المقالات

أحرجتنا يا حزب الله!

2099 02:48:00 2006-08-12

بقلم: مصري

أحرجتنا يا حزب الله.. منذ سنوات طويلة اعتقدنا أن الأمور هدأت لصالح موتنا الأبدي، واستسلامنا وامتثالنا لخيار السلام الاستراتيجي، والتسوية السياسية التي تعطينا بقية من بقايا فتات اليهود..! احرجتنا يا حزب الله، فقد نسينا الحرب وأيام الحرب، وادمنا حالة الانتظار الأزلي لمجدد العصر او المهدي المنتظر.. أو عودة المسيح، ارتخت عضلاتنا واحترفنا خيار اللهاث وراء خبز يومنا وكفافنا من الحياة الدنيا، بكل ما فيها من "دنية" ودونية وأدنى... أحرجتنا يا حزب الله، سرقت منا نومنا اللذيذ على فراش الاستسلام، أو السلام لا فرق، وتسليمنا بقوة وجبروت عدونا، فشطبنا من قاموسنا مفردات القتال والنزال، وبيانات سير المعارك، وسرحنا بقية باقية من "فوتيك" وتحولنا إلى معارك "التعمير" والعمران وبناء الاقتصادات (وليتنا أفلحنا!) حولنا خطوط إنتاجنا كلها إلى الجانب المدني، فلا فائدة ترتجى من نزال عدو رهيب عملاق لا تطوله قاماتنا القزمة، ولا أيدينا المغلولة..!! شطبنا، مع تشديد الطاء، وانتهت مواسم الرجولة والعنفوان والكلام الكبير الذي لعلع أيام الستينيات بعد أن تحول إلى وكسات ونكسات وانتكاسات، صدقنا تماما أنه "مفيش فايدة.. غطيني يا صفية" على حد تعبير سعد زغلول، بل إننا لم نجد الغطاء حتى، فبتنا في العراء ملتحفين السماء مفترشين الأرض: ربنا كما خلقتنا.. ملط.. زلط! أحرجتنا يا حزب يا مجموعة من الرجال القلة، عددا وعدة، بعد أن شاغلتم أقوى قوة في المنطقة العربية، وجعلتم منها مسخرة عسكرية، لأن أصبح لزاما عليها أن تدفع مقابل كل متر تحتله دما ودبابات ورجالا وكرامة وكبرياء، أحرجتمونا والله بعد أن تقهقرت أمام هذه القوة جيوش جرارة مكتنزة بالفشك والتعبئة القومية والكلام الكبير، فخسرت في ست ساعات ثلاثة أوطان، بعد أن خسرت من قبل حلما كبيرا بالاستقلال الكبير! أحرجتمونا يا أيها الشباب الأغرار بعد أن اكتشفنا أننا كنا نائمين على مخدات وفرش من الأكاذيب والأوهام التي سوقوها لنا باعتبارها حقائق دامغة لا تقبل المراجعة، احرجتمونا أيما إحراج بعد أن اكتشفنا أنه لم يزل بين ظهرانينا رجال قادرون في غفلة منا على المناجزة والانتصار وإلحاق الإذلال والانكسار بعدونا، صحيح أن الثمن من ضحايانا المدنيين كان مذهلا وجارحا، لكننا كنا ندفع هذا الثمن دون أي انتصار، أفلا ندفعه الآن مع شيء من الانتصار أو التجديف على تخومه على الأقل؟؟ كنا نموت بشكل مجاني على كل حال، حتى قال شاعرنا محمود درويش" منكم السكين ومنا لحمنا، وقد آن للحمهم أن يُفرم هو أيضا، وأن نمسك السكين ولو على سبيل التجربة فحسب! لكل هذا..احرجتنا يا حزب الله، واحرجتنا أكثر لأنك من مذهب آخر، حتى انك فتحت المجال للمتقولين أن يجدوا "عذرا" للتبرؤ من النصر.. لأسباب مذهبية!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك