( بقلم : عادل جبر )
افرزت انتخابات مجالس المحافظات التي جرت يوم السبت الماضي عدة افرازات منها فوز قائمة رئيس الوزراء بنسبة جيدة في محافظات العراق بحكم كون رئيس الوزراء هو متزعم القائمة الذي اتخذ من منجزات الدولة ( حكومة الوحدة الوطنية ) برنامجا سياسيا محسوبا لشخص رئيس الوزراء الذي قامت الجماهير بانتخابه ظنا منهم انهم ينتخبون المالكي ليبقى رئيسا للوزراء وليس انتخابات مجالس المحافظات وقد نجح المالكي بتضليل الجماهير في ذلك ، واعتبر ذلك منطقيا وامرا راجحا كون الشعب ما زال يعيش بمنطق الحاكم الواحد وجل العراقيين لم يفهموا معنى الديمقراطية ومبدأ المشاركة في الحكم فهم يعيشون الى يومنا هذا على فكرة القائد الاوحد والقائد الضرورة الذي هو بنظرهم المالكي ولهذا نجد ان اغلب الجماهير وضعت ثقتها بشخص المالكي لهذا السبب ، والسبب الاخر ان ما انجزته الدولة العراقية خلال الفترة القليلة الماضية والذي يحسب الى اطراف مشتركة في الحكومة وبعضها غير مشترك ( عبد الستار ابو ريشة ) والامر الذي حصل ان المالكي وضع برامجا سياسية مدروسة على حسابات جيدة وناغم اذهان الناس بالمكتسبات التي اكتسبتها الحكومة وهو امر غير اخلاقي فيه تجاوزا كبيرا على حقوق الاخرين متجاهلا ما قدمه الشركاء في بناء الوطن ووصوله الى ما وصل اليه .
الامر الاخر ان ازدياد الجريمة في مدن وسط وجنوب العراق بعد ان استقرت المناطق الغربية بفعل تفاعل العشائر وصحوتها المعروفة الزم المالكي بضرورة فعل شيء للحفاظ على ماء الوجه فلا يعقل ان تقوم العشائر بحماية العراق بينما دولة العراق تدعم الارهاب في الوسط والجنوب متمثلة بمستشاري المالكي الذين قدموا الدعم لعصابات الجريمة والارهاب في مدن وسط وجنوب العراق وهو الامر الذي دفع بالمالكي ان يقبل بصولة الفرسان ويواجه العصابات الخارجة على القانون بعد ان قتلت مستشار المالكي في البصرة ومحاصرته هو نفسه لولا تدخل الاطراف الساندة للحكومة التي بقيت في الظل مكتفية بتقديم الدعم على حساب مصالحها الشخصية وهو مبدأ يشكرون عليه ، وجاءت الظروف لتعطي المالكي قوة المواجهة بعد تدخل اطراف خارجية لتوقف الدعم المدفوع للعصابات وتقوية واسناد الحكومة من قبل الشركاء واجتمعت العوامل لتعطي المالكي النصر ولو بشيء نسبي يحسب للحكومة مجتمعة وليس لحزب المالكي فهو كان مجرد اداة لوضع النقاط على الحروف وتنفيذ ما يمليه عليه واجب المنصب الذي يتمتع به .
وبعد انتهاء الفرز الاولي للانتخابات وفوز قائمة المالكي فان الجميع ينتظر منه تطبيق عملي لبرامجه السياسية والتي من أولوياتها دولة القانون ولكن المفاجئة جاءت لتعلن ائتلاف دولة القانون مع الخارجين على القانون وهو الذي حاربهم متجاهلا ان اغلب الجماهير انتخبته لذلك السبب فكيف يريد ان يعيدهم الى الحكم وهذه المرة يضعهم في المناصب الحكومية التي تؤهلهم للبطش بشكل رسمي بالناس التي صاحت منهم الغوث وهذه هي الخيانة العظمى والمصيبة ان الانتخابات لم تمضي عليها فترة طويلة الم يكن المالكي صادقا ببرامجه السياسية ام انها مصالح فئوية ذاتية ،
انا هنا اوجه كلامي الى الجماهير التي انتخبت المالكي ان تحاسبه على فعلته هذه وان تجد لنفسها مبررا بما فعله المالكي فاليوم قد افرج عن المجرمين من العصابات التي كانت تقتل الناس الابرياء وتعطل المشاريع بل اكثر من ذلك فقد دفع لهم تعويضات عن ايام سجنهم واخيرا فان الحمد لله الذي لم يسخرني لانتخاب المالكي لعدم ثقتي ببرامجه السياسية وخشيتي من الامر الذي تم فعلا .
https://telegram.me/buratha