المقالات

رحل محفوظ...فمن يعتني بالبقية؟

1071 14:06:00 2009-01-25

( بقلم : علي الخياط )

رحل منذ بضعة ايام المؤرخ والمفكر الكبير المرحوم حسين علي محفوظ ...في داره المنزوية في زقاق من ازقة مدينة الكاظمية المقدسة والتي ترعرع في حاراتها حتى غدا واحدا من رموزها الفكرية وشاهدا على تحولاتها التاريخية والسياسية ،عن عمر قضى شطرا كبيرا منه في البحث والقراءة.. وذاكرة تزخر بالابداع والمثابرة والانجاز. 

ألف العلامة وشارك في اكثر من 1000كتاب وبحث في مختلف مجالات المعرفة والعلم والترجمة والتحقيق والمعاجم والقواميس والانساب ،وحصل على الكثير من الاوسمة والشهادات التقديرية والعضوية للعشرات من المجاميع العلمية ومراكز البحوث العربية الاسلامية.محفوظ يعد من العلامات الفارقة في الثقافة العراقية والعربية،تعرض خلال حكم النظام البائد للتهميش و الاقصاء لكن ذلك لم يمنعه عن الاستمرار في التأليف والبحث والكتابة في ذاكرة الوطن بصورة اكبر واشمل.

رحل العلامة (محفوظ) الا ان نتاجه العلمي والفكري مازال قائما في ارثه الفكري،وكم كنا نتمنى ان يكرم الشيخ محفوظ على عطاءه الثر طيلة سنوات حياته وتعويضه عن الحرمان الذي لاحقه طائفيا. ولد محفوظ في الثالث من أيار عام 1926 بمدينة الكاظمية في بغداد من اسرة عرفت بالعلم والادب والمعرفة. وتعود جذورها الى قبيلة بني اسد العربية،وامه علوية من ذرية الرسول (ص) وكان ينادى بالميرزا.

درس وتخرج في دار المعلمين العالية (آداب 1948) ونال دكتوراه في الاداب الشرقية (الأدب المقارن) 1952. شارك ومثل العراق في عشرات المؤتمرات العالمية والاستشراقية والندوات والمجالس العلمية والحلقات الدراسية والمهرجانات الأدبية في العراق والبلاد العربية منذ سنة 1954.. وتقديرا لإبداعاته نال (وسام الثناء) في الثقافة 1957 و (وسام إقبال الذهبي) 1987 ، ورشحته جامعة بغداد لعدة جوائز علمية وعالمية، وهو الأستاذ الأول في كلية اللغات 1993، والأستاذ الأول في جامعة بغداد 1993 وأستاذ متمرس 1995، وقد تخرج عليه ثلاثون جيلا.. انجز د. محفوظ ما يزيد عن 1500 مؤلف وفي مختلف الاتجاهات ما بين كتاب ورسالة ودراسة وبحث، وشارك في العديد من المؤتمرات العربية والعالمية، ونال العديد من الالقاب، منها (أستاذ المستشرقين)، (الأستاذ الأقدم)، (شيخ العطارين والصيادلة)، (شيخ التراث)، (المصدر الكبير)وغيرها من الالقاب العلمية والادبية..

 وكان لمحفوظ مجلس ادبي يعقده كل يوم ثلاثاء في مسكنه وهو من اهم المجالس الادبية في بغداد وتحضره العديد من النخب الثقافية والادبية والفنية،رحم الله العلامة الكبير وهذه دعوة مخلصة لكافة مؤسسات الدولة الثقافية منها خاصة لتعتني بالعلماء والمفكرين وعلى الاقل من بقى منهم وتكرمهم في حياتهم ،لابعد رحيلهم الى العالم الاخر لاننا امة تحب تكريم المبدعين ،الا بعد وفاتهم ولنا شواهد كثيرة على ذلك!فيا حبذا ان تأخذ وزارة الثقافة بيد المبدعين والمثقفين وترعاهم وتنصفهم في حياتهم قبل لحيلهم،ونحن لمن المنتظرين؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك