المقالات

لماذا أصبح العراق هكذا؟

3480 03:14:00 2006-08-14

( الدكتور محمد علي مجيد(أبو علاء) )

للإجابة على هذا التساؤل تندرج فقرات عدة لأنه سؤال عام ينطوي على تفسيرات مختلفة ومن خلال تتبعنا لما يكتب في موقعكم الموقر ومواقع أخرى حيث تبدو الكلمة الحرة لمحبي آل البيت الذين عاشوا أحرارا في دنياهم وكذا سلوك محبيهم وهذا المعنى ليس تعصبا وإنما حقيقة لأن القرآن الذي يتمسك به كافة المسلمين وهو دليلهم إلى الحياة الكريمة يذكر في إحدى الآيات على سبيل الاستشهاد:" كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله..." سورة آل عمران آية 110 “

ولو دخلت في تفسير هذه الآية وماذكر في علة نزولها ومدلولاتها لاحتجت إلى صفحات يطول مقامها وتأويلها.

فالله جعلنا خير امة وأجاب عن المقصود بهذا الخير ولذا سلك أئمة الهدى وعلى رأسهم الرسول ألأعظم (ص) وعلي الأكرم(ع) سلوكا تفسيريا لمدلولات هذه الآية الكريمة، كما إن أتباعهم ساروا على سيرتهم منهجا وأحياءا.

بعد هذه المقدمة التي يفهم معناها اللبيب واللذين ليس في قلوبهم مرض نعود إلى صلب المقصود بالسؤال المطروح حيث تتعلق الإجابة في ثلاث محاور:

المحور الأول: قوات التحالف.

المحور الثاني: التشكيلة الحكومية وتقسيمات الرئاسة.

المحور الثالث: عامة الشعب.

كل من هذه المحاور يحتاج إلى بحث خاص ولذا من باب الإيجاز ٍسأتطرق إلى لمحات مما أريد بيانه لظرفية الموضوع.

بالنسبة للمحو ر الأول.

كانت قوات التحالف قوات محتلة وقد أعلنت ذلك صراحة في عهد بريمر واكتسب هذا ألإعلان

شرعية دولية بمباركة الأمم المتحدة كما هو معلوم وقد علمت من احد الأخوة وهو شخص له تاريخ نضالي في احد الأحزاب الوطنية ذات السمعة الطيبة إن الأمريكان كانوا يتفاوضون مع ممثلي المعارضة قبل سقوط الصنم والذي كان سقوطه حتميا نظرا لسلوكياته الغير مدروسة وفراغ حزبه من النظرة الموضوعية للإحداث وتخبطه خبط عشواء في السياسة الرعناء حيث كان الشرط إن تدخل القوات الأمريكية ومعها حليفاتها بصفة قوات احتلال لإزالة صدام وقد وافق قسم من المعارضين ورفض قسم منهم حيث أراد هؤلاء إن تكون تلك القوات قوات حليفة مساندة ولكن رجحت كفة الاحتلال وكان ما كان حيث دس السم بالعسل.

وبعد إن أحسوا بخطأ كلمة الاحتلال أبدلوها بقوات تحالف وكان الشعب المظلوم التي علمته عوادي السنين والمحن لايلتفت إلى هذه التسميات بعد إن مل مدلولها وكان الخلاص من صدام وزبانيته هو الهم ألأكبر لذا كانت الفرحة الصادقة تلمع في عيون الشرفاء وجعلت من السم الذي يدسه الامريكين في غفلة الحالمين بالحكم أمرا يسير يمكن الشفاء منه لاحقا.

وبدت السنون تترى وكان العراقيون يحلمون بالازدهار خاصة إن الدول الغنية وعلى رأسهم أمريكا سيبنون البلد ويرفهون البلد ولكن القدر كان بالمرصاد حيث هناك فئات ضالة طار عقلها من انتزاع السلطة منهم وكأنهم أصحابها الدائمين منهم بعثيون ومنهم تكفيريون أدخلهم عزت المهزوم في خطة خبيثة قبل سقوط الصنم بسنتين حيث أصبح هؤلاء أئمة مساجد وشعارهم تقصير الثوب وإماطة اللحية وكلما قصر ثوبه وطالت لحيته كان شيخا له حق الفتيا ويالها من مرارة حتى إن من هؤلاء من يقبض /50/ دولار كل شهر يستلمه من إمام الجامع وفي زمن الحصار الأسود وهناك شهود إثبات على هذا الموضوع وكان صدام يعدهم كرديف لأعضاء الحزب الذي لم يثق بهم وهكذا اظهر هؤلاء ولائهم بعد إن انتقلت السلطة إلى من جاءوا على دبابات الأمريكان كما يقولون ولما كانت عقيدتهم مغذاة على اعتبار الشيعة الرافضة كفرة إذن الأولى لهم محاربة الشيعة ثم الأمريكان إن لزم الأمر، وعندما استوضح الأمريكان عن طريق التقارير الميدانية القريبة وعرفوا عن قرب ماهم الشيعة وما هم السنة وأن الكفة الراجحة للشيعة باعتبار إن تحرير العراق هو هدف ثانوي لهم لأن المقصودة إيران ولكنهم وعوا إن الشيعة الأكثرية فلماذا لا يكسبون ودهم وقد سارعت قيادات الشيعة السياسية إلى الالتفات إلى هذا المعنى فبادروا بتقبلهم لطروحات الأمريكان آملا في استتباب الأمن وكانت الانتخابات الأخيرة التي أفرزت بصراحة ميل الشعب إلى حكم الأغلبية الشيعية والمتتبع للأمر إن الأمريكان هم ربان السفينة يستطيعون إدارة دفتها وهم يرافقون الأحداث أولا بأول فأرادوا إن يملوا التوازن وخاصة إن دول الجوار العربية لا تؤيد في سريرتها إن يكون هناك حكما شيعيا وهم يغذون الكونكرس الأمريكي وبوش وقيادته بأخبار مسمومة عن طريق الزيارات المكوكية ومنهم من طفح به الكيل وعلى غرار القول" يكاد المريب إن يقول خذوني" فتكلم بعضهم عن الهلال الشيعي وان الغلبة ستكون لإيران وإيران الصفوية والشيعة الصفو يون وما إلى ذلك من نعوت وهمهم الأول ألا يكون حكما شيعيا في العراق ولو تدبرت ما يكتب في صحف بلادهم وفي صفحات الانترنت من مواقع تخصهم ترى العجب العجاب للحملة الشرسة في هذا المجال وهو تعصب أعمى دون دليل أو حجة فساهموا مساهمة فعالة في تقويض الأمن وساندهم كما هو معلوم مناطق معينة بعد إن غذوا بتصورات خاطئة عما يحيق بهم من خطر الشيعة لكونهم من مؤيدي صدام لأن صدام سنيا فهم محسوبون عليه شاؤا أم أبو لذلك اخذ بعضهم كنوع من سياسة الغدر إن يتقربوا من الأمريكان وزاروا سفارتهم في بغداد والقيادات المسؤولة لهم وارادو إقناعهم بأنهم بيدهم الحل على استقرار العراق وأمنه إذا ما آلت الأمور إليهم وترك الشيعة في وزارات لا وزن لها إن أرادو ذلك لكن الأمريكان الذين عركتهم الخبرة في الأوضاع العراقية ووفقا لخطط البنتاكون عرفوا اللعبة فأعطوهم الأمل وبدأو يتفاوضون معهم كما هو معلوم من التصريحات لذلك خطط هؤلاء الجهلة الموتورون على التصدي للحرس الوطني والشرطة الوطنية( مع ملاحظة إن الشرطة والجيش قدا ندست بها عناصر بعثية خبيثة) كان دخولها بسبب سياسات خاطئة في حكومة الدكتور علاوي ثم كشروا عن أنيابهم وعبروا عما في سريرتهم لعداء الشيعة وما كان المقبور أبو مصعب ألزرقاوي إلا مثالا صادقا لذلك ولكن العجب كل العجب كيف يدعون الإسلام والعروبة وهم يأوون في بيوتهم أغرابا لذلك ظهرت حقيقتهم كما اثبت ألأحداث والتفجيرات استهداف الشعب العراقي وخاصة المناطق الشيعية وقد لعب الأمريكان لعبتهم بأن يغذوا هؤلاء بالمعلومات والعمل على إطلاق سراح الأشخاص المهمين إذا ما وقعوا بيد الحرس الوطني إن لم يستطيع المندسين إطلاقهم وقد بات واضحا لدى القيادات الشيعية المخلصة اللعبة القذرة التي يلعبها الأمريكان وقد أثبتت أحداث مدينة الصدر المظلومة صدق هذا الكلام واستهداف التيار الصدري الشريف بكونه يزرع العبوات الناسفة التي تجهزها له إيران وكان أحاديث ممن اشتركوا في العملية السياسية ممن لهم علاقة وطيدة بالتكفيرين وفلول البعث المنهزمة والذي يعمل على الوجهين إن جيش المهدي هو واجهة إيرانية مثله مثل حزب الله اللبناني وقد ورد هذا الكلام في تقرير السفير البريطاني كما روته إحدى الصحف التي اطلعنا عليها وكان الكلام المر عن المليشيات والمقصود منظمة بدر المجاهدة وجيش المهدي وقد نسى أو تناسى هؤلاء الدور الرائد لمنظمة بدر في مقارعة نظام الجهل ألصدامي وكذلك ما قدمه الصدريون من إباء وفداء وما كان من استكانة لأبناء العامة من ذلة وسكون في مقارعة صدام.

وخلاصة القول إن الحاضر العراقي يعج بالمتناقضات فهناك أيدي تريد البناء والاستقرار وان يتمتع الشعب العراقي بكافة مكوناته بثرواته وهذه الأيدي ممدودة للتسامح والغفران تقابلها أيدي ممدودة للشر والعدوان على قلوبها الصدأ كما يقول القرآن الكريم " كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون.. سورة المطففين آية 83" تقمصت الإسلام ظلا وهي بعيدة عن مراميه وهي تريد قطع الأيدي الممدودة واتخذت من التساهل معهم ضعفا يجب استغلاله مسنودة إلى جذب الميل الأمريكي لها عند الحاجة لذلك فأن مسيرة البلد غير واضحة المعالم مالم يقترن الحزم في معاقبة المسئ وتنفيذ حكم الإعدام الفوري بعد ثبوت التهمة دون التروي كما يدعي الأمريكان الديمقراطية ولا تطول المحاكمات كما طالت محكمة الوزغ بن الوزغ صدام لأن إعدام صدام يكون له الاثر الكبير في تقليل الإرهاب فلماذا هذا التأجيل الطويل الذي أثار التكهنات بعدم رغبة الأمريكان لذلك.

ولنا كلام آخر بالنسبة للمحاور الأخرى إنشاء الله.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك