المقالات

الشيخ الوائلي.. أمير الخطباء وعميدهم

1552 16:39:00 2009-02-08

جريدة الوطن الكويتية علي محمد المهدي

قال الحق تقدست أسماؤه {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} صدق الله العلي العظيم - الأحزاب (23)، حقيقة إنه هو واحد من الرجال المؤمنين الذين تشملهم هذه الآية المباركة، فقد كان خطيباً متميزا عقمت نساء القرن العشرين ان يلدن مثيلا له، إنه بحق امير خطباء المنابر الحسينية وعميدهم في زمانه بكل ما تعنيه هذه الكلمة، لقد تشرفت بمعرفته لأول مرة عام 1962م في الكويت وبقيت علاقتي معه حتى انتقاله الى الرفيق الأعلى، انه استاذي الكريم ومعلمي الفاضل الشيخ الدكتور أحمد بن حسون الوائلي يرحمه الله تعالى.

لقد ولد خطيبنا الكبير في النجف الأشرف بالعراق عام 1928م وتحديداً في يوم الاثنين 17 ربيع الأول عام 1347هـ الموافق1928/9/3م من أبوين كريمين مؤمنين وتلقى تعليمه الأولي على يد والده المرحوم الشيخ حسون الوائلي، ثم تدرج في سلم التعليم بالعراق حتى نال شهادة الدكتوراه الأولى في الفقه الإسلامي من كلية الشريعة الإسلامية بجامعة بغداد، ثم حصل على شهادة الدكتوراه الثانية من جامعة القاهرة بجمهورية مصر العربية الشقيقة، كان يرحمه الله أديباً وشاعراً ومؤلفاً بالإضافة الى كونه خطيباً حسينياً من افضل الخطباء الذين عاصروه، إنني لا أستطيع أن أوفي هذا الخطيب الكبير كل ما أعرفه عنه في مقالة قصيرة فهو من الرجال الذين يعجز اللسان عن أن يصف مآثرهم الطيبة وآثارهم القيمة، وكذلك القلم لا يستطيع أن يكتب كل شيء عن مناقب هذا الرجل ومزاياه الكريمة.

لقد جاء الى الكويت لأول مرة عام 1950م حيث قرأ في الحسينية الخزعلية في الأيام العشرة الأولى من شهر محرم الحرام عام 1370هـ، وكما أخبرني شخصياً يرحمه الله أن أجرة مجلسه الواحد في تلك الأيام كانت عشرة دنانير عراقية فقط، حيث كان لهذا المبلغ قيمة شرائية كبيرة في ذلك الحين، ثم قرأ في دول مجلس التعاون الخليجي كمملكة البحرين وسلطنة عمان ودبي في الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر، حقيقة إن أتباع ومحبي الشيخ الوائلي كثيرون وكثيرون جداً وأنا واحد منهم، كان يرحمه الله يحترم ويقدر علماء الأمة الأعلام كافة من سُنة وشيعة وكذلك أهل البلدان التي كان يقرأ في حسينياتها ولم يكن يفرق بين عالم وعالم، وكان ينتقد بشدة الذين لا يحترمون الصحابة الاجلاء رضي الله عنهم وارضاهم وازواج النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» الطاهرات العفيفات رضي الله عنهن وارضاهن اللواتي هن أمهات المؤمنين، وكان يدعو دائما الى وحدة الصف والكلمة كما كان يحث الكويتيين خاصة على احترام وتقدير هذا البلد وحكامه، وكان دائما يردد «أنتم يا أهل الكويت في نعمة كبيرة عليكم الاحتفاظ بها والدعوة لصيانتها» كان الوائلي من خطباء المنبر الحسيني المتميزين الذين لا يشق لهم غبار على الاطلاق، فأنا حقيقة لا استطيع ان اسرد كل ما اعرفه شخصيا عن هذا الطود الشامخ الذي خسرته الأمة الاسلامية في كل مكان وخاصة دولة الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي كما خسره المنبر الحسيني على وجه العموم.

هذا وقد عاد الشيخ المرحوم الدكتور أحمد الوائلي الى العراق بعد النفي الاختياري عن وطنه طيلة اكثر من ثلاثة عقود من الزمن، حيث عاد الى النجف الاشرف مسقط رأسه بعد سقوط نظام الطاغية صدام حسين التكريتي «عليه ما عليه من لعائن الله» وقد شاءت ارادة الله تبارك وتعالى التي لا راد لها ولا اعتراض عليها ان ينتقل شيخنا الكريم الى جوار ربه عز وجل في تلك المدينة الطيبة التي عشقها والتي كانت مرتع صباه وشبابه، حيث كانت وفاته في يوم الاثنين 14 جمادى الأولى 1424هـ الموافق 2003/7/14 ودفن هناك بجوار ضريح الصاحب الجليل كميل بن زياد النخعي رضي الله عنه، وقد جعل له مزار يزوره المؤمنون لقراءة الفاتحة على روحه وهو يستحق ذلك بكل تأكيد لكونه خدم الاسلام والمسلمين وخدم الأئمة الاطهار عليهم السلام والصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم مدة تجاوزت الخمسين عاما وذلك من خلال محاضراته التوعوية المفيدة وكتبه ومقالاته القيمة ومواقفه المؤيدة والمناصرة والمدافعة عن المظلومين والمستضعفين في كل مكان، وقد تجسد ذلك في اعتراضه وشجبه للغزو العراقي بقيادة المقبور صدام حسين.

رحمك الله يا أبا سمير يا شيخنا الفاضل وحشرك مع من كنت تحبهم وتواليهم، اللهم احفظ علماءنا الأعلام وأولياء امورنا الكرام وسدد خطاهم لما فيه خير البلاد ومصالح العباد، قولوا آمين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حيدر ابن الحريه
2009-02-09
رحمك الله يا شيخنا الوائلي ما احوجنا اليوم لصوتك لتوحد صف اتباع اهل البيت بعد ان عصفت بهم رياح مسمومه لتشتتهم ولصاحب المقال اضيف ان الشيخ الوائلي تتلمذ على يد زوج عمته الشيخ محمد علي القسام ويعد الشيخ القسام خطيب العراق وقد قارع الاحتلال البريطاني بخطبه الحماسيه حتى قصف الانكليز داره لذالك تجد النفس الحماسي للفقيد الوائلي متأصله وتشبع بها من استاذه القسام وهذا ما يؤكده الشيخ الوائلي رحمه الله في كتابه تجاربي مع المنبر نسأل الله ان يتغمدك يا شيخنا الوائلي بجنات النعيم مع الامام الحسن والحسين ع
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك