المقالات

الى شبكة الاعلام العراقي ... لاتصنعوا طغاة جدد

1298 13:46:00 2009-01-30

( بقلم . علاء الموسوي )

مازلنا الى يومنا هذا نعزو جميع مصائبنا ـ كعراقيين ـ وطيلة الحقبة الزمنية التي حكم بها نظام البعث الى الطاغية صدام ، ولم.. ولن نعترف يوما باخطائنا الكارثية التي نصّبت صدام على رقابنا، حتى وصل حالنا الى تبجيله حد الالوهية. الفرد صنيعة المجتمع (كما يذهب اليه د. علي الوردي)، فهو ينشأ ويترعرع حسب المفاهيم والمساحات التي تتيح لشخصيته التفاعل مع معطيات المجتمع في الاندفاع نحو الخير او الشر. لم يتجرأ منا احد في حمل لواء معارضة الطاغية صدام واسلوبه الهمجي الدكتاتوري.. حتى الذين دخلوا هذا المعترك المحفوف بالمخاطر والموت العسير اتهموا من قبلنا بالعمالة والخيانة للدين والوطن. كل شرائح المجتمع العراقي اشتركت في صناعة طاغية دموي مستبد اسمه (صدام). ولعل الاكثر الغالب في تحمل تلك المسؤولية هم الاعلاميون والمثقفون والنخب، فسجلهم حافل بالمدح والثناء والتبجيل الى حد قاب قوسين او ادنى من مقام التنصيب الالهي على البشر. وعلى الرغم من انقلاب المعادلة وطي صفحة الحزب الواحد ودكتاتورية الرأي وعصا الدم الغليض. مازل البعض (من اعلاميي الشبكة العراقية) تواقين لعراق الصنم والمسمى، واختزال هوية شعب بشخص يقلبها كيف يشاء... عراق المالكي والجعفري والبولاني ...

تسميات للاسف ما زالت تروجها شبكة الاعلام العراقي في فضائياتها وصحفها ومجلاتها. لايحتاج المالكي او الجعفري اوالبولاني .. او اي شخصية سياسية وطنية اخرى، ان نقرن العراق باسمه، فلربما يتحول هو الاخر من وطنيته الى حب التسلط والدكترة بسبب ما نرفد اليه من ايحاءات ومسميات ما انزل الله بها من سلطان. ولعل عقدة (البعض) واندفاعه اللامحدود نحو كرسي الحكم، هي بسبب ايحاءات البعض من المثقفين والاعلاميين لهذا الرجل الذي لم يفارق اطنابهم الى يومنا هذا في مجالس وليالي السمر الفاخرة في المنطقة الخضراء. التحولات الكبيرة وفرضيات الواقع العراقي الجديد في عام 2008 وعامنا الحالي، لم يخلقها احد بشخصه وامكانياته الفردية. بل هي حصيلة التوافقات الوطنية لمسار العملية السياسية وتحقيق مقومات الشراكة والتعددية في الحكم والمشورة. لا احد ينكر المنجز السياسي والامني لبعض الشخصيات، ولكن ليس من الصحيح ان نشخصن الانجازات في عراق الجميع وحكومة الوحدة الوطنية.

مانأمله هو ان تسود العلاقة بين النخب والمثقفين مع اصحاب السلطة والحكم، بعيدا عن التوظيف والتبجيل الذي يؤدي الى الانتحار الاعلامي والسياسي بعين الجماهير، وان تأخذ مساحة القرب في التفاعل نحو النصح والارشاد وتقديم المعلومة الصادقة والمعبرة عن حاجة الشعب وتطلعاته. وعلى اعلام الشبكة العراقية ان تكون قدوة في ذلك التفاعل النخبوي مع اصحاب السلطة والقرار، وان لاتنسحب لمطامح البعض من التزلف لذلك المسؤول او التقرب لمنصب معين، فالمنصب يتغير واثر الكتابة يبقى لايزول في اذهان المجتمع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ياسين
2009-02-04
اذا كانت العراقيه تكتب كذب فمن الممكن ان تهاجمها هي شخصيا اما اذا كتبت الصحيح فلم كل هذا التطاول على الاسياد وهم اسياد سواء قبلت او ابيت . ارجو ان تتقي الله فيما انت تكتبه وتحترم الناس والمهنه .وارجو من الناشر ان لا ينصف وينشر المقال وشكرا
أبو علاوي
2009-01-30
بسمه تعالى المقاله تستحق التدبر والتفكر والتعبر فهي واقعية البشر وكما يقول المثل نفخوا ونفخوا الى ان صار منطاد وطار قال الوالد الاجل وكان يكتب المهم ويعلقه للقراءه والتفكر رأوا الملوك يدخلون الجنه والملالي يدخلون النار فاندهشوا وطلبوا التفسير والتعليل من الحكماء الجواب دخل الملوك الجنه لتقربهم واستشارتهم الملالي الفاهمين المتجردين ودخل الملالي الدجالين النار لتقربهم وتخضعهم الى الملوك وكم نحن سعداء ان نرى التقرب الى الحكماء الطيبين المتجردين من زخارف الدنيا سنة سارية عندنا فلمزيد
الدكتور شريف العراقي
2009-01-30
لاشك ان شبكة الاعلام العراقي تعد من الشبكات الاعلامية العربية المرموقة والاكثر نزاهة. وما التوضيحات المذكورة في المقال الا نقاط يمكن ان تستفيد منها الشبكة لكراهية الشعب للمركزية والدكتاتورية
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك