محدودية الإطلاع على المسائل الإقتصادية بأبعادها المختلفة، لكن هذا الوضع يجب إعتباره تحدياً وليس أمراً واقعاً ولا بد من التصدي لمهمة إستنهاض الوعي بالمسائل الإقتصادية لدى الجمهور العراقي وتعريفهم بالحقائق الموضوعية المتعلقة بالإقتصاد العراقي...عام 2009 يمكن أن يصبح علامة فارقة في مسيرة الإقتصاد العراقي... ولكن لنبدأ بالتشخيص والتوعية.. والدفع باتجاه القرار السليم... وحشد الرأي العام وتوعيته.. وهذا ما نحاول أن نعمله ونعتبره نحن ( قضيتنا الإساسية ) في (الأوقات العراقية)...

علي بابان وزير التخطيط العراقي - نشر في مجلة الاوقات العراقية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك