المقالات

الانتخابات ودولة المواطن

1032 13:16:00 2009-02-11

( بقلم : علاء الموسوي )

الاقبال الجماهيري الكبير في انتخابات مجالس المحافظات، افرز الكثير من الاهداف والرؤى التي يسعى اليه المواطن العراقي اليوم في فضاء التغيير وباحة التجربة الديمقراطية. فالعراق لم يشهد طيلة فتراته المظلمة من الحكم الدكتاتوري والاستبدادي وتعاقب الحكومات الطائفية انتهاء بحكم الطاغية صدام، فترة نقاهة تنفس فيها المواطن العراقي ليكون حرا في اختياره لنوع الحكم وطبيعة النظام السياسي لبلده، كما هو المتوفر الان على الساحة السياسية. فقياسا بما تحقق اليوم في العراق الجديد وتجربته الرائدة و(المستعصية) على كثير من دول المنطقة، تجد المفارقة كبيرة مع الماضي السحيق. الامر الذي يجعلك تميز من الوهلة الاولى ان العراقيين في طريقهم فعلا الى تأسيس دولة المواطن، والتي تسعى الى حماية المواطنين والسعي الى تأمين متطلبات حياتهم اليومية وبناء اسس صحيحة وثابتة لتعزيز دولة القانون والمؤسسات المهنية في كل حدب وصوب من جسد الحكومة.

الا ان السؤال الذي يقز على الساحة العراقية وفي خضم المتناقضات التي يبنى عليها ذلك المشهد السياسي. لماذا التوجه قائم على بناء دولة المسؤول والشخص الواحد؟؟، لماذا ما زال التفكير في اروقة السياسيين والاعلاميين والنخب بالحديث عن الرجل الواحد وعصاه السحرية في صناعة مصير البلد واقراره؟؟.. ما زلنا وللاسف لا نعترف بعمل الاسرة الواحدة في جسد دولة المؤسسات.. ونتشوق الى مطالعة الرجل الصلب والحاسم والمتسلط على رقاب الملايين من دون ان نترك لعقول المئات من عناصر الدولة الحديثة في ان يشقوا طريقهم نحو ترسيخ اسس البناء الحديث للدولة العراقية القائمة على اسس الشراكة والمساهمة الفاعلة في بناء واعمار البنى التحتية للبلد.

مشكلتنا اننا لا نستثمر الهيجان الشعبي تجاه وضعنا المأساوي الذي كانت دولة المسؤول هي الاساس في كل مانحن عليه من خراب ودمار لبنى البلاد واقتصاده المحطم بقيود الماضي واغلاله. وما يشاع اليوم من استثمار نتائج مرحلية لشخص معين، وبناء قدرات البلد في الاتكاء على شخصنة الانجازات، هو العائق الوحيد الذي سيبقى ماثلا امام الجهود الرامية الى تأسيس دولة المواطن والمؤسسات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك