المقالات

هنيئا لدولة القانون

1222 12:38:00 2009-02-11

( بقلم : عادل جبر )

افرزت انتخابات مجالس المحافظات التي جرت يوم السبت الماضي عدة افرازات منها فوز قائمة رئيس الوزراء بنسبة جيدة في محافظات العراق بحكم كون رئيس الوزراء هو متزعم القائمة الذي اتخذ من منجزات الدولة ( حكومة الوحدة الوطنية ) برنامجا سياسيا محسوبا لشخص رئيس الوزراء الذي قامت الجماهير بانتخابه ظنا منهم انهم ينتخبون المالكي ليبقى رئيسا للوزراء وليس انتخابات مجالس المحافظات وقد نجح المالكي بتضليل الجماهير في ذلك ، واعتبر ذلك منطقيا وامرا راجحا كون الشعب ما زال يعيش بمنطق الحاكم الواحد وجل العراقيين لم يفهموا معنى الديمقراطية ومبدأ المشاركة في الحكم فهم يعيشون الى يومنا هذا على فكرة القائد الاوحد والقائد الضرورة الذي هو بنظرهم المالكي ولهذا نجد ان اغلب الجماهير وضعت ثقتها بشخص المالكي لهذا السبب ، والسبب الاخر ان ما انجزته الدولة العراقية خلال الفترة القليلة الماضية والذي يحسب الى اطراف مشتركة في الحكومة وبعضها غير مشترك ( عبد الستار ابو ريشة ) والامر الذي حصل ان المالكي وضع برامجا سياسية مدروسة على حسابات جيدة وناغم اذهان الناس بالمكتسبات التي اكتسبتها الحكومة وهو امر غير اخلاقي فيه تجاوزا كبيرا على حقوق الاخرين متجاهلا ما قدمه الشركاء في بناء الوطن ووصوله الى ما وصل اليه .

الامر الاخر ان ازدياد الجريمة في مدن وسط وجنوب العراق بعد ان استقرت المناطق الغربية بفعل تفاعل العشائر وصحوتها المعروفة الزم المالكي بضرورة فعل شيء للحفاظ على ماء الوجه فلا يعقل ان تقوم العشائر بحماية العراق بينما دولة العراق تدعم الارهاب في الوسط والجنوب متمثلة بمستشاري المالكي الذين قدموا الدعم لعصابات الجريمة والارهاب في مدن وسط وجنوب العراق وهو الامر الذي دفع بالمالكي ان يقبل بصولة الفرسان ويواجه العصابات الخارجة على القانون بعد ان قتلت مستشار المالكي في البصرة ومحاصرته هو نفسه لولا تدخل الاطراف الساندة للحكومة التي بقيت في الظل مكتفية بتقديم الدعم على حساب مصالحها الشخصية وهو مبدأ يشكرون عليه ، وجاءت الظروف لتعطي المالكي قوة المواجهة بعد تدخل اطراف خارجية لتوقف الدعم المدفوع للعصابات وتقوية واسناد الحكومة من قبل الشركاء واجتمعت العوامل لتعطي المالكي النصر ولو بشيء نسبي يحسب للحكومة مجتمعة وليس لحزب المالكي فهو كان مجرد اداة لوضع النقاط على الحروف وتنفيذ ما يمليه عليه واجب المنصب الذي يتمتع به .

وبعد انتهاء الفرز الاولي للانتخابات وفوز قائمة المالكي فان الجميع ينتظر منه تطبيق عملي لبرامجه السياسية والتي من أولوياتها دولة القانون ولكن المفاجئة جاءت لتعلن ائتلاف دولة القانون مع الخارجين على القانون وهو الذي حاربهم متجاهلا ان اغلب الجماهير انتخبته لذلك السبب فكيف يريد ان يعيدهم الى الحكم وهذه المرة يضعهم في المناصب الحكومية التي تؤهلهم للبطش بشكل رسمي بالناس التي صاحت منهم الغوث وهذه هي الخيانة العظمى والمصيبة ان الانتخابات لم تمضي عليها فترة طويلة الم يكن المالكي صادقا ببرامجه السياسية ام انها مصالح فئوية ذاتية ،

 انا هنا اوجه كلامي الى الجماهير التي انتخبت المالكي ان تحاسبه على فعلته هذه وان تجد لنفسها مبررا بما فعله المالكي فاليوم قد افرج عن المجرمين من العصابات التي كانت تقتل الناس الابرياء وتعطل المشاريع بل اكثر من ذلك فقد دفع لهم تعويضات عن ايام سجنهم واخيرا فان الحمد لله الذي لم يسخرني لانتخاب المالكي لعدم ثقتي ببرامجه السياسية وخشيتي من الامر الذي تم فعلا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد خليل
2009-02-17
لا اعرف لماذا لاينشر موقع براثا التعليقات التي لاتتماشى مع افكارها او افكار الكاتب...فاذا كان الرأي المخالف لايقبل فهل من حق الوكالة او كتابها ان يتحدثوا عن الديمقراطية ويطالبوا السيد دولة رئيس الوزراء بان يكون اكثر ديمقراطية؟ وطبعا المقصود بتعبير "أكثر ديمقراطية" هو ان تلغى نتائج الانتخابات ويستبدل رئيس الوزراء بالمرشح التي يراه الطرف المعترض مناسبا...وبعكسه سيتم تنظيم المظاهرات "المليونية" او حتى اللجوء للسلاح ربما. هذه هي الديمقراطية التي يريد البعض تطبيقها وليس القبول بالانتخابات ونتائجها
محمد خليل
2009-02-16
لقد رأينا وسمعنا مثل هذه الاصوات النشاز كثيرا وشبع الشعب العراقي منها....فمن لا يفوز يبدأ بتسقيط الاخر ويبدا بالتهديد حتى برفع السلاح...اقول للكاتب انت من يحتاج لدروس في الديمقراطية وليس الشعب العراقي.... فشعبنا واعي ولن تنطلي عليه بضع شعارات ليس لها واقع عملي وانما هو يرى الانجازات على الارض ويميز الذي يريد مصلحة الشعب من الذي يلهث وراء الكرسي من اجل شخصه وعائلته
walid
2009-02-13
فلقد تخلص سكان المناطق الغربية من الارهابيين للأبد( بل هم اللان خلايا نائمة أو في سلك الشرطة)
علاء العتبي
2009-02-12
سيرى السيدالمالكي أن هذا الشعب الذي كافئه على مواجهته للخارجين على القانون كيف سيهزمه ويدحره سياسيا كما دحر الجعفري وعند ذاك لا ندري الى أي جهة سياسية سيتجه الشعب وهل ستصب في صالح العراق وشعبه أم لا ولكن الشعب سيغير حتما فلا طاقة لنا على تحمل ميليشيات الظلام مرة أخرى لقد سئمنا من ذلك فلقد تخلص سكان المناطق الغربية من الارهابيين للأبد فليسوا بأعقل منا ولا ذاكرتهم بأحسن من ذاكرتنا مرة أخرى ليرعوي دولة رئيس الوزراء قبل فوات الاوان
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك