المقالات

طائفية العرب وعبقريتهم .....النفيسي مثالا

1788 15:55:00 2006-08-12

بقلم: حسن علي الأسدي

خلال لقائه التلفزيوني مع فناة الجزيرة تحدث الدكتور عبد الله النفيسي مبديا وجهة نظره واحاسيسه ومشاعره تجاه ما يجري في الشرق الأوسط وأحداث الحرب في لبنان وانعكاساتها المحتملة وكان متفقا مع وزيرة الحارجية الامريكية في ظهور شرق اوسط جديد الا انه يعتقد بانه سيكون شرق اوسط مختلف عما تتمناه ((حمالة الحطب)) حسب تعبيره عن كوندليزا رايز وزيرة الخارجية الامريكية، وربما نسى الدكتور النفيسي او تناسى بان دولة ((حمالة الحطب)) هي التي اخرجت القوات العراقية من الكويت في حرب الخليج الثانية عام 1991 بطلب من حكومته وموافقة الدول العربية الاخرى ولا يخفى انها الحرب التي بدأت بها الولايات المتحدة الهيمنة ودخل من خلالها العالم بالقطبية الاحادية ولا ادري هل نسي الدكتور النفيسي بان الولايات المتحدة اسقطت صدام واحتلت العراق عن طريق بلده الكويت في حرب تحرير العراق والتي كانت تقاد من الدولة التي استضافته وهي قطر وليس بمستور بان طروحات الشرق الاوسط الجديد ومن قبله الكبير جاءت بعد احتلال العراق او تحريره، ثم تحدث الدكتور النفيسي كيف ان الصمود في جنوب لبنان اعاد الامة العربية الى المرحلة التي عاشتها في الخمسينات والستينات من القرن الماضي مرحلة الشعور بالإحباط الذي يدفع الى الامل حسب وصفه، وهي مرحلة الانقلابات وتغيير الانظمة التي كانت قائمة، ولا ادري هل شعر النفيسي بنتائج تلك الانقلابات، وهل الواقع العربي الراهن ليس سوى امتداد لتلك الانقلابات التي ما زال منفذوها هم الحاكمون والذين غيروا طبيعة الحكم الجمهوري باختراعهم حكم جمهوري يورث فيه الحكم من الاب الى الابن كما حدث في سوريا وما يبدو انه حاصل في مصر. بعدها دار الحديث عن الحركات الاسلامية المشاركة في الحياة السياسية وذكر الاخوان المسلمون وحزب الله وحركة حماس، وعندما تحدث النفيسي عن حركة حماس توجه الى الولايات المتحدة قائلا ما مضمونه ان لم تعجبهم حركة حماس التي جاء بالانتخابات فان البديل هو القاعدة ولا ادري ما هو الجيد والمشرف بان تختار الشعوب العربية نموذج القاعدة وما هي افعال القاعدة التي تستحق ان ينجذب اليها الراي العام العربي اذا كان ذو راي سديد هل قتلهم المدنيين الابرياء وقطع رؤوسهم كما يفعلون في العراق ام تكفيرهم لكل من لا يوافقهم الراي وهل نسي الدكتور النفيسي بان الولايات المتحدة وبمساعدة الحكومات العربية هي التي انشات القاعدة بغطاء ديني لمحاربة الكفار في افغانستان، ثم ان اختيار نموذج القاعدة هل سيضر الغرب ام الذين يختارونه واترك الاجابة الى ما حدث في افغانستان والعراق فالولايات المتحدة تستطيع ان تدمر من يختار نموذج القاعدة وتتركه يعيش في كهوف كما هوحال بن لادن، والملفت خلال المقابلة ان الحديث عندما دار حول الدور الايراني تغيرت نظرة الدكتور النفيسي، فلا يخفى ان ايران لها الدور الابرز في دعم وتقوية وتسليح وتدريب حزب الله كما انها الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط و العالم الاسلامي التي تجاهر بعدائها للولايات المتحدة الامريكية وتدعم حركات المقاومة في فلسطين ورئيسها يطالب بزوال اسرائيل لكن هذه الدولة والتي يجب على النفيسي ان يعتز بوجودها وما تمثله من تحد للولايات المتحدة وما تملكه من نموذج في الحكم بعيد عن الارهاب يجب ان يجهلعا مثال يحتذى به الا انه اعتبر ان ايران متحالفة مع الولايات المتحدة في العراق الذي يعتبر النموذج الامريكي للشرق الاوسط الكبير او الجديد لا يوجد سبب يفسر موقف الدكتور النفيسي الا انه طائفي ودل ذلك عندما ذكر بانه من اهل السنة وان المملكة العربية السعودية هي حامية ابناء السنة والجماعة، وطالما ان ايران شيعية فهي لا تعجبه مهما كانت معادية للولايات المتحدة. ويمكن القول في خاتمة الحديث ان النخب المثقفة العربية من امثال الدكتور النفيسي تشعر بالاحباط لانها ترى بان الشيعة في الوطن العربي او العالم الاسلامي قد اخذوا زمام المبادرة بالمقاومة وايجاد النموذج الذي يحتذى به مثل حزب الله فيما عجزت دولهم على مدى نصف قرن من الصراع مع اسرائيل الى ايجاد هكذا نموذج بالرغم مما يملكونه من ثروات واحتياطيات عملاقة من النفط وهذا الاحباط- وبسبب طائفيتهم- يدفعهم الى اتخاذ هذه المواقف الازدواجية بين الحركات السنية كحماس والاخوان والقاعدة والدولة الشيعية وهي ايران .حسن علي الاسديالبريد الالكترونيhasasady82@Gmail.com
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك