المقالات

الثابت والمتغير في منهجنا

981 13:04:00 2009-02-11

ميثم المبرقع

حركة الانبياء والمصلحين في التأريخ أتسمت بخصائص جوهرية تهدف الى تأكيد الاصلاح والتصحيح في سلوك البشر وايجاد منهج قويم وسليم يغيّر ولا يتغير ويواجه الاخطاء باساليب عديدة بحسب الظروف الحاكمة في عصورهم لكنها لا تتجاوز في الغالب منطق الحوار والحكمة والقول اللين. فليس من الصحيح ان يغيّر هؤلاء المصلحون ثوابتهم وينسلخون عن مبادئهم ومناهجهم بمجرد ان دعوتهم ورسالتهم لم تلق تأييداً واسعاً لاسباب تتعلق بالفهم العام او حجم الدعاية المضادة التي يثيرها الاعداء. نعم قد يغيّر هؤلاء المصلحون اليات حركتهم وطبيعة خطابهم لكن المبادىء والثوابت لم ولن تتغير بتغير مزاج الاخرين او عدم تفاعلهم معها.وطبيعة البشر بشكل عام لم يتحجروا على قوالب ثابتة او سياقات جامدة بل يتجهون باتجاه نزعة التغيير الدائم وهو ما ينعكس على حركة المصلحين والانبياء بانتقاء الاساليب التي تنسجم مع الواقع السائد او المزاج العام كما اذا غلب في ذاك العصر السحر او البلاغة والفصاحة فحينئذ تكون الوسيلة او المعجزة منسجمة مع ما ساد في ذاك العصر.

وفي هذا السياق نحن نتحرك وفق ما تمليه علينا الشريعة والمبادىء والاخلاق في حركة التغيير ولن نتراجع عن اساس مبادئنا وثوابتنا تماشياً مع صخب الدعاية المضادة والضغوط المعادية لكي نتخلى عن تلك الثوابت والمبادىء التي ضحينا من اجلها وثقفنا الاخرين عليها.

لم نكن يوماً منغلقين باتجاهات جامدة وقوالب متحجرة بل كنا من المنفتحين ضمن مساحات كبيرة ضمن الحدود اللائقة والصحيحة واننا اول من دعا الى استثمار كل عوامل التغيير والحضور في الميدان السياسي العالمي من اجل ايجاد قناعة دولية واقليمية للتغيير وانقاذ شعبنا في وقت كان الكثيرون يكيلون لنا سيلاً من الاتهامات الباطلة ولم يتحركوا لاستثمار اي عامل يسهم في رفع الكابوس الصدامي عن صدر العراق الحبيب.ومازلنا نشعر بالفخر والاعتزاز بمسارنا السياسي ومنهجنا الفكري الذي أسسه شهيد المحراب وسار عليه السيد الحكيم وهو منهج وضاء لا يمكن ان نتازل عنه بمجرد إشارات يبعثها الاعلام المضاد.

واما الجماهير العراقية الغيورة فهي تقف في نهاية المطاف مع المنهج الصحيح بعيداً عن الخداع والاحتيال والمكر.واذا نجحت ابواق الدعاية المغرضة في التأثير على الرأي العام احياناً فان الامم لا تخطأ عادة في تشخيص مصالحها وان اشتدت الفتن وتداخلت الادوار واختلطت الاوراق وان الجماهير لا تعتقد يوماً بان من يريد انقاذها من واقعها المرير واعطاءها دورها اللائق وحقها الطبيعي من مواردها وثرواتها هو من يريد تقسيمها او تجزئتها كما يحاول الاعداء والمغرضون تكريس مثل هذه المغالطات والاراجيف فان الشعوب اوعى واقوى من كل الافتراءات والاتهامات والالاعيب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك