المقالات

رسالة مفتوحة الى المالكي

1311 12:47:00 2009-02-16

( بقلم : محمد السعداوي )

حدث مرة ان جاء محافظ النجف، وكان وقتها : جاسم محمد الخلف، في زيارة مجاملة، للمرجع الشهيد السعيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه، ضمن سياسة الترغيب والترهيب التي كان يتبعها النظام، مع المرجعيات الدينية وقيادة الحوزة واتباعها، ثم بعد ان هم بالانصراف، التفت الى السيد وقال له: (سينا اذا تامرونا بشيء او حاجة احنا بخدمتكم).قال السيد رضوان الله عليه: لاشيء ولكنكم منعتم خروج العزاء، واذا كان بايدكم ترفعوا المنع فافعلوا.وكان في ذلك الوقت يتشددون في اختيار الدعاة ويدققون في الشخصيات المختارة بعناية كبيرة، ويهتمون كثيرا بالنوعية، لان الدعوة هي مهمة الانبياء؛( وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا )، بمعنى انها غاية، فهي مهمة الانسان الذي ترفعه، ويترفع بها من السقوط والضلال والتيه، فكان هكذا الدعاة ، واعتقد ان الله تعالى قد اختار غالبيتهم او ربما جميعهم لداره، لانهم قد اختاروه سبحان في احلك الظروف واقساها، ولم يروا في غيره جل شانه بديلا، اما الذين رغبوا فيها لغيره سبحانه، فقد كان لهم ان يتسلموها في الرخاء والاضواء، والشقق الفارهة، ليعودوا حكاما ومسؤولين، فلم يعرفوا في العوة غير وسيلة ابلغتهم السلطة، وليس غاية، وقد قالها صريحة ابو اسراء؛ في بيت السيد حسين الصدر في زيارتك له (2007)، وصدق نفسه ان يكون للدعوة قائدا وبديلا للسيد الشهيد الصدر رضوان الله عليه، فليس اذن بعدها بمستغرب ان يصدر منك ماصدر، فشتان بينك وبينه واين الثريا من الثرى، وكدت في المؤتمر الاخير للحزب لتمحو اخر اثر من اثار الاسلام في حزب الدعوة لتغير النظام الداخلي فيكون حزبا سياسيا فقط كاي حزب علماني بدل مما كان حزبا اسلاميا.

الى هذا الحد كان هناك دليل واضح على العقلية العلمانية التي تفكر بها، لكن في ما يلي من خطوات اتبعت البرهان بالبرهان؛ وانت منتشي بخيبتك كما كان ينتشي صدام، وتعلن على الملأ، ابان حملتك انتخابية ان التعينات بيدك وليس بيد المحافظات، بعنى ان لن ينفعكم احد غيري!!!! وتعلن عدم احترامك للدستور فلا بد من تبديله او تعديله، لانه فرضته عليك الضروف، وتدفع من خزينة الدولة للرؤوس كما هو معاوية وصدام، باسم الاسناد لتحصد مزيدا من الاصوات، ووزعت الرواتب والرتب كما يوزعها صدام بلا حساب الا حساب الولاء والتبعية...

نعم لقد سجلتم تفوقا في انتخابات مجالس المحافظات وهي مجالس خدمية، والناس كما تعلم بلا خدمات وتنتظر على يديكم تتحقق المعجزة، فاحذر! فان اتباعك مثل مستشاريك كلهم مولعون بجمع المال، اميون بمهاهم السياسة الخدمية مع انهم يقراون ويكتبون وهنا يكمن اللغم الذي سيعصف بك، كما عصف بمن هو اعتى منك و اقوى منك.ونعم ان اطروحتكم في فرض القانون سجلت لكم فخرا الا انها كانت بثمن باهض لا يدعوك لان تفخر، فملايين الايتام وملايين الارامل ينتظرون امن يجبر خواطرهم ولفيفك مشغولون بغير هذا، ثم انك لك فيها شركاء ، فلا تتنكر لهم، وهم ايضا ينتظرون منك الوفاء لشركتهم وانت لك هدف غير الوفاء، وان الغام اطروحتك هذه لازالت مزروعة في مجالسك الساندة، فلا تغترر حتى تنزع فتيل تلك الالغام... تلك نصائح ان كنت حليما مع قسوتها.ثم ان التحالفات التي ترى فيها ذكاءك ومجدك ومستقبلك الزاهرهي دائما عواري والعواري مستردة، وقد خضتم تجربتها ولو اعتمدت على اصول الدعوة الحق فلن يضيرك شيئ حتى وان مت كما مات الدعاة شهداء تحت راية هدى، اما انت الان فاية راية ستموت تحتها وانت القائد البديل؟!!! ام انك تظن ان لا تموت!!.

وهناك ملاحظة لابد منها؛ وهي ان تاريخ الدعوة الذي كتب بدماء مئات الاف من الشهداء والمظلومين، يجب ان يكون لك رصيدا وليس لعنة عليك، فان جعلته ميزة لك فسيكون لعنة تتباعك حتى تهلك، وان جعلته تكليفا بان تكون وفيا لغايتهم فيها وهي الله تعالى وقصد القربى اليه فانها ستكون رصيدا . ولكن انى لك هذا وانت بهذه العقلية، تحيط نفسك ببطانة من المفسدين ما شهد تاريخ العراق مثلها؟؟!!!!!!! وهل تنكر هذه الحقيقة حقيقة الفساد الذي ضرب العراق في سنيك البائسة ولم تستطع ولن تسطع ان تجد له حلا.يا ابا اسراء قد تراني متحاملا، لكن كن على ثقة اني ناصح، وهذه القسوة كانت ردة فعل لما انت ماض له وفيه، وبعد ان تلمست لك الاعذار، فلم اجد منها بدا، فمثلا تريد تغير الدستور .. هل سالت نفسك، كيف ترى في الدستور الذي هو عقد اجتماعي صوّت عليه انت بنفسك، وتتعلل بانه مفروض عليك؟ اليس هي السلطة التي اعمتك وانستك واقع انت صنعته ، اليس هو حب البقاء في الملك، هي التي اغرتك؟باسلوبك هذا وبعقليتك هذه لن تبلغ ما بلغه الطغاة، ولكن انظر قيلا الى الوراء وانظر اين هم؟ وماهي نتيجة عقلياتهم على الامة ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حمودي المراغي
2009-02-17
اخي الكاتب قد تكون معذورا لانك صاحب وجهة نظر خاصة بك.اما الملايين من العراقيين فيأملون خيرا من هذا الرجل الله يحفظ رئيس الوزراء وكل عراقي يعمل لاجل بلده. ان شاء الله نرى في هذا الرجل العمل والاخلاص كما عهدناه
فائز
2009-02-16
مشكلة سياسي اليوم لا يقراون التاريخ.لقد كان رشيد عالي الكيلاني يتحالف مع عشائر الجنوب والوسط لاسقاط وزارة ما ثم يعود فيضربها عند توليه المنصب وهكدا كل سياسي العصر الملكي فلا يغترن السيد المالكي بالعشائر فانها سيف دو حدين.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك