بقلم : سامي جواد كاظم
هنالك اساليب منطقية في استخلاص النتائج ومنها مثلا الصغرى والكبرى والنتيجة على سبيل المثال كل من يرتعش من الحسين هو ظالم ، الحاكم الفلاني يرتعش من الحسين ، اذن هذا الحاكم ظالم .هذه النتيجة المنطقية تاخذ عدة اشكال ومسميات الا ان الفكرة هي واحدة فتارة يكون التهجم على البلد الشيعي الفلاني الا ان قصدهم الحسين وتارة على الحكومة الفلانية ذات الغالبية الشيعية الا ان قصدهم الحسين ومرة اخرى يقصدون الحزب الفلاني ولكن القصد هو الحسين ورابعة يقصدون العمامة والقصد هو الحسين .ومن يقول عكس ذلك فليثبت حجته بالنقاش والحجة المنطقية مع من ينتقده لا ان يتهجم من غير ادلة ونعت المقابل بصفات استحدثت الان بعد ما كان سابقا تستخدم مفردة عميل وجاسوس وخائن الان المفردة الاشهر رافضي او شيعي واكثر الشماعات التي تعلق عليها هذه الاتهامات هي ايران وحزب الله والاحزاب الشيعية العراقية .برنامج مصري والذي يقدمه مصري والقمر الصناعي مصري والقناة الفضائية مصرية فما دخل الشيعة في ذلك .هذا البرنامج الذي تنطبق عليه المعادلة المنطقية اعلاه هو الطريق الى كربلاء حيث مجرد ذكر اسم كربلاء بات امر مقلق ومفزع ولا يفزع منه الا الظالم والا اذا كان عادل او معتدل ومهما كان مذهبه فانه لا يرتعش من اسم كربلاء الحسين .
برنامج الطريق الى كربلاء من تقديم الصحفي المصري ابراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة الدستور التي كثيرا ما تنتقد السياسة المصرية ومن جهة اخرى تقديمه لبرنامج يتحدث عن الشيعة بل ان المرتعشين من هذا البرنامج انتقدوا حتى الملابس السوداء التي يرتديها عيسى معتبرينها دلالة على التشيع . ومما زاد الطين بلة ان هذا الصحفي كتب يمتدح الزهراء عليها السلام وينتقد عائشة والمغيرة وعمرو بن العاص ومعاوية وهذا الذي اثار غضبهم ومن الطبيعي تهمة التشيع حاضرة بل اعتبرت دليل على التمدد الشيعي الذي كثيرا ما يثار في مصر .الامر الغريب في مصر مبارك ان كل من يجروء على الحكومة او ابن الحكومة جمال مبارك مصيره المفتي او القلعة ولكن هذا لم يحصل مع ابراهيم عيسى باستثناء الغرامات والسجن لمدد متفاوتة لا تتجاوز السنة .حيث ان ذلك يشير الى تواطوء الحكومة معه والنتيجة مهما كانت فان الوسيلة المستخدمة الا وهي ذكر ما يتعلق بالفقه الشيعي فان هذا يعد طبقا لقوانينهم مساس بالامن الديني للمجتمع فالحسين يمس الامن اذا ما ذكر .هنالك كاتب مصري اخر كتب مذهولا ومنتقدا ابراهيم عيسى وبالتحديد برنامجه الطريق الى كربلاء هذا الكاتب هو فراج اسماعيل حيث تناول مقاله هذا من لهم نفس روحية العداء للشيعة ومنها العربية .
وبالرغم من ذلك تبقى هذه الحالة بحاجة الى تفسير وفسروا هذه الحالة في إطار المؤامرة بصناعة رمز شيعي .. وهو تفسير يجيب عن علامات استفهام كثيرة حسب تفسيرهم هذا أهمها مثلا : كيف تصدر وتستمر جريدة بمثل درجة المعارضة هذه في مصر مبارك ؟ ولماذا ارتفع الآن في مصر السنية أصوات شيعية وأصبحت تحظى بظهور إعلامي يثير الريبة ؟. ولا يمكن أن يتم هذا في مصر بدون رعاية من أمريكا ، فمصر التي تسيطر عليها المخابرات الأمريكية من الرأس وحتى القدم فهل يعتبر عيسى احد ادواتها ؟ هذا التفسير هو الذي يمنح الهيبة لامريكا والضعة للشارع المصري فان صدقوا فعار عليهم هذا وان كذبوا فقد حطوا من منزلتهم .
ومهما يكن فالتاريخ يحكي لنا الكثير من الظلمة والطواغيت والحكام الذين يطأطأون رؤوسهم في حالات معينة لذكر ال محمد عليهم السلام اذا ما ذكروا امامهم فهذا الرشيد الذي يبعث الى الامام الكاظم عليه السلام ليقتله فاذا به يكرمه ويودعه الى المدينة ، وعبيد الله ابن زياد الذي قتل مسلم بن عقيل عليه السلام اقتص من قاتل اولاد مسلم بعد ما اعلن جائزة لمن يقتلهما الا انه في لحظة تسليمه راسي طفلي مسلم بن عقيل امر احد حاشيته والذي كان هاشمي الهوى بقطع رقبة قاتل اولاد مسلم . وهذا اذا ما حدث في مصر فانه لايهمنا ان كان بمؤامرة او بصدق فان الحدث هو التاريخ ولايمكن له ان يزيف او يمسح من الايام .
https://telegram.me/buratha