المقالات

سر الخلود في تدفق الجموع

1168 15:56:00 2009-02-11

( بقلم : حسن الهاشمي )

ما هو السر في عظمة ثورة الإمام الحسين عليه السلام، وما هو السر في تدفق الملايين سنويا للاحتفاء بثورته في أربعينيته الخالدة؟! وما هو الدافع لأولئك الزائرين من تحملهم عناء السفر ووعثاء الطرق وتجلدهم أمام قساوة الطقس من حرارة لاهبة في الصيف وبرودة قارصة في الشتاء، لا يعبأون من كل ذلك بل يقطعون المسافات البعيدة وقد تستغرق خمسة عشر يوما يمشون عشقا لزيارة الحسين حتى أن أقدامهم تتورم وتتفطر وبالرغم من كل ذلك تراهم يتلذذون ويهتفون وينادون بأعلى صوتهم لبيك يا حسين، ما هذا العشق الذي لا ينقطع أمده ولا يبلى ذكره ولا يندرس وصفه!!

كثير من الثورات قد عفى عليها الزمن بيد أن ثورة الإمام الحسين عليه السلام كلما أخلق الزمان تتجدد ولا تمل ولا يطرأ عليها أي تغيير في المنطلقات والمعطيات، فهي تبقى الأولى في الانعطافات التغييرية والمسيرات الإصلاحية والحركات التحررية، تندرس الثورات لمدة من الزمن بيد أن ثورة الحسين تتألق أكثر وأكثر كلما مرت عليها السنون، ما السبب في ذلك التألق والألمعية والنجومية التي تتأجج وتضحى أكثر نورانية بالرغم من مرور حوالي ألف وأربعمائة عام عن حدوثها؟! يسأل الكثير عن خصوصية الحركة النوعية للإمام الحسين عليه السلام لاسيما إذا نظرنا إلى حزمة من المقامات التي اختص بها دون غيره من الأنوار الإلهية من ضمنها استجابة الدعاء تحت قبته والإمامة من ذريته والشفاء في تربته، نجد أن النوعية فيها قد تبلورت في ثلاثة عناوين بالتحديد:

أ) قلما تجد للشخوص التي اشتركت في ملحمة الطف نظيرا لهم في التاريخ القديم والحديث. ب) الإخلاص وذوبان الذوات المشاركة في ملحمة الطف في ذات الله.ج) التضحية بالغالي والنفيس وتعريض النساء والأطفال للأذى في جنب الله.د) الإصرار والثبات على الموقف وعدم الرضوخ للمساومات المادية.

وهذه العناوين البارزة تختزن في مضامينها على الزمن البعيد والقريب نتائجا وإشارات عديدة منها:1) شهادة التاريخ على أحقية المطاليب الحسينية من خلال تقديم النموذج الإسلامي الصحيح، وظلم وفساد الحكم الأموي الذي أقدم على أبشع جريمة عرفها التاريخ بحق أهل بيت النبوة.2) فساد حركة آل أمية ومن يسير في فلكها ويرضى عن أفعالها في الوقت الحاضر نتيجة النفاق وارتكاب الكثير من الجرائم والمحذورات الإنسانية قبل واقعة الطف وأثنائها وبعدها.3) تنامي روح التضحية والفداء في الأمة تجاه القضايا المصيرية والمبدئية.4) تأكيد السنن الإلهية في أن الفئة المحقة وإن قلّ عددها لكن النصر سيؤول لها مهما طال الزمن.5) إرشاد الأمة إلى ضرورة الالتفاف حول القيادة الشرعية المعصومة أو المنبثقة عنها والمتمثلة في المراجع الجامعي للشرائط في زمن الغيبة حتى لا يتكرر الخطأ وتتكرر المأساة.

علينا أن نحتذي حذو الحسين في مشاريعنا الإسلامية والدعوية، فهو المثال الأعلى في امتثال الأوامر الإلهية وترك النواهي واقتباس مبادئ الثورة ضد الظالمين ورفض الظلم والانحراف في كل زمان ومكان، وحري بكل مصلح وثوري ومجاهد أن يقتبس روح المجاهدة والمكافحة من سيد الشهداء، الذي ضرب أروع الأمثلة في التعامل مع موجبات الحق وتكريسها والتعاطي مع موجبات الباطل ودحضها من دون رجعة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2009-02-12
كان النظام السابق يسجل في سجل الشخص الامني انه ذهب مشيا" على الاقدام ويعني التضييق عليه
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك