المقالات

المقامة الفرحانية

1291 00:38:00 2009-02-19

( بقلم : محمود الشمري )

حدّثني محمد العطوان, قال :

بينا أنا أمام شاشة التلفاز , ابحث في إخباره عمّن خسر, وعمّن فاز..في انتخابات المدن العراقية , تلك الممارسة الشعبية الراقية ..اذ وقعت على قناة تسمى البغدادية, هي للتجديد في العراق رافضة.. ولراية التغيير فيه خافضة.. فقلت لنفسي دعني أرى ماتعرض, واسمع وأعي ماتستعرض ..ولأضحي من وقتي بساعة, عسى أن توصلني أحاديثها إلى رضى و قناعة .. بما تضج به من أخبار, وما تفضحه من خفايا وأسرار..وإذا بمذيع ذي قامة طويلة , وطرائق في الكلام هزيلة..يسمونه داود الفرحان ,يقدم حلقة سخرية و إضحاك يدعوها حوار الطرشان ..وجلست مستعدا, عسى أن أضحك من نكتة او أبتسم من لفتة..ولا هاذي ولاتلك , سوى ذلك الفرحان فرحانا بسخافته ..ومسرور جذلا برقاعته..يساعده رسام تصاوير صفيق , للفرحان جدا بتفاهته , رفيق .سبّا وشتما , وانتقصا وثلما , واستهزءا ورسما ..تناولا برسوم وكلمات وضيعة , أهل العراق وقيمه الرفيعة ..سخف وتدنيس , وأحاديث تعمية وتدليس , وكلام مفاليس ..تعليقات فجّة, ورسوم تسخر من وضع البلد بطرق مجّه..واخذ مني الملل محلّه, وساقني الأسف الى أقلّه..تأسفت على رجال يفنون الشباب بالتفاهة ويلطخون الشيب بالسفاهة..وهنا.. توقف محمد العطوان منزعجا ولأسم الله مرتجعا ..فقلت : فما ترى وما تلمح .. وما تقول وما تنصح..؟قال : أنصح ذلك الفرحان بخيبته, وصاحبه رسام التصاوير المفتون بعيبته..أن يتركا هذه الصنعة والهواية ..ويهجرا ماقادهما للحرف والغواية..وينبذا الكذب و السخافات , التي قطعا فيها طرقا وعرة ومفازات.. ويعودا الى طريق الرشد والخير والحق.. ويتركا البلاهة والشّر والنق..وأقول : أما اعتبرتما بمن مضى من أخوانكما.. وبمن تكلل بالخزي من أقرانكما .. وبمن فجعتما به من أسلافكما ..وبمن انتقل ألى الجحيم من أصحابكما ؟فأنكما والله تخوضان معركة خاسرة , عوائدها الخزي في الدنيا وفي الآخرة وما أراكما الاّ وقد عميت بصيرتكما , وارتفعت تجأر بالباطل عقيرتكما..وسكت مرة أخرى ..فسألت ..وما تقول لمن ركب موجة معاداة البلد.. وما تاخر عن قتل المرأة العجوز والولد ؟قال .. أقول..ماحزبكم المظلم الّا وقد ولّى زمانه.. وما بعثكم المجرم الّا وقد ذهب أوانه ..واتركوا التشهير والصفاقة.. وانزعوا عن عقولكم الطيش والحماقة..فقضيتكم أبعد شكلا عن العدل والحق .. وأقرب مضمونا إلى الباطل والنق ..ولا تضيعوا الفرصة , واطلبوا للاعتذار الرخصة..واغتنموا روح السماح , واطلبوا الى بغداد الرواح ..وعسى أن يسامحكم أهل العراق , وتعودوا للوطن بعد الغيبة و الفراق ..وأخلصوا ألى العراق الحر الجديد.. فأن له..دستور رشيد.. وشعب ذو عزم شديد .. و قادة ذو رأي سديد.. وجيش ذو قلب حديد .. ولايغرنكم كيد الكائدين وسخط الساخطين و رأي الظالمين و مال الفاسدين ..فأنتم والله الخاسرين ان تركتم نصيحتي .. والفائزين أن قبلتم رأيي و مشورتي ..

