المقالات

الفيدرالية في العراق في ميزان القادة ورجال القانون

2217 18:08:00 2006-08-12

( بقلم محمود الربيعي )

في غمرة الصراع بين التيارات المختلفة برزت فكرة الفيدرالية لتكون حلا مبكرا للاكراد في الشمال وحلا للشيعة في الوسط والجنوب... وهناك طروحات مختلفة للفيدرالية في نظر القادة الميدانيين، ورؤى تعبر عن حرص كل منهم في اختيار الصالح منها... ولقد وجدنا انه من الافضل ان نبين هذه الاراء والتصورات لتحديد رؤية واضحة لمستقبل العراق والعراقيين... ولقد سمعنا اراء قانونية في هذه وتلك، ولاباس بعرض مبسط لها.فالراي الاول: وهي الفيدرالية التي تنضوي تحت لواءها مجموعة من المحافظات.

ولو سلمنا جدلا ولادة فيدرالية ذات مجموعة كبيرة من المحافظات في الجنوب فما هي اوجه التحفظات منها؟... يبدو ان بعض القادة الميدانيين من الشيعة والقانونين ينظرون الى خطورة مثل هذه الفيدرالية وخصوصا اذا اتخذت طابعا شيعيا لانها ستتعرض الى فتن وابتلاءات لاحصر لها وستحاط بالخصوم والمضايقة على المستوى الامني والاقتصادي والسياسي من قبل الدول العربية وبالخصوص الاقاليم المتاخمة لها وخصوصا في الوقت الذي لايمكنها ان تحتمي بقوى هي بالاساس معرضة لشتى المضايقات والتي لاتتمتع بقوة عسكرية وامنية ظاهرة ولو فكر الحكم الفيدرالي بالانفصال فانه سيتعرض الى ضغوطات داخلية وعربية واقليمية ليست بالحسبان وستقع في فخ الفيدرالية الضعيفة وحالة الانفصال الاضعف ، فالبعض يرى ان هذا المشروع يستجيب لارادة الدول الكبرى ومن يساندها لاضعاف قوة الشيعة وحصرهم في بقعة غير محصنة.وهناك بعض قادة الشيعة يعبرون عمن يرى ان فيدرالية المجموعة قد تولد نظام حكم دكتاتوري في الوسط والجنوب ذات ضرر على التوجه الديمقراطي العام ، وهذا الراي معرض الى المناقشة... فهل ستوفر فيدرالية المجموعة الاستقرار وهل سيستطيع قادتها توفير الامن وايجاد التحالف الدولي والتاييد الدولي لاقامة هذا المشروع وكذلك في حالة الانفصال وهل ان الظروف الدولية والجغرافية والسياسية مهيئة لقبول مثل هذا المشروع وفي حالة وجود حليف فهل يمكن له ان يؤمن الاستقرار في المنطقة ام انها ستاخذ وضع المقاوم للكثير من الخصوم الذين يحيطونها! وهل تكفي النوايا الحسنة للقادة والاخلاص للمشروع الفيدرالي للنجاح وتحقيق الامن في الوسط والجنوب؟ الراي الثاني: فيدرالية المحافظات: حيث يرى قادة اخرون ان الفيدرالية الافضل هي فيدرالية المحافظات.على اساس ان هذا المشروع ليس له صبغة طائفية ولن يخلق له الاعداء... لامن الداخل ولا من الخارج وسيكون مقبول عربيا واقليميا واسلاميا لانه سوف لن يتقاطع مع الخطوط العامة لسياسات المنطقة ، ولن يكون مشروعا طائفيا، ولن تحتاج المحافظات الى حماية الدول الاقليمية المجاورة بالاضافة الى انه سوف لن يتلون بلون الدكتاتورية وسوف لن يسمح لحدوث حالات انفصال. واما رجال القانون: فقد اكدوا ان افضل حالات الفيدرالية للوسط والجنوب هي فيدرالية المحافظات فهي تحقق قدرا معقولا ومعتدلا من التوازن في وضع صعب كوضع العراق ويحقق نوعا من انواع الاستقرار والعراق في امس الحاجة له وسوف يحمي الحقوق بسلطة القانون العام وبسياسة مركزية دستورية وبرلمان دستوري يمارس الديمقراطية بوجه من الوجوه التي تحمي الوحدة الوطنية وتسمح بالمشاركة الواسعة لجميع اطياف الشعب العراقي.ونحن نقول ان مايهمنا اولا واخيرا هو ان نحمي حقوق المواطنين بحماية ارواحهم وممتلكاتهم بالشكل الذي يؤمن لهم حقوقهم الدستورية دون مماس بحريتهم ومعتقداتهم وارائهم على ان تتحقق ارادتهم من خلال اختيارهم لاسلوب الحكم واختيار ممثليهم وقادتهم ويحقق امنهم والعدل لهم ليعيشوا سعداء مع اخوتهم داخل الوطن الواحد وكلما قلت التجزئة وتوحدت الصفوف هزمت المشاريع التي تسعى للهيمنة عليهم وقل تعرضهم لضربات اعدائهم واصبح من اليسير تحقيق الاستقرار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك