المقالات

(( أقلام عراقية وعربية تكتب للقلب الصهيوني ))

1339 00:44:00 2009-02-08

بقلم: حميد الشاكر

________

بعد وقوع تقريبا كل الاقنعة في عالم مابعد العولمة ، ورفع الغطاء عن كل ما كان محرّما البوح به ، وصلنا الى اليوم الذي يكتب فيه الكلّ العراقي والعربي...... بكل شفافية وصراحة والى حدٍ كبير بوقاحة أيضا عن ماهية توجهات كل صاحب قلم سياسية او دينية او ايدلوجية او غير ذالك ، وهانحن ومن خلال الشبكة الانترنيتية العالمية التي فرضت العالم على الفرد بكل مافيه ندخل على المواقع العالمية المفتوحة لنرى مقالا ينشر هنا في قلب العالم العربي ولكن بتوجهات أستعمارية وخدمة للهيمنة الخارجية ، ومقالا هناك يكتب بأقلام عراقية ولكن بتوجهات صهيونية وخدمة للهيمنة العنصرية الاسرائيلية على منطقتنا العربية والاسلامية !.والحقيقة ان هذه الاقلام التي نشير لها على اساس انها طابور خامس داخل الوطن العربي والاسلامي لم تعد أصلا بحاجة الى ذكر أسمائها والتنويه الى شخوصها المتواضعة الثقافة على الحقيقة بعدما تكفلت المواقع الصهيونية نفسها لكشف تلك الاسماء من خلال تبني مقالات هذا الطابور الخامس على صفحات مواقعها الانترنيتية الرسمية وغير الرسمية ، فما هي الا لمسة من خلال عالم الشبكة العنكبوتية لتجد نفسك أمام موقع رئيس دولة الصهاينة ، أو أمام موقع وزارة الداخلية الاسرائيلية ، أو امام موقع جهاز الشاباك للامن الداخلي الصهيوني او امام الموساد الصهيوني أو امام الصحافة العبرية العربية ..... الخ ، لترى العجب العجاب !.ترى في مواقع الصهيونية العالمية الرسمية الحكومية والاخرى الصحفية وكذا الفنية ....أسماء ومقالات عربية وصحف مفضلة للكيان الصهيوني الدخول عليها ، ومواقع انترنيتية يرى فيها كيان العدو الاسرائيلي انها مواقع يمكن اعتبارها تمثل وجهة النظر الصهيونية السياسية والايدلوجية لمنطقتنا العربية والاسلامية !.(( جريدة الشرق الاوسط ، صحيفة إيلاف ..... الخ من اهم الصحف العربية المرّوج لها صهيونيا للقراءة عالميا دعما لوجهة النظر الصهيونية ، البغدادي في الصحف الكويتية سيار الجميل في المواقع الانترنيتية .... الخ من الكتّاب المحبوبين لدى القارئ الاسرائيلي في الداخل الصهيوني ، نانسي عجرم وعادل امام هذه الايام من أهم شخصيات الفن العربي للترويج الاعلامي الصهيوني ، ابو الغيط ياسر عبد ربه شخصيات سياسية ترى مايراه الكيان الصهيوني ، قناة العربية الفضائية ..... وهكذا )) وهكذا القائمة تطول مع الاسف للكتاب وللفنانين وللسياسيين وللقنوات الفضائية .... التي ترى اسمائهم متلالأة في مواقع الصهيونية العالمية الجديدة التي يبدو انها بنت خلال هذه الفترة الطويلة من تواجدها في منطقتنا العربية والاسلامية خميرة من الطابور الخامس الجيدة داخل نسيجنا الفكري والادبي والسياسي والاقتصادي الذي وصل (هذا الطابور) الى مرحلة كشف المستور واللعب في وضح النهار ضد مصالح الاوطان العربية والاسلامية تزلفا وتقربا للقلب الصهيوني المليئ بالقسوة والعنف !.لكنّ الغريب العجيب في ظاهرة الاقلام العراقية والعربية الصهيونية او المتصهينة هذه الايام هو ليس ان هذه الاقلام تكتب كل مامن شأنه ان يكون غير وطنيا ولا اسلاميا فحسب ، أو ان هذه الاقلام تقدم خدمة مجانّية للايدلوجيا الصهيونية بلا حتى مقابل مادي من كيان الصهاينة من بني اسرائيل ، .... بل ان الغريب العجيب في ظاهرة الاقلام المتصهينة الجديدة انها لاترغب من تقديم كل هذه الخدمات الثقافية سوى القرب فقط من شغاف القلب الصهيوني عسى ولعل ان يرضى عنهم هذا القلب !.في الماضي كان العملاء يجندّون من خلال استغلال تطلعاتهم السياسية او حاجاتهم الاقتصادية ... التي تدفعهم لبيع ولاءاتهم الوطنية والسياسية لدول الخارج ، أما كون الطابور الثقاقي العراقي والعربي الخامس الجديد الذي ترّوج لهو ماكنة الاعلام الانترنيتية الصهيونية اليوم ، فهو من صنف الولهان حبّاً في الصهيونية العنصرية المحتلة للارض العربية ، فهو لذالك تراه مستغرب حول : لماذا تنتخب مقالاتي من بين المقالات العراقية والعربية لتنشر على صحف ومواقع الانترنت الرسمية وغير الرسمية الصهيونية ؟.وهؤلاء المساكين لايدركون انهم وصلوا الى مرحلة المسخ العاطفي تماما بحيث ان اقلامهم اصبحت تكتب بلا شعور كلما هو قريب للقلب للصهيوني ومتماهي مع التوجهات الصهيونية ومصالحها الاستعمارية في منطقتنا العربية هذه !.ان مَن يرغب ان يدرك ماهية الاقلام العراقية والعربية المتصهينة هذه الايام المكشوفة للعيان والتي لم تزل مستترة فماعليه الاّ ان يضع امامه الاولويات الصهيونية السياسية اليوم في توجهات الكيان الصهيوني ، ليرى كيف ان نفس هذه الاولويات الصهيونية السياسية هي نفسها التي توجه اقلام الطابور الخامس الثقافي العراقي والعربي في الكتابة والتأمل لتكتب لنا مقالات او تقارير الوضع الراهن العراقي والعربي !.فمثلا : امتلاك قوّة ردع عسكرية عربية او اسلامية ممنوعة في قاموس الكيان الصهيوني القائم ، ونفس هذه الاولوية ستجد انها من ضمن الاولويات المتحركة للقلمالعراقي والعربي المتصهين الذي يرى ان كل قوّة عراقية او عربية ماهي الا عبث وارهاب واستنزاف للاقتصاد ومن ثم بناء للدكتاتورية حسب مايطرحه القلم العربي المتصهين !.وكذا اي حديث عن ضرورة مقاومة الاحتلال كذالك هي مؤشر خطير في اولويات الاجندة الصهيونية التي ترى فيها تهديد حقيقي لوجودها الاستعماري ، وهكذا ايضا القلم العراقي العربي المتصهين يرى في روح المقاومة الفلسطينية على التحديد والعربية بصورة عامة ماهي الا حركات عنف وقتل .... الى باقي المفردات التي تحاول التماهي والعزف على اوتار القلب الصهيوني الشغوف بسماع كلمة ارهاب وهي تنسب للمقاومة في فلسطين !.ولا ننسى اولوية الاجندة الصهيونية التي ترى في حركات الاسلام الحزبية والشعبية التي تناهضها العداء ، على اساس ان الصهيونية مدركة تماما ان الروح الاسلامية ان تركت تُعبّر عن ذاتها بكل حرية فسوف لن يكون هناك مكان للغطرسة الصهيونية في هذه المنطقة ، ولهذا اطلقت الصهيونية : الراديكالية والتطرف والاسلام السياسي .... كمصطلحات لدحر الطاقة المعنوية والروحية الهائلة للاسلام في هذه المنطقة إن اُريد توجيهها بصورة صحيحة ضد الاستعمار والظلم والقهر الصهيوني لعالمنا العربي !.وهكذا يأتي دور الطابور الخامس الثقافي والسياسي العراقي والعربي ليكتب عن خطر الاسلام السياسي ، وتطرف الراديكالية الاسلامية ووجوب فصل الدين عن الدولة في الدول العربية والاسلامية فحسب ....... خدمة لهذا التوجه الصهيوني الذي يرى الموت قادما على جناح الاسلام ان ثنيت له الوسادة ووظّف بشكل انساني ووحدوي وعربي صحيح !؟.نعم لانريد ذكر الخطر الايراني والامتداد الفارسي في الاجندة الصهيونية الاعلامية والسياسية كأولوية ايضا من خلالها يعزف القلم العراقي والعربي المتصهين اعذب الالحان للقلب السامريّ الاسرائيلي المحتلّ لفلسطين ليكتشف اللبيب ماهية الاقلام المتصهينة في عالمنا العربي بصورة عامة ووطننا العراقي بصورة خاصة ، ولكنّ يكفي كل قارئ ان يدرك ويعرف ويعلم الاولويات السياسية الصهيونية ليدرك فيما بعد اسماء وشخوص وصفات .... كتّاب التصهين العربي والعراقي الجديد ، وكيف انهم يدركون الخطوط العامة القصيرة التي توصلهم لشغاف القلب الصهيوني المسخ فيبدأوا بالعزف ضد الاسلام السياسي طبعا باسم التقدمية ، وضد القوّة والتكامل وضرورة المقاومة باسم الارهاب والشعارات الفارغة والردح على العقول الفارغة ، وضد الفرس المجوس باسم القومية التي اول من يكفر بها هو خط المتصهينيين العرب ، وباسم الوطنية التي لايدرك معناها الطابور الخامس الثقافي الا من خلال النظر الى الوطن بحقارة ووجب بقائه تحت مظلة الاستعمار الغربية والصهيونية بالتحديد !.__________

al_shaker@maktoob.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو علي
2009-02-08
لقد امسكت الشعوب الاسلامية على مقدراتها بمقدار معين وحتى لو كان ذلك لفترة قليلة نسال الله تعالى ان تكون مناسبة كما حدث في ايران والعراق ..وهذه الشعوب ماضية في بناء مؤسساتها ..وماتراه من حملات مسعورة هو بسبب التقدم الذي تحرزه هذه الشعوب وبسبب الخسران والهزيمة والتخلف الفكري والثقافي الذي يعاني منه الاخرون والانهيار الذي تحسب له هذه الدول المتغطرسة دقاة قلوبها منتظرة اليوم الموعود لهلاكها..مادام لدينا مفكرون وعقول كبيرة واخيار مخلصون في هذا الشعب فسيكون النصر للمؤمنين باذن الله تعالى
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك