( بقلم : محمود الشمري )
تقوم شركة المها الكويتية بانتاج مسلسل تلفزيوني يسمى الأسباط أي الحسن والحسين.. (عليهما السلام) لغرض عرضه خلال المهرجان الفني الذي نتمتع به سنويا خلال شهر رمضان الكريم, حيث سيتم تجسيد شخصيات الأئمة عليهم السلام وسيقوم الممثل السوري (سامر المصري) بتمثيل شخصية الأمام الحسين (عليه السلام) ويقوم اخرون بتمثيل شخصيات معاوية ويزيد وابوهريرة وكثيرين وأيضا...عبد الله بن سبأ..
وبخصوص تجسيد شخصيات معاوية والحسين وآخرين من الصحابة وآل البيت للمرة الأولى يقول المنتج محمد العنزي أنهم قد حصلوا على فتاوى شيعية وسنية لغرض تجسيد شخصيات الأئمة والصحابة والخلفاء , ويضيف العنزي "هدف المسلسل هو التوافق بين الشيعة والسنة؛ لأنه مبني على قاعدة حسن الظن بين الصحابة واحترام الصحابة وآل البيت وتبيان فضلهم معا، ويظهر مؤامرات اليهود في شخصية عبد الله بن سبأ، ودوره في إثارة الفتنة بين المسلمين"، مضيفا "العمل فيه نفس اعتدالي، وهذا ما دفعنا لعمل من هذا النوع نطرح فيه القضية ونبين مدى العلاقة بين الصحابة وآل البيت والترابط بينهم في فترة الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه". . وردا على سؤال كيف يمكن أن يحمل العمل رسالة تصالحية بين المذهبين أكثر من التذكير بالآلام، بينما سيذكّر المسلسل بمشهد مقتل الحسين، أجاب العنزي "إما نداوي المشكلة ونجد حلا لها أو نتجنبها وتبقى قائمة.. النص مبني على قاعدة أساسية هي حسن الظن بالجميع، فإذا كان هناك خلاف ظاهر فيجب أن نظهر ما بين السطور من خلاف، ونبين اليوم دور المؤامرة اليهودية، وكيف أثرت في الخلاف بشكل كبير، وكيف تم الصلح أكثر من مرة بين علي ومعاوية، واختلفوا على وجهة نظر؟ لكن وصل الأمر للدم بسبب دور اليهود في الفتنة، ومنذ ذلك اليوم وهم يشتغلون بنا".
الى هنا يبدو الأمر وكأنه جيد.. حسن ظن , احترام , نفس اعتدالي , تصالحية , ترابط ..كله كلام عسل .. ولكن أين السم ..؟ السم هو في أن عبد الله بن سبأ هو وراء المؤامرات والدسائس والأختلافات كلها . وكلنا يعرف أن بعض مفكري ومؤرخي السنة قد اقحموا عبد الله بن سبأ اليهودي الذي اخترعوا شخصيته على المذهب الشيعي وأعتبروه من الشيعة الأوائل يقصدون أن للتشيع جذور يهودية وانه لاوجود للأختلاف بين المسلمين لولا هذا المتشيع اليهودي الساكن في عقولهم وخيالاتهم المريضة .
انهم يوحون للناس ان ألأختلاف بين الأمام علي (عليه السلام) الذي يدور الحق معه اينما دار وبين معاوية ما كان ليحدث لولا هذا الشيعي اليهودي وكذلك ما سمّ الحسن (عليه السلام) لولاه وماقتل الحسين(عليه السلام ) لولاه . وقبلها لاتوجد سقيفة ولا أخطاء أرتكبها الصحابي عثمان بن عفان( ويجزى عليها مرتين) ولاخروج لأم المؤمنين عائشة ومقتل حفاظ القران ولا طلحة ولازبير ولايزيد لولا ذلك الشيعي اليهودي عبد الله بن سبأ الذي لم نجد له ذكرا في التاريخ سوى روايات جاءت عن طريق سيف بن عمر التميمي المتوفى في القرن الثاني الهجري الذي يروي عنه الطبري وقد أجمع أعلام علماء السنة على الحط منه وتكذيبه فقد قال ابن معين عنه: (ضعيف الحديث) وقال مرة( فليس خير منه) وقال أبو حاتم( متروك الحديث) وقال أبو داود( ليس بشيء) وقال النسائي والدار قطني( ضعيف) وقال بن عدي( بعض أحاديثه مشهورة.. وعامتها منكرة لم يتابع عليها) وقال ابن حيان( يروي الموضوعات عن الاثبات) قال وقالوا( إنه كان يضع الحديث) وقال البرقاني عن الدارقطني( متروك الحديث) وقال الحاكم( اتهم بالزندقة) (وهو في الرواية ساقط) كما جاء في تهذيب التهذيب (4 / 259 .
اذن ان وجود شخصية عبد الله بن سبأ مشكوك به وضعيف وساقط عند أهل السنة ,ومنكر ومفتعل في رأي الشيعة, ولكن المسلسل سيحاول ترسيخ وجوده في أذهان الناس والأجيال القادمة وذلك للدور الخطير الذي يلعبه الأعلام المرئي في ترسيخ الحوادث في عقول الناس ويجعلها جزءا من تراث المجتمعات.
انه تزوير للتاريخ الأسلامي الحافل برفض الباطل ونصرة الحق, انه تزوير وغش وخديعة .فالمسلمون قتلوا عثمان لأنه أخطأ ولم يقبل بالأصلاح وليس أكاذيب يهودية , وعلي عليه السلام قاتل في الجمل وصفين لأحقاق الحق الذي رما به رميا على من قاتلهم ولم يرعووا وما كان له أن ينخرط في مؤامرة كذاب ولم يكتشفها ويشير أليها , والحسن والحسين قاتلا لتقويم الدين وقتلا في سبيله وليس بمؤامرة خبيثة لليهود . نعم هناك في تاريخنا ذكر لدور تخريبي لليهود ولكن لاوجود في تأريخنا ليهودي اسمه عبد الله بن سبأ . انها محاولة أخرى لتشويه التاريخ الأسلامي . انه دس للسم في العسل أم وضع العسل في السم ؟
https://telegram.me/buratha