وهنا استأذن محمد العطوان وراح .. بعدما فضفض عمّا في باله, واستراح..وأخذت اقلب الرأي فيما قاله ..وأعمل التفكر فيما بدا له ..وتذكرت المرحوم أبو الفتح الأسكندري وشبهه بصاحبنا داود الفرحان ..حين اشتغل قرّادا يرقّص قرده .. ليضحك من عنده .. وعرفه عيسى بن هشام ..رغم تنكره من بين كل الأنام ..وسأله عيسى .. ماهذه الدناءة ويحك ؟ فأنشأ يقول ..

الذنب للأيّام لا لي فأعتب على صرف الليالي

بالحمق أدركت المنى ورفلت في حلل الجمال

وأنا أيضا أقول للفرحان.. ذو العقل الخرفان ..ماهذه الدناءة ويحك ؟ أتريد أن تضحك من عندك ؟ وأعتقد أن ألفرحان سيجيب نفس الإجابة .. لأنه و أبو الفتح الأسكندري من نفس العصابة ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Zaid Mughir
2009-02-23
أريد من المهرج داود الفرحان المشهور بالثرثرة أن يبين لمشاهدي قناته السخيفة البغدادية الفرق بين شهيد القادسية التي كان يتبجح بها وبين شهيد البعث وبين شهيد الغضب مثل المجرم حسين كامل ..وأن يفسر ما معنى الشهداء أكرم منا جميعا ...وهنا كيف سميت صبحة أم المؤمنين ولا ينسى سعدية الزيدي هل كانت تجرة سادة , والله لو تطم نفسك يا فرحان تبقى عار أبن عار
الدكتور شريف العراقي
2009-02-19
من يشاهد هذه القنوات فانه سيحصل على اثم
حيدر العراقي
2009-02-19
مقال جميل وأجمل ما فيه: تأسفت على رجال يفنون الشباب بالتفاهة ويلطخون الشيب بالسفاهة عاشت ايدك
احمد الحلي
2009-02-19
مقامة همذانية النفس ومحاولة طيبة لطرق فن المقامة الهجائية,ولوتجرب واحدة اخرى بحق طنطل اخر من الذين يظهرون على التلفزيون
أحمد الناجي
2009-02-19
السلام عليكم الأخ محمود الشمري لاتستغرب من ما يعرض في قناتي الشرقية والبغدادية لأنهما أساسا اسستا للترويح عن الأنفس البعثية المريضة الموجودين في سوريا واليمن وغيرها من الدول الدكتاتورية لأنهم سيموتون حزنا وكمدا على فقدانهم التسلط على رقاب العراقيين لذلك وضعت هذه القنوات لنشر الكذب لكي يعيش هؤلاء في امل كاذيب لترتاح ضمائرهم الميتة اساسا منذ أن كانوا في السلطة الغاشمة وشاركوا في قتل العراقيين النجباء. أخوكم أحمد الناجي
Zaid Mughir
2009-02-19
سيدي محمود الشمري , تسلم يدك على مقالك الجميل , والله لم ارى في حياتي سخفاء مثل الذين يظهرون على قنوات البغدادية والشرقية ..والحمد لله أني لم أشاهد تلك القنوات منذ عام لأنني أُصاب بالصداع اذما شاهدت سخفاء الكلام كداود الخربان ,البعثي القذر وبوق من أبواق صديم الحافي ...وهذه القنوات تعرف من تستقطب للعمل فيها مثل حبيبة عدي ميس العاهرة ونجم السخافة قاسم الملاك والحمد لله هربوا خارج العراق وأنا واثق أن هذه القنوات قد الغيت من تلفزيونات العوائل الكريمه هربا من السخافات الفرحانية والتمثيليات الفارغة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك